.
القافية
هي : هي مجموع الحروف والحركات التي يجب أن تتوافق فيها أواخر أبيات القصيدة .
مختصر :
يجب أن يلتزم تكرار آخر حرف صحيح من البيت , وحركته أيضا
فمثلا إن كان الحرف في البيت الأول ( باء مكسورة ) وجب أن يكون باء مكسورة في كل الأبيات في كل الأبيات
كما يجب أن تظل حركة ما قبله حركة , وسكونا إن كانت سكونا .
إذا سبق هذا الحرف حرفان أولهما ألف وجب تكرار الألف أيضا .
ملاحظة :
من عادة الشعراء أن يختموا الشطر الأول من البيت الأول من قصائدهم بالقافية التي يلتزمونها في آخر الأبيات
ولهذا إذا أردت أن تعرف هل البيت أو أبيات القصيدة فانظر هل قافية شطريه متطابقة , فإن لم تكن متطابقة فاعلم أنه ليس البيت الأول
مثال :
قال أبو تمام :
السيف أصدق إنباءً من الكتبِ * في حدث الحد بين الجد واللعبِ
بيضح الصفائح لا سود الصحائف في * متونهن جلاء الشك والرِّيـَبِ
انظر , فقد ختم الشطر الأول من اابيت الأول بقافية الباء , وهي قافية القصيدة , بينما ترك هذا في البيت الثاني .
تفصيل :
القافية مجموعة حروف وحركات في آخر الأبيات , يقسّـمها العروضيون أقساما كما يلي :
1- الروي :
وهو الحرف الصحيح الموحد في آخر أبيات القصيدة , وهو الذي تسمى القصائد به , فيقال , نونية فلان ودالية فلان
وقد يأتي بعده حركات أو حروف علية تلتزم أيضا كما سيأتي بيانه بعد قليل
مثال
قال الشنفرى :
وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى * وفيها لمن خاف القِلى متعـَزَّل
ولي دونكم أهلون: سِيـْدٌ عملسٌ * وأرقط ذهلول وعرفاء حيأل
هم الأهل لا مستودع السر ذائعٌ * لديهم ولا الجاني بما جرّ يـُخذَل
فحرف اللام في آخر أبياته هو الروي , والقصيدة تعرف بأنها لامية الشنفرى , أو : لامية العرب
ولاحظ أنه التزم الفتحة قبل اللام وهو ما سيأتي بعد قليل .
والروي نوعان :
المقيّد :
وهو الذي عليه سكون
المطلق :
وهو الذي عليه حركة ( فتحة أو ضمة أو كسرة ) ومثاله الأبيات السابقة للشنفرى حيث إن الروي جاء متحركا بالضمة .
أما المقيد فكقول حارثة بن شرحبيل القضاعي عندما فقد ابنه زيدا – رضي الله عنه – :
بكيت على زيدٍ ولم أدر ما فعلْ * أحيّ يرجّى أم أتي دونه الأجلْ
فوالله ما أدري وما كنت سائلا * أغالك سهل الأرض أم غالك الجبلْ
تذكّرنيه الشمس عند طلوعها * وتعرض ذكراه إذا قارب الطفـَلْ
سأعمل نـَصّ العِـيس في الأرض جاهدا . . . ولا أسأم التّطواف أوتسأم الإبلْ
الروي في الأبيات هو حرف ( اللام ) وهو هنا مقيد , أي ساكن .
وللمطلق أحكام تفصيلية في رقم ( 2 ) الآتي .
2- المجرى والوصل :
إذا كان حرف الروي متحركا , فكما سلف يسمى ( المطلق ) وحركته تسمى ( المجرى ) خاصة إذا مدّها الشاعر قليلا - أي أشبعها - فإن تبعها حرف مدّ فإنه يسمى ( الوصل )
وحرف المد هو أحد حروف العلة الثلاثة , إذا وقع بعد حركة تناسبه , الألف بعد فتحة أو الواوبعد ضمة أو الياءبعد كسرة
فإذا كان الروي المطلقا مشبع الحركة , وجب أن تظل الحركة مشبعة ( ممدودة ) في كل الأبيات , فالفتحة تنطق كأنها ألف والكسرة كأنها ياء والضمة كأنها واو , كما يجوز أن تكون مرة حركة مشبعة ومرة حرف علة من جنسها
فتجد في القصيدة بيتا يختم بضمة ممدودة وبيتا يختم بواو قبلها ضمة , وتجد في قصيدة أخرى بيتا يختم بكسرة ممدودة وبيتا يختم بياء بعد كسرة , وتجد في قصيدة ثالثة بيتا يختم بفتحة
مثال :
قال ذو الإصبع العدواني :
وقلدوا أمركم لله دركمُ * رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
لا مترفا إن رخاء العيش ساعده * ولا إذا عض مكروه به خشعا
لا يطعم النوم إلا ريث يبعثه * هم تكاد حشاه تحطم الضلعا
وليس بشغله مال يثمره * عنكم ولا ولد يبغي له الرفعا
فحرف العين آخر الأبيات هو الرويّ , وهو روي مطلق لأنه متحرك بالفتحة , والفتحة مشبعة ( ممدودة ) تنطق ألفا , واسمها ( المجرى )
مثال آخر :
قال زهير – رضي الله عنه - :
إنَّ الرسولَ لنورٌ يُستضاءُ بهِ * مهنَّدٌ من سيوفِ الله مسلولُ
في عـُصبةٍ من قريشٍ قال قائلهم * ببطنِ مكَّةَ لما أسلموا زولوا
زالوا فما زال أنكاسٌ ولا كـُشـُفٌ * عندَ اللِّقاءِ ولا ميلٌ معازيلُ
حرف اللام هنا هو الروي , وهو مطلق لكونه مضموما , وقد أشبعت الضمة فهي تنظق واوا , وتسمى ( المجرى ) أما في البيت الأوسط فقد حل محل إشباعها حرف مد هو الواو , ويسمى ( الوصل )
3- الردف :
وهو حرف مدّ يسبق حرف الروي مباشرة .
فإن كان ألفا وجب التزامه في كل القصيدة
مثال :
قال امرؤ القيس :
يغـُطّ غطيط البكر شـُدَّ خناقه * ليقتلني والمرء ليس بقتالِ
أيقتلني والمشرفيّ مـُضاجعي * ومسنونة زُرقٍ كأنياب أغوالِ
وليس بذي رمحٍ فيطعنني به * وليس بذي سيفٍ وليس بنبـّالِ
الروي في الأبيات هو اللام , وقد حرف مد هو ( الردف ) وما دام الحرف ألفا فانظر كيف التزمه امرؤ القيس .
أما إن كان ياء أو واوا , وجب أن يلتزم مع جواز التناوب بين الواو والياء , فتجد في بيت من القصيدة يسبق حرف الروي واو , وفي بيت آخر يسبقه ياء .
مثال :
قال النابغة الذبياني :
ودع أمامة والتوديع تعذير * وما وداعكِ من قـَـفـّت به العير
وما رأيتكِ إلا نظرة عـَرَضت * يوم النمارة والمأمور مأمور
حرف الروي في البيتين هو الراء , وقد سبقه حرف مد هو ( الردف ) وما دام الحرف واوا فانظر كيف جاز له أن يبدله بياء .
4- التأسيس :
وهو ألف تسبق الروي و يكون بينها وبينه حرف من حروف الهجاء , وهذه الألف يجب تكرارها في كل الأبيات , أما الحرف الذي بينها وبين الروي فيسمى ( الدخيل ) والواجب فيه أن يستمر حرف يفصل بين الألف والروي مهما تنوع من حروف الهجاء . أما حركة الدخيل فالغالب المعمول به أن تكون كسرة , واستقبح أن تكون فتحة أو ضمة .
مثال :
قال المتنبي :
على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ * وتأتي على قدر الكرامِ المكارمُ
وتعظُمُ في عينِ الصغير صِغارُها * وتصغـُر في عين العظيم العظائمُ
حرف الروي هو الميم , وقد جاءت قبلها الألف وتسمى ( التأسيس ) وبينهما حرف يسمى ( الدخيل ) وهذا الحرف جاء ( راءً ) في البيت الأول و ( همزةً ) في البيت الثاني , وهو جائز .
قالحاصل أن الألف يجب تكرارها في كل الأبيات , وأما الحرف الفاصل فيجوز أن يكون أي حرف .
ولاحظ أنه جعل حرف ( الدخيل ) مكسورا , وهذا هو الأفضل المعمول به , ويستكره غير الكسرة .
5- التوجيه :
وهو الحركة التي تسبق حرف الروي المقيد ( أي الساكن )
فإن كان ما قبله سكونا , فيجب أن يظل سكونا
فلا يجوز أن تكون في بعض الأبيات سكونا وبعضها حركة
اما إن كان ( التوجيه ) حركة فالمختار أن يلتزم الشاعر الحركة ذاتها , فالفتحة يظل يكررها فتحة والكسرة يكررها كسرة والضمة ضمة
ولا بأس من تناوب الحركات الثلاث . مع عدم جودة ذلك
فالأولى توحيد الحركة وعدم تناوب الحركات الثلاث لكون ذلك مستقبحا
مثال :
قال رؤبة بن العجاج :
وقائمِ الأعماقِ خاوي المُخترَقْ
ألـَّف شتى ليس بالراعي الحَمِقْ
شذَّابةٌ عنها شذى الرَّبعِ السّحُقْ
الروي هنا هو القاف , وهي ساكنة فهي ( روي مقيد ) وسبقها حركة تسمى ( التوجيه ) وهي في البيت الأول فتحة وفي الثاني كسرة وفي الثالث ضمة , وهذا مستقبح .
فالأفضل التزام حركة واحدة كقول حارثة الذي سبق :
بكيت على زيدٍ ولم أدر ما فعلْ * أحيّ يرجّى أم أتي دونه الأجلْ
فوالله ما أدري وما كنت سائلا * أغالك سهل الأرض أم غالك الجبلْ
تذكّرنيه الشمس عند طلوعها * وتعرض ذكراه إذا قارب الطفـَلْ
فهنا التزم حركة واحدة قبل الروي هي حركة ( الفتحة ) وهذا جميل مطلوب .
انتهى الحديث عن القافية
فإلى لقاء في بعض التطبيقات – إن شاء الله تعالى -
.