مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 18-11-2009, 09:28 PM   #1
شهآمة خطاب
عـضـو
 
صورة شهآمة خطاب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
البلد: أعيش بــيــن أســود الأمـــة الإســــلامـيـة
المشاركات: 214
شـــخـــصـــيـــتـــي مــــضـــطـــــربــــة!

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...



سئلت أحد الأستاذة الكرام :-

السؤال
مشكلتي أني مصاب بالوسواس، ومشتت الذهن، ولا أستطيع التركيز، تراودني حالة من حين لآخر لا أدري فيها أين أنا.. لا أولي انتباها لأبسط الأشياء، كأني منعزل عن الواقع، أو في عالم آخر، وأرى ما يحدث في عالمنا هذا من خلال نافذة! شخصيتي متقلبة، أحيانا أكون طبيعياً، حاضر الذهن، واقعيًا، وأحيانا أكون قليل الثقة في النفس.. أحيانا أكون جديًّا وأحيانا مستهترًا، أحيانا أكون راشدًا وأحيانا مراهقًا، وأحيانا أكون طموحًا وأحيانا غير مهتم! لا أستطيع قراءة القرآن ولا الصلاة بخشوع.. لا أستطيع التركيز في الفصل أيضا. في الحقيقة أشعر كأنما هناك وعي آخر أو تفكير آخر أو عقل آخر يتحكم في تفكيري وسلوكي وشخصيتي!! ساعدوني جزاكم الله خيرًا..

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أخي السائل الكريم: -

تحية طيبة من عند الله مباركة، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على خير الخلق سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه وسلم.. ثم أما بعد:



أخي الكريم:

هناك جزء كبير مما تعانيه من شخصية متقلبة، وهذه الأعراض جميعا هي اضطرابات فترة المراهقة، وهي أمور عادية ووقتية، فهذه هي طبيعة فترة المراهقة التي تمر بها الآن.

ويرجع هذا إلى عدم تكوين شخصية مستقلة ذات معالم واضحة حتى الآن، فأنت مثل المركب التي لم تستمر على بر حتى الآن، فهذا التقلب والتذبذب راجع إلى أنك لم تحقق شخصية ثابتة، فهذه هي فترة تكوين للمفاهيم والصفات الشخصية الخاصـة بك والمستقلة عن جميع من حولك.

ولكني أنصحك أن تحدد لنفسك هدفا تسعى من أجلـه، هدفا تضعه أمام عينيك وتفعل كل شيء من أجل تحقيق هدف أسمى، ينقسم إلى أجزاء:

أولهـا:

أن ترضي الله في كل أفعالك، فهذا سيجعلك تتجنب ما يغضب الله، وتسعى إلى رضائه بالخشوع في صلاتك والتقرب إليه بالقرآن، وهذا الهدف تستميت من أجل تحقيقه وتجعله دائما محورًا في حياتك.

ثانيهـا:

أن تسعى لإرضاء أهلك وتحقيق أملهم فيك، وتسعى لأن تكون علاقتك بهم مبنية على المودة والرحمة والصداقة، وأن تلجأ إليهم دائما وتأخذ بنصيحتهم ومشورتهم فإنهم نعم العون لك في هذه المرحلة.

ثالثها:

أن تسعى لإرضاء نفسك وتحقيق ذاتك باختيار مستقبلك والتركيز عليه، وبذل أقصى ما في وسعك حتى تكون شخصية سوية ومتزنة بعيدة كل البعد عن أي انحرافات، وأن تصبح نموذجًا يقتدى به في الأخـلاق والاجتهاد، وإني لأشعر من خلال سعيك وسؤالك عمّا يحدث لك أنك تستطيع أن تفعل ذلك، وأنك تمتلك الإرادة والتصميم والإصرار على أن تصبح أفضل مما أنت عليه الآن.

رابعها:

أوصيك بالصحبة الصالحة، والتي أتمنى أن يكون أحد أفراد عائلتك هو من يقوم بهذا الدور، فالإرشاد والتوجيه باللطف واللين مهم جدا في هذه المرحلة، وسيكون له أثر بالغ في اجتياز هذه المرحلة بسلام.

وفي الختام:

فليكن دائما أمام عينيك أنك تضع الآن حجر الأساس لشخصيتك وحياتك، فاسعَ لأن يكون أساسا متينًا قائمًا على تقوى الله سبحانه وتعالى، ولتضع سيدنا على بن أبي طالب "كرم الله وجهه" وسيدنا يوسف "عليه السلام" كمثل أعلى لك حتى تستطيع أن تحقق نفسك بنفسك، وفقنا الله تعالى وإياك إلى ما يحب ويرضى.

والله تعالى أعلى وأعلم..

وفي الختام أيها الأخ الكريم كن معنا على تواصل دائما على صفحة الاستشارات المتميزة بموقع الإسلام اليوم، والله سبحانه وتعالى أسأل أن يحفظك من أي مكروه وسوء.

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه ومن والاه. والحمد لله رب العالمين.

آخر من قام بالتعديل شهآمة خطاب; بتاريخ 18-11-2009 الساعة 09:32 PM.
شهآمة خطاب غير متصل