والله ليس في الليبرالية أي شيء جميل لنا كمسلمين .. لاجديد !
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أنصح بقراءة كتاب :
معركة الثوابت بين الإسلام و الليبرالية . وقد استفدت منه كثيراً .
للدكتور : عبدالعزيز مصطفى كامل .
حينما نأتي على الثناء على فكرة أو تبجيلها فإننا يجب أن نتشرّب مافيها و ندرك واقعها وما أحاط بها من ظروف ، و هذا بعد أن تتمكن قلوبنا من تشرب معاني عقيدتنا ، و أن تمتلء عقولنا بمعالم شريعتنا الإسلامية التي جاءت لتقرر كل الفضائل التي طمستها الأديان الأخرى ، و ضاعت معالمها بين أدران الجاهلية و غوغائية التخلف الذي عصف بالإنسان مع تتابع الحضارات و غرقه في مهاوي الفلسلفة و العلوم المنطقة و النظرات البائسة للكون و التاريخ و الحضارات .
الليبرالية ذلك الفكر الذي يحمل في ظاهره لواء الحرية و في باطنة عتمة الجهالة و الاستبداد و يأتي رداً على التسلط الكنسي الكاثوليكي ، ليحل محله المذهب الحامل للواء الليبرالية القديمة ( البروتستانت ) ذو النزهة اليهودية الظاهرة التي جعلت من الدين النصراني دينا منبطحا انبطاحا تاما لليهود ، و ذلك بسبب تسنم بعض اليهود الدخلاء على الديانة النصرانية مناصب متقدمة في الكنسية بقصد الدسيسة للتخلص من بطش النصارى الذين اضطهدوهم في عصور الظلام في أوروبا ، كما هو الحال مع الألماني مارتن لوثر الذي قال : " إن محمداً هو الشيطان و هو أول أبناء إبليس " ! تبعه السويسري آلريخزونجلي و بعده الفرنسي جون كالفن و غيرهم .
و جاءت الليبرالية القديمة تقرر مذهب البروتستانت الذي يبجل اليهود و ييقرر أن النصارى ينبغي أن يكونوا لهم كالكلاب ، و جاءت الليبرالية تقرر مفاهيم البروتستانت التي تقر بالخالق مع سلبه أحقية التصرف في الكون و الإشراف عليه من جانب الحساب و العقاب للمخلوقين ، و جاءت تقرر أن الإنسان حر في اعتقاداته و تصرفاته الفردية ، و هذا هو المحور الأساس عند الليبراليين الأوائل .
إن الفكر الليبرالي يمتلك قانونًا يُسميه ( القانون الطبيعي ) ويهدف إلى حتمية الصراعات و استمراريتها حتى يسود النمط الليبرالي و تهزم الأفكار الأخرى ، و بتفرد الليبرالية سينتهي التاريخ و كان الليبراليون يرون أن هذا ما سيحدث خلال فترة معاصرتهم في زمن الحرب الباردة الممتدة من الحرب العالمية الثانية و حتى سقوط الاتحاد السوفييتي و يرون أن النهاية قد اقتربت و بشر بذلك الفيلسوف الأمريكي فرانسيس فوكوياما .
هكذا هي الليبرالية تعشق الصراع كما في أسسها ، و تريد مصادرة الحريات و مسخ البشرية عن الأديان و إحلال العبودية لها لتجعل من مبادئها مقدسات ، و مبادئ غيرها من أيسر المستباحات ، بل استباح دعاتها كل شيء حتى أخص خصائص الشعوب بل أخص خصائص البيوت .
إن الذي يقول بأن في الليبرالية شيء رائع واهم لا يقرأ تاريخها ، و لم يطلع على تاريخ روادها ولا على حقيقة أهدافهم المعلنة التي لم تعد خفية ، و أي دمار أحدثه فوران الفكر الليبرالي عند المحافظين الجدد الذين جروا ويلاتٍ لا تقدر بأثمان إلى العالم كله ، حتى قلبوا العالم محرقة تتصاعد منها كثبات من الدخان بسبب دكهم و تخريبهم للمدن و للأمم و الدول ، و ما مشروع الشرق الأوسط الكبير إلا مشروعٌ ليبرالي يستهدف استبدال الهوية الإسلامية و إحلال ( التهويد ) لكيون روح الأمة و الأجيال .
من رحم الليرالية المعاصرة نشأت اللاءات الثلاث : لا للرجولة .. لرابطة العقيدة .. لمرجعية الشريعة ..
و ظهر مصطلح العدالة الاجتماعية المسفه للقيم الاسلامية ، و ظهرت الحركة النسوسة المطالبة بتحرير المرأة على وفق النهج الغربي الضارب بسنن الله الكونية و الشرعية عرض الحائط ، وظهر مصطلح المواطنة الذي يقدم الوطن على كل شيء بمافيه الدين ، و حملت الليبرالية السياسية شعار : الحكم لكل شيء إلا لله .
ماكان في الليبرالية من السوء فهو مردود يركل بالحذاء ، و ماكان فيها من قيم قد ينخدع بها البعض فإننا يجب أن نعلم أن ديننا شامل لكل قيمة مثلى ، و لكل سبيل راشد ، و دين الله قوي البناء و الأسس و لا يحتاج إلى فكر يرممه و يعيد بناءه ، لا سيما إذا كان هذا الفكر مصدراً من ثورة يهودية الهوية منافقة النشأة ، إباحية المقاصد ، منفلتة من الضوابط ، محادة لله و لرسوله ، و ديننا زاخر بالمعاني السامية التي سبقت الليبرالية في استقرارها في الاسلام ، و الإسلام سبق الليبرالية بتقريرها و تمثلها و الدعوة إليها.
أخوكم / عبدالله
|