08-11-2009, 11:03 PM
|
#5
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
|
.
.
تَحَلَّقْنَا جَميِعَاً عَلى طَاوِلَةً كَبيرَة بَعْدَمَا غَادَرَا العَروسَيْنِ قَاعَةَ الزَّفَافْ ..!!
بَدأَ الحَديثَ وَالِدُ العَريسِ ضَاحِكَاً يَقُولُ هَلْ أعْجَبَتْكَ عَادَاتنا وَتَقَاليدُنَا ؟!!
أُلْجِمْتُ عَنْ الكَلامِ فَلَمْ أَسْتَطِيعُ حَتَّى التَّفوهـِ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَة ، تَدَارَكْتُهَا بِضَحْكَةٍ عَلَّهَا تُنْقِدذُ المَوقْفَ وَممَّا أنَا بِهِ ..!
تَنْحنَحْتُ وَاعْتَذَرْتُ عَمَّا أَشْغَلَنيْ عَنْهُم .. ثُمَّ قُلتُ لَهُم :
حَقِيقَةً لَمْ أتَصَوَّرَ وَلا بِخَيْطِ أمَلٍ رَقيقٍ صَغيرٍ أنَّ الزَّواجَ سيَمُرُ هَكَذا بِكُلِّ حِشْمَةٍ وَوَقَارٍ بَعيدَاً عَنْ الكُفْرِ بالنَّعمَةِ مِنْ تَعَرٍّ وسُفورٍ وَتَبْذيِرْ ..!!
أَصْبَحتُ مُتَلَهِّفَاً لأرَى شَيءً آخَرَ هَكَذا لأُصَدِّقَ أنَّ مَا أعِيشُهُ هُنَا وَاقِعَاً ولَيْسَ حُلمَاً ..!!
كَمْ أَصْبَحَ الحَيَاءُ وَالحِشْمَةُ غُربَاءُ الوُجُوهـِ في هَذا الزَّمَنْ ، رُغمَ أنَّهَا هِيَ التيْ تَحفَظُ للمرءِ شَرفَهُ وَكَرَامَتهُ وَطَهَارَتُه .!!
قَاطَعَنيْ هَذا الشَّيخْ الكَبيرُ لِيَقول / أنَّهُ وَحَتى هَذهـِ اللَّحضَةِ نُحَاوِلُ أَنْ نَدْفَعَ َبِأروَاحِنَا وَنُفوسِنَا مَنْ يُحَاوِلُ أَنْ يَهْدِمَ مَا تَمَسَّكَنَا بِهِ ، رُغْمَ أنَّ كَثيرٌ مِنْ النَّاسِ وَسَتُشَاهِدُهم في الشَّوارِعِ والأسْوَاقِ والحَدَائِقِ والجَامِعَاتْ سَقَطوا بِجُرْفِ بَيْعِ الأنْفُسِ وَإرخَاصِهَا ..!!
قُلْتُ لَهُ : وَالِدَتيْ وَأهْليْ أحْيَانَاً كَثيرَةً يَمْتَنِعُوا مِنْ حُضورِ بَعضِ الزَّواجَاتِ مِنْ مَا يَحْصُلُ بِهَا مِنْ عُريٍّ وَمَسْخِ أخْلاقٍ وَسَذَاجَةِ قُوامةٍ ضَيَّعَ فيهَا بَعْضُ القَوْمِ مَبَادِئُهُ ، ولَكِنْ وللهِ الحَمدِ مَا زَالَ في القَوْمِ كُثُرٌ مَنْ يَعِيشُ لَيْلَ نَهَار يَدْفَعُ بِالشَرِّ ثَمَنَ حَيَاتِهِ لِيَعيشَ أهلَهُ بِأمَانٍ وَطَهَارَةٍ ، لأنَّ الذُّبَابَ إذا وَقَعَ على الطَّعَامِ أفْسَدهـ .
قَالَ : أيُّ قَومٍ يَتَخَلَّوا عَنْ مَبَادئِهم سِوَاءَاً كَانَتْ دِينيَّةٍ أو عُرفيَّةٍ فَإنَّ غَيْرَهُم سَيسْتَعِبدُهم ، لأنَّ العَدًوَّ إنْ لَمْ يتَربَّصُ بالمَالِ فَإنَّهُ سَيَتَرَبَّصُ بِالعِرْضِ ، لأنَّ حَيَاتَهُم مُنَافيَةً لِكُلِّ المَبَادئِ والقِيَمِ والأخْلاق .
قُلْتُ لَهُ - وَليْسَ عَنْ نَفْسيْ - أمُلامٌ أَنَا بِأنَّ زَوْجَتيْ لَيْسَتْ مِنْ جِنْسِنَا وَعِرْقِنَا وَلُغَةٍ قَوْمِنَا لَكِنَّهَا تَحْمِلُ أدَبَاً جَمَّاً وَخُلقٌ رَفيِعْ ، وَ تَعيشُ عَلى حِفْظِ بَيْتٍ ، وَصَون زَوْجٍ وَتَأسيسُ حَيَاةٍ رَكَازُهَا العَفَّةُ والطَّهَارَةْ ، وَهَذا مَطْمَعُ كُلُّ زَوْجٍ يَبْحَثُ عَنْ حَيَاةٍ آمِنَة .
قَالَ جُمْلَةً جَميلَةً عَظيمَة : " إنْ رَأيتَ في زَوْجِكَ خَْيْرَاً فَاعلَمْ أنَّهَا لَنْ تُخَرِّجَ مِنْ تَحْتِ يَدِهَا سِوَى مَا يَسُرُّكُمَا ، وَإنْ رَأيتَ مِنْهَا غَيْرَ ذَلِكَ ، فَاعلَمْ أنَّهَا سَتَهْدمُكَ قَبْلَ أنْ تَهْدِمَ مَنْزِلك "
ثُمَّ يُضيف " بَيْتٌ بِلا فَضِيلَة وَحِشْمَة ، كَالبَيْتِ الذيْ أُسِّسَ بِلا قَوَاعِدٍ تُوَجِّهُهُ الرِّيَاحُ أَيْنَمَا تَشَاء "
وَيَقْصِدُ بِالرِّيَاحِ كَمَا يَقول التَوجُّهَات الفِكْريَةٍ التي تُعَاديْ المُجْتَمَعات !!
فَإذَا كَانَ هَؤلاءِ يُدَافِعُوا عَنْ حَيَائِهم وَحِشْمَتِهِم بِكُلِّ مَا أُوتوا مِنْ قُوَّةِ ، فَلِمَاذا نَرَى كَثيرَاً مِنْ النَّاسِ مَنْ يُضَيِّعُهَا تَحٍْتَ مُسَمَّى المَوْضَةِ والتَّقَدُّمِ وعَصْرِ الإنْفِتَاح - عَفوا عَصْر الإنْحلال - ؟!!
مِنْ بَابِ أوْلَى أنْ نَكُونَ مُتَمَسِّكينَ أكْثَرَ مِنْ غَيْرِنَا ، لأنَّ هَؤلاءِ يَعيشُونَ عَلى عُرْفٍ وَعَادَةٍ وَتَقليدٍ وَنَحْنُ نَعيشُ مِنْ أجلِ دِينٍ وَعَقيدةٍ سَاميَة .
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
|
|
|