::..التسـويف في الحـج::..
قال تعالى -: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان))؛ متفق عليه.
وقد حذرنا النبي من تأخير الحج مع الاستطاعة أشد تحذير، فقال: ((تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم؛ لا يدري ما يعرض له))؛ أخرجه أحمد وحسنه الألباني،
وقال عمر بن الخطاب: "من أطاق الحج فلم يحج، فسواء عليه مات يهوديًّا أو نصرانيًّا)، قال ابن كثير: "وهذا إسناد صحيح إلى عمر".
أبعد هذا يبقى مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر تاركًا للحج وقد استطاع؟!
كيف يلقى الله وقد ترك ركنًا من أركان دينه؟!
ومن يضمن له البقاء إلى السنة القادمة حتى يؤدي فريضة الحج؟!
فإن الأعمار بيد الله، فربما مات قبل أن يحج، أو عرض له أمر؛ من مرض أو فقر، أو تغير في الأحوال في السنة القادمة، فلم يستطع الحج.
ألا ترونَ الكثير من المسلمين يأتون من المشرق والمغرب من بلاد بعيدة، قد تركوا الأهل والأوطان، وعرضوا أنفسهم لمخاطر الطرق والأسفار، ليصلوا إلى بيت الله الحرام، مع ما هم فيه من فقر وحاجة؟!
فما بالنا نحن الذين في بلاد الحرمين، وقد أنعم الله علينا بنِعَمٍ عظيمة، ومع ذلك نفرط في الحج برغم قربه وتيسر أموره؟!
وإني لأعرف أحدهم من يذهب إلى شتى أصقاع الأرض ومع ذلك لم يحج حتى الآن , مع تيسر حاله , ورغد عيشه , لكنه الحرمان نسأل الله السلامة والعافية
وشخص آخر يبلغ عمره 30 سنة قلت له قبل اسبوع , يافلان هل ستحج هذه السنة , قال : لا إن شاء الله السنة الجاية , قلت في نفسي هل تضمن نفسك إلى السنة القادمة .. !!
بل أحد الاخوة يقول لي, في الحج الماضي ركبت مع سائق أجرة من أهل مكة يبلغ عمره 70سنة, فقلت له , هل حججت ياعم؟ قال لا
وسبب مماطلته , أنه لايريد تفويت أجرة الذهاب ونقل الحجاج بسيارته وأخذ المال مقابل ذلك .. !!
والله إنه لمن الحرمان والخذلان .. من يتيسر له الحج ويتقاعس عن ذلك ..!!
فلا تبق فِعلَ الصَالَحَاتِ إلى غَدٍ . . . لعَلَ غَداً يَأتي وأنَتَ فَقِيدُ
.