بوركت أخي وبورك قلمك الساطع ألقًا وروعةً ..
أبدًا .. لا تخلو الحياة من صديقٍ صدوقٍ صادقِ الوعدِ منصفٍ - على حد تعبير الشافعي رحمه الله - ، ولكن بعض المواقف أحيانًا تعكس صورة مغايرة للحياة في أعيننا ، ودائمًا لا ننظر إلى الموقف الإيجابي من الصديق باعتباره أصلاً في تكوين العلاقة الإنسانية ، وهذا بلا شك هو الأصل .
ولكن يجب أن نضع للمواقف الإيجابية اعتباراتٍ كما نفعل ذلك في المواقف السلبية ، ولكن عين الناقد بصيرة - كما يقال - .
نحن بحاجة إلى نظرة إيجابية في كل أمورنا وتعاملاتنا ، لنقهر الداء المتفشي في مجتمعنا وأعني به تلك النظرة التشاؤمية السوداوية التي أصبحت ثقافة ظاهرة منتشرة عند كثير من الناس ، وتلك النظرة إرث فاسد تتعاقبه الأيدي ؛ إذ هي حاضرة بكل تفاصيلها في قول الشاعر :
وزهدني في الناس معرفتي بهم ## وطول اختباري صاحبًا بعد صاحب
فلم ترني الأيام خلاً تسرني ## مباديه إلا خانني في العواقب
ولا قلت أرجوه لكشف ملمةٍ ## من الدهر إلا كان إحدى المصائب
فهذا التعبير التشاؤمي لن يتغير ولو رُزق هذا الشاعر بصديق أوفى من السموأل ؛ لأن نظرته السوداوية قد أعمته من رؤية محاسن الصديق ، وفي واقعنا الاجتماعي الحاضر أمثلة كثيرة لهذه الثقافة - لو تأملنا - .
دمت بودٍ ،،