.
الزحافات والعلل
باختصار
أولا : الزحاف
هو تسكين حرف متحرك , أو حذف حرف ساكن في وسط التفعيلة , لا يجب على الشاعر التزامه في كل أبيات قصيدته
وهو مختص بالحرف الثاني من ( الأسباب ) في التفعيلات
( وقد تحدثت سابقا في بيان الأسباب والأوتاد )
مثال التسكين :
* تسكين حرف التاء المفتوحة في تفعيلة ( مُـتـَـفـاعلن ) لتصبح التفعيلة ( مُـتـْـفـاعلن ) في قول قس بن ساعدة :
فيْ الذاهبي .. ن الأوليــ * ــن من القرو .. ن لنا بصائر
متـْفاعـلن متـْـفاعـلن * متـِـفاعـلن متـِـفاعـلنْ لنْ
فتفعيلة ( متفاعلن ) يقابلها في البيت قول الشاعر : ( في الذاهبيـ )
فـِـ ذْ ذَ اْ هـِ بـِ ـيْْ
مـُ تـْ فـَ اْ عـِ لـُ نْ
كما ترى , فالتاء في التفعيلة تقابلها الذال الأولى وقد سكـّـنها الشاعر .
مثال الحذف :
* حذف النون الساكنة من تفعيلة ( فعولنْ ) لتصبح التفعيلة ( فعولُ ) في قول المتنبي :
أتوك .. يجرون الـ .. حديد .. كأنما * سروا بـ ..جياد ما .. لهن .. قوائم
فعول مفاعيلن فعول مفاعلن * فعول مفاعيلن فعول مفاعلن
فتفعيلة ( فعولُ ) الأولى يقابلها من البيت قوله : ( أتوكَ ) وهي كلمة ينقصها حرف يقابل النون في آخر التفعيلة
أَ تـَ وْ كَ...
فـِ عـُ وْ لُ...
ثانيا : العلة
هي زيادة حرف أو أكثر , أو حذف حرف أو أكثر قد يحدث في آخر تفعيلة من كل بيت , فيجب التزامه .
مثال الزيادة :
* زيادة قس بن ساعدة حرفين في آخر تفعيلة ( متفاعلن ) في البيت السابق وهو :
فيْ الذاهبيـ .. ن الأوليــ * ــن من القرو .. ن لنا بصائر
متـْفاعـلن متـْـفاعـلن * متـِـفاعـلن متـِـفاعـلنْ لنْ
نِ لـَ نـَ اْ بـَ صـَ اْ ئـِ رْ
مـُ تـَ فـَ اْ عـِ لـُ نْ لـُ نْ
فتفعيلة ( متفاعلن ) تقابل من البيت قوله ( نلنا بصا ) ثم زاد ( ئر ) فأصبحت التفعيلة ( متفاعلـُنْ لـُنْ )
مثال الحذف :
* حذف ابن زيدون آخر حرف ساكن من التفعيلة الأخيرة من البيت وهي ( فاعلن )( مع إسكان ما قبله ) في قوله :
أضحي التنا .. ئي بديـ .. ـلاً عن تدا .. نينا * وناب عن .. طيب لقـ .. ـيانا تجا .. فـِيـْنـَاْ
مستفعلن .. فاعلن .. مستفعلن .. فاعـِلْ * مستفعلن .. فاعلن .. مستفعلن .. فاعلْ
فـِ ـيـْ نـَـ اْ
فـَ اْ عـِ لْ
فروق بين العلة والزحاف
* الزحاف مختص بالحرف الثاني من الأسباب سواء كانت أسبابا ثقيلة أو خفيفة
بينما العلة تكون غالبا في الأوتاد , وتدخل على السبب الخفيف آخر التفعيلات فتحذفه كله
* الزحاف لكونه في وسط التفعيلات لا يجب على الشاعر التزامه في كل الأبيات , بل يلجأ إليه عند حاجة الوزن
أما العلة فلكونها في أواخر الأبيات يجب على الشاعر أن يلتزمها في كل الأبيات أو يتركها في كل الأبيات
* الزحاف ليس من أنواعه زيادة حروف
أما العلة فمنها زيادة حروف
ملاحظة :
لم أضع تفريقا دقيقا , وإنما حاولت أن أضع مقياسا يتحاشى التفصيل والاستغراق ؛ ليناسب من يريد إحاطة ميسرة لما ( يجوز ) الإخلال به من التفعيلات عند محاولة تأليف الأبيات .
وإلا فهناك مثلا في الزحافات :
( حذف لحرف متحرك ’ أتركه لأنه نادر جدا ومستقبح , وهناك حذف ساكن آخر التفعيلة أتركه لأنه يأخذ حكم العلة , وسيأتي تفريق ميسر بين العلة والزحاف)
وهناك في العلل :
( حذف في وسط التفعيلة لا حاجة لذكره نظرا لقلته في الشعر )
إلى غير هذا مما لا يحسن التفصيل فيه هنا .
إلى لقاء في الحديث عن القافية أختم به التنظير , ثم أفرغ في تعقيبات بعده إلى بعض التطبيقات على كيفية تأليف الأبيات – إن شاء الله تعالى -
.
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله
هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا
***
في حياتي
سبرت الناس
فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء
وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء
وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له