::: [ فَاِئدةٌ ثَمِينَةٌ أَعْجَبَتنِي أَخَذْتُهَا مِن أَحَدِ طُلابِي ] :::
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت أتحدث على الطلاب عن قصة ذلك الرجل الذي جاء إلى الرسول عليه الصلاة و السلام يسترخصه في ترك الجماعة ، و يذكر أنه كفيف البصر و لا قائدَ له يقوده إلى المسجد ، فأجابه الرسول عليه الصلاة و السلام بـ ( هل تسمع النداء ) فقال الرجل : نعم . فقال عليه الصلاة و السلام : فأجب .! أو لا أجد لك رخصة . و الحديث جاء عند مسلم و غيره بألفاظ متعددة .
بلا شك أن الفائدة الظاهرة من هذا الحديث هي ما استدل به جمع من العلماء على وجوب صلاة الجماعة ، و أن الرسول عليه الصلاة و السلام لم يعذر من هذه حاله ، فكيف بمن هو أيسر حالاً من هذا الرجل .
تحدثت عن هذا المعنى ، فرفع أحد الطلاب يده و تحدث عن فائدة أخرى وجدتها ثمينة للغاية و سررت بها غاية السرور ، وهي : أن الرسول عليه الصلاة و السلام أمر هذا الرجل الأعمى بالحضور مع المسلمين في الجماعة لمنع العزلة التي قد تنشأ بين أصحاب الاحتياجات الخاصة و بين مجتمعهم ، فهو يريد منه الاندماج و ترك السلبية ، و كذلك أن يعتاد أفراد المجتمع أن يروا أصحاب الاحتياجات الخاصة يُخالطونهم و يعايشونهم .
أيها الكرام ، إن هذا المفهوم ينبغي أن يشيع بيننا ، في أن نغير نظرتنا لأصحاب الاحتياجات الخاصة ، و أن نراعيهم و ننميهم ليكونوا مُنتجين لنا و لهم و لمن مر بمثل ظروفهم ، و قد رأينا نماذج من أولئك الذين ربما ننظر لأمثالهم نظرة الرأفة التي تُحبطهم ، و تعطينا إيحاءً أنهم مساكين لن يستطيعوا القيام على شؤونهم .
إخوتي و أخواتي : كلنا يذكر الشيخ الشهيد بإذن الله أحمد ياسين ، و كيف كانت شعلة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، وهو الذي لا يحرك حتى رأسه ، نظرنا كيف كان يقود الحشود ، و يرشدها و يوجهها بصوته الدافئ الحنون ، و كيف كان يزمجر متحديًا لأعداء الله ، و كيف كان في آخر ليلة على حال المؤمن يصلي في مسجده القريب من داره ، ثم يخرج من صلاة الفجر صائمًا . أعتقد أن الذين سيتحدثون عن عجائب التاريخ ممن سيأتون بعدنا ، لن ينسوا هذا الرجل المُقعد .. لكنه لا يرضى أن يقعد مع القاعدين .
الشيخ ابن باز ذلك الشيخ الكفيف ، رجل بأمة أسس المجامع و المؤسسات ، و قام على شؤون المسلمين داخل البلاد و خارجها ، سد جوعةً في جوف ضامر في أقاصي أدغال أفريقيا و آسيا ، أعمى البصر لكن بصيرته استطاعت أن تطلع على نائي المدن ، ووعرِ الطرق رحمه الله رحمةً واسعة .
و غيرهم من العلماء و المفكرين و العباقرة و المخترعين و الموهوبين .
إن أصحاب الاحتياجات الخاصة ليسوا بحاجة إلى البكاء و النحيب عليهم و على حالهم ، و لكنهم بحاجة إلى أن نخالطهم و ننميهم و سنتفاجأ بأن كثيراً منهم لديه مواهب و قدرات ، و مستعد للعطاء و البذل الذي رُبما يفوق عطاءنا و بذلنا .
::: أخيراً ::
هل تصدق أن راسم هذه اللوحة أعمى ..!

أنقل لكم ما قيل عنه : " هو رجل مشهور في تركيا إسمه Esref Armagan صار رساما" مشهورا". موجود حاليا" في أمريكا ويحاول العلماء والاطباء دراسة حالته العجيبة. ما يحير العلماء هو كيف يستطيع رجل أن يرسم شيئاً لم يره في حياته قط. وبالطبع هؤلاء العلماء تأكدوا أن بصره لم ينضج مطلقا بعد فحصه وأن مخه لا يحس بالضوء بتاتاً. وقام بعض العلماء بإختبار قدرته على الرسم بعدة إختبارات يعجز فيها حتى المبصر. " و قد رأيت برنامجًا عنه عُرض في بعض القنوات ..
أخوكم / عبدالله
آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 18-11-2009 الساعة 10:48 AM.
|