17-11-2009, 02:01 PM
|
#7
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2008
البلد: القصيم - بريده
المشاركات: 112
|
سأعقب بمشاركتين على أخي الكريم " النفس المتحررة " :
الأولى :تتعلق بالليبرالية ، والثانية عن الاقتصاد الإسلامي .
{ 1 }
نُريدُ شخصاً محايداً نحتكِم إليه ، لأنني أكره الكتابة والنقاشات بدرجة كبيره
لكنها تقل عن كره أخينا الصمصام لليبرالية .
الليبرالية أياً كانت ، مفهوم أو فكره أو منهج أو عقيدة أو نظام أو مصطلح
أو رؤية أو وسيلة أو آلية أو غاية أو مذهب أو أداة أو محتوى أو بنية أو
إطار ، فأنا أرفض كل ما كان مخالفاً للشرع ولا مزايدة على ذلك .
بماذا يذكرني هذا النقاش ؟
يوم أن كُنا صغاراً ، إذا أصبحنا في موقعِ تُهمةٍ ، يقوم خالي العزيز – الخالي
من البراءة - باستخدام طريقه تُشابه طريقةَ أخي "النفس المتحررة " فماذا
يصنع خالي هذا - الخالي من البراءة - ؟
يقومُ باستدعائي وقد قطّبَ جَبينه بِشَكلٍ يُوحي بأنه على أعتابِ الثمانين ، بالرغم
من عمره العشريني ... ثم يطلب مني فتح عينيّ ... حينها أفتحهما لدرجةٍ تَتَغيّر
معها ملامِحُ وجهي ... فلم يسبق أن ظهرت المُلتحمة بمثل هذا الاتساع ... فإذا
أراد أن يُدِينني أو يُمَرِر عليّ بعض الألاعيب ... يدَّعي بأن عينيّ زرقاوين ... وليس
عليّ حينها إلا الإذعان لادعائِه ... لأنني لا أعرفُ هل هما زَرْقَاوان
حقاً أم لا ؟ ولأنني لن أُثنِيه عن رأيِهِ مهما كنتُ صادقاً فهو يرى مالا أرى !
أخي " النفس المتحررة " يجري على نفس النّمط ، مهما أثبَتُّ له بأن الليبرالية
تُفهَمُ حيناً على أنها آلية ووسيلة إلا أنه لايزالُ مصراً على اللونِ الأزرق وبأنها عقيدة !
لو كُنتُ حينها - في صِغري - مُستوعباً لأصولِ اللعبة لقلتُ لخالي – الخالي من
البراءة أيضاً - : أثبت لي عملياً بأن عينيّ زرقاوين ، لكنني لن أُمرِّر هذا
الاختبار اللوني لأخي " النفس المتحررة " حالياً ، فهو يقول بأن الليبرالية
عقيدة وأنا أقولُ له أثبت لنا بأنها كذلك " وبأنها زرقاء " ! .
لماذا الليبرالية ليست عقيدة ؟
العقيدة تتميز بالثبات والرسوخ والليبرالية ليست كذلك وقد أبنتُ ذلك في كلامي .
العقيدة تتميز باليقين المطلق ، والليبرالية ليست كذلك وقد أوضحت ذلك في حديثي .
الليبرالية جهد بشري قابل للنقد والحذف والإضافة والتحوير وقد أوردت بعض الشواهد .
وهي أيضا لاتحتكرُ الإجابةَ الكاملة عن شُئونِ الحياةِ ، فهي لاتَحمِلُ سوى مَفاهِيماً
عامةً كالحريةِ والعدلِ والمساواةِ .
وهي في النهاية خاضعة للمنظومة الاجتماعية والثقافية لمن يتبناها ، فليبرالية
الهند ليست هي نفسها في الصين أو أمريكا وفرنسا ، وهذا ما جعل وزيرة
الاقتصاد الفرنسي تثني على الاقتصاد الإسلامي{ لاحظ الاقتصاد الإسلامي
وليس النظام الاقتصادي الإسلامي } وتقترح إدماجه في النظام المصرفي
عقب الأزمة المالية الأخيرة .
نَحنُ الآن نُعايش ونُمارِسُ شيئاً من الليبرالية ، يتمثل ذلك في " الديمقراطية " التي
تنتشرُ في بقاعٍ إسلاميةٍ كثيرة ، كما أن لدينا صورةً مُختزلةً منها كمثلِ الانتِخابات
البلدية وانتخابات الغرف التجارية .
كما أنّ لدينا رأسمالية مُمَثّلة بالبُنوك ، وبالأجواء التي تُعطِي الحُريّة لرأسِ
المَالِ وتسمَحُ له بالتّحرٌّك تعزيزاً للمِلكية الفردِية ، ومن الطريف أن الرأسماليه
التي لدينا تُمسِك بنا بقفازاتٍ حريريةٍ ، لكنها تَخنُق حتى المَوت فمثلاً :
أمريكا تدخّلت في الأزمةِ المالية الاقتصادية الاخيره ، وقامت بتأميم بعض الشركات
وهذا أمرٌ مُخالفٌ ومضادٌ للرأسمالية ، بينما نحن في الكارثة التي اجتاحت أسواق
الأسهم سنة 2006 م ، يُصرِّح وزير المالية بأن الدولةَ لن تتدخل فالسوق الحرة
تمنع ذلك ، يعني يا سادة أصبحنا رأسماليين أكثر من الرأسماليين أنفسهم !!!!
فهل نحن ليبراليين ؟؟؟
انتهى ما لدي في هذا أرجوك يا عزيزي عقب عليّ كما تشاء
المهم أثبت لنا أن الليبرالية عقيدةٌ ؟
إلى التعقيب الثاني ......
|
|
|