[أبو ريّـان]

.

●التسويـف في التوبـة.
يجب على من لا يدري متى يبغته الموت أن يكون مستعدا، ولا يغتر بالشباب، والصحة، فإن أقل من يموت الأشياخ، وأكثر من يموت الشبان، ولهذا يندر من يكبر، وقد أنشدوا:
يعمر واحد، فيغر قوما وينسى من يموت من الشباب _ ابن الجوزي _
فيامن أجل توبته وسوّف أوبته ..
المَوتُ يَأتي بَغتَة ...... والقَبرُ صُندُوقُ العَمَل
فلربما أتاك الموت على غفلة منك , فقبضت روحك على ماأنت عليه من معاصي وآثام , ويبعث الناس على مايموتون عليه .. فعلى ماذا ستبعث ؟؟

فلاتفرح بشبابك , ولاتغتر بقوتك ونشاطك , فالموت يأتي دون أن يطرق الباب , ودون أخذِ إذنِ منك ولاجواب ..!!
صاحبي الذي يبلغ سن الخامسة عشر , خرج من بيته في الصباح الباكر ممتطيًا صهوة سيارته , وفي الطريق إنقلبت به السيارة رأسًا على عقب , فمات من فوره .. !! _رحمه الله_

بغمضة عين .. وبلحظة خاطفة , تقبض الروح , وإما إلى جنة أو إلى نـار ..!!
ومَـااسْرَعَ مُضِيَّ هَذِهِ الحَيَــاة
(كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا)

يا مؤخر توبته بمطل التسويف (لأَي يَومٍ اُجِلَت)
لأي يوم .. أتؤخرها إلى أن تغرغر روحك .. فتقول رب أرجعون .. ربِ أرجعون ..!! ولات حين ندم

كنت تقول: إذا شبت تبت.!!
وكم من كبير سنِ حرم التوبة بسبب ما اقترفه من آثام ومعاصي ..!!

وإن التسويف في ترك المعاصي يورث رينًا في القلبِ وظلمة وغفلة , تجعل المرء ينفر من التوبة , ويستوحش من الطاعة , ويفر من مجالس الذكـر .. !!
فيأتي ربه بقلب غير سليم ,, ولاينجو يوم العرض , إلا من أتى الله بقلب سليم .

وكتب أحدهم إلى أخ له :
‘‘ إياك وتأمير التسويف على نفسك وإمكانه من قلبك، فإنه محل الكلال وموئل التلف وبه تنقطع الآمال وفيه تنقطع الآجال وبادر يا أخي فإنه مبادر بك وأسرع فإنه مسرع بك وجد فإن الأمر جد وتيقظ من رقدتك وانتبه من غفلتك.
وتذكر ما أسلفت وقصرت وفرطت وجنيت وعملت فإنه مثبت محصى فكأنك بالأمر قد بغتك فاغتبط بما قدمت أو ندمت على ما فرطت ‘‘

حتى متى الرجعى إلى الغفار ... .. وإلى متى التسويف بالأعذار
وعلام تحجم أن تتوب فينمحي . ...درن الذنوب بماء الاستغفار

تب إلى الله ... فزمن الحياة قصير ..لايحتمل التسويف !

.