تتمة مأساة مستشفى البدائع ياوزير
هذه تتمة ما نشر بموقع البدائع حول تري بل انهيار مستشفى البدائع العام ........حاولت جمع كل الحلقات وكان بقلم المخلص
مأساة مستشفى البدائع في حلقات [ الحلقة الثانية ]
أنا لم أتكلم فيما مضى من فراغ فلدي عدة شهود عدول هم : الواقع والماضي والمشهود والناس فبالأمس وصل المستشفى إلى درجة من التحسن والتطور وكان بالإمكان السير في هذا الأمر إلى ما هو أحسن لو أن أهالي البلد تعاضدوا وتعاونوا وألحوا على المسئولين بالحكمة والرفق ولو لم يُبعد المدراء المخلصون وتسوء العلاقة مع الغامدي ولكن قدر الله وما شاء فعل والآن وقد وصل الحال إلى درجة التشبع من الانحطاط والتهالك والضياع والإهمال ماذا يمكن أن تفعله صحة القصيم و إدارة المستشفى و أهالي البدائع فالأولى تمثل الوزارة والثانية تمثل المديرية والأهالي يبذلون وسعهم ويتابعون ويخاطبون المسئولين ويشرحون لهم الوضع بكل جرأة وشجاعة بدون إساءة تماماً كما يفعله أهالي عنيزة و البكيرية والمذنب ورياض الخبراء والرس وعيون الجواء وأما أهالي بريدة فهم مخدومون من قبل موظفي المديرية ويكدس بمستشفياتها عمالة من كافة الفئات لو وزع ربعهم على مستشفيات المنطقة لكفى حاجتها والفضل لله ثم لأصحاب النفوذ الذين مُنحوا حرية التصرف في كل شيء .
لعلي أعود لصلب الموضوع بعد أن تطرقت لأمور هامة تخفى على كثير من الناس ويهمهم معرفتها ويجب عليّ توضيحها لأهميتها فأقول من أين أبدأ ؟ وهل أبسط القول أم أختصره ؟ أجزم أن الأمور لا تخفى على عاقل منصف ولكن لسان الأغلبية يقول : أنا لا أحسن الكتابة في أشياء حساسة و أخشى سخط الوجهاء والمسئولين, أما يدرك أن الله أحق أن يخشى وان كلمة الحق لا تغضب العقلاء والمنصفين والصادقين إنما تغضب من لا يريد الحق والإصلاح , وإذا كان كلٌ سيصمت ويتهرب فإن الحقوق ستضيع ولن يتحقق الهدف المنشود من إيجاد المستشفيات وهو خدمة المرضى بمختلف أجناسهم وطبقاتهم وستبقى مستشفى البدائع ترتجي فضل البخيل ونعمة المتصدق, وما النقاط الآتية إلا شواهد من الواقع على تردي الأوضاع وضياع الأمور وإليكموها :-
1) قسم النساء : يعمل فيه طبيبان رجلان عازبان ( زوجتاهما ) تقيمان خارج المملكة بصفة مستمرة ولا يوجد طبيبة نساء منذ تسعة شهور بالرغم من توفرهن بجميع مستشفيات المنطقة وبأعداد كافية ولكن نساء البدائع مسكينات يجب عليهن البحث عن طبيبة على حسابهن الخاص أو في مستشفيات أخرى بطريق الواسطة ولو كان الحال في غير البدائع لم تغادر الطبيبة إلا بعد توفير البديل وبأفضل مستوى والشكوى إلى الله فكيف يثق الرجل في مراجعة عيادة نساء لا طبيبات فيها, وهل عقمت كليات الطب أن تنتج نساء أم أن النظام لا ينطبق على مستشفى البدائع لكون أهلها من الصامتين المؤثرين لمبدأ السلامة ؟ ربما !! وأما القسم الداخلي للنساء فحدث ولا حرج فلا حراسة مطلقاً وعلى من يريد إدخال زوجته أو بنته أو أخته أو خادمته أن يفكر ألف مرة قبل الموافقة على إدخالها إذ يدخل رجال لقسم النساء عن طريق قسم الرجال في غير وقت الزيارة والحقيقة أن هذا الوضع في مستشفى البدائع فقط ولو وضعت مسابقة لأضيع مستشفى لفازت بها المستشفى المذكورة بلا منافس, وتقوم عاملات النظافة بجهود كبيرة لإخراج من يدخل من الرجال فهن حارسات عاملات ممرضات يقمن بتلبية نداء المريضات وتغيير الشراشف وإحضار الأدوية وخدمة المنومات وحمل الأمتعة ويعملن بمعدل ( 12 ) ساعة يومياً والبركة في المجاملات وجبر الخواطر والتسامح , والغريب أن مدارس وزارة التربية والتعليم الخاصة بالبنين تُـحرس ليلاً ونهاراً وبرجال سعوديين موثوقين وتقوم إدارة التعليم بمتابعتهم ومحاسبتهم !! فلو تكرمت الوزارة المذكورة بإقراض مستشفى البدائع بعض حراسها ليحرسوا نساء المسلمين المنومات لكان أدعى لبث الثقة في نفوس الناس لأن حرمات المسلمين أولى من الكتب والكراسي والأثاث.
2) قسم الرجال : ليس بأحسن حالاً من سابقه فمستوى النظافة سيء وقد تداخل القسم مع غرفة الولادة ولكنه يحرس ليلاً من قبل رجل مصري الجنسية إذ أن الحراسة ولو بغير السعودي أفضل من عدمها وأما نهاراً فلا حراسة , وبصفة عامة إذا لم تكن النواحي الأمنية ممتازة وتبعث الطمأنينة في النفوس فلا ثقة ولا اعتبار للمستشفى بأكملها ويظهر والله أعلم أن أمور الحراسة والنواحي الأمنية مهمشة ومهملة مما يتيح الفرصة لأصحاب النوايا السيئة والقلوب المريضة للعبث كيفما شاءوا !
3) تبعاً للإهمال والتسيب والضياع الحاصل في النواحي الأمنية ولغياب الرقابة فقد أصبحت المستشفى منتدى لتجمع الأصدقاء والزيارات الخاصة والجلسات الفكاهية فكل يستطيع الدخول والخروج والجلوس في أي مكان شاء وأصبحت ترى تجمعات الأصدقاء في غرفة الحارس وغرفة البوابة الرئيسية وغرفة إصلاح الشاي وخلف المبنى وورشة العمال ومكتب الإداري المناوب ومن أي جنسية قد استرخوا في جلسة صاخبة ضاحكة يتناولون الشاي والقهوة وبعضهم يأخذ نفساً من سيجارته لأن الأمكنة مهيأة ومعدة ولأن الرقابة مفقودة تماماً فالجلسة والسيجارة في المستشفى لها طعم خاص, وقم بزيارة واحدة تكفيك وسترى ما يسوءك والله المستعان.
4) ما أكثر الحراس والسائقين في المستشفى حتى أن مؤسسة طويق القائمة بالنظافة والصيانة توظف عامل سعودي بدلاً من عاملي نظافة ولكن ماذا يعملون؟ الجواب : ضياع × ضياع وتسيب وجلوس داخل الغرف ونوم أحياناً ومن أمن العاقبة أساء الأدب.
يتبع ...
مأساة مستشفى البدائع في حلقات [ الحلقة الثالثة والأخيرة ]
تتمة لما سبق نشره في الحلقة السابقة أقول مستعيناً بالله :
5) هناك خروج لممرضات المستشفى إلى السوق بشكل عشوائي وبدون ضوابط وبدون رقابة فقط مجرد كتابة أسماء من يرغبن الخروج والسيارة جاهزة وسوق عنيزة يرحب بهن بينما نجد أن طيب الذكر د/ الغامدي قد حدد نزولهن للأسواق مرة كل شهر وبشروط وضوابط محددة ولأسواق مكشوفة وفي أوقات محددة حرصاً منه جزاه الله خيراً على درء المنكرات ومنعاً للتسيب والسفور ومخالطة الرجال وذلك في جميع المحافظات.
6) في بعض الأيام تخلو المستشفى من أي حارس وقد حدث أن بقيت يوماً وليلة بدون حراسة نهائياً وسيتكرر هذا الوضع طالما أن الإهمال والفوضى هو ما تتميز به ولا يوجد رقابة من صحة القصيم إطلاقاً ولذا فإن من الأولى والأكمل كتابة الجملة التالية تحت مسمى المستشفى على اللوحة الخارجية ( خذ راحتك وتمتع بنزهتك ولا تخف ) .
7) تحدثت عن أمور قد يحسبها البعض مبالغة ولكن اسألوا بعض العاملين عن الحقائق وراقبوا الوضع وستدركون أن الخافي أعظم وخاصة ليلاً وبعد نهاية الدوام الرسمي وكأن طرفة بن العبد الشاعر الجاهلي يحكي ببيته الشهير حال المستشفى إذ يقول :-
يـا لـك من قمبرة بمعمـــر****** خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري****** قـد خـلا الجـو فمـاذا تحــــذري
8) هل من المعقول أن يتحدث الناس في مجالسهم عن أوضاع المستشفى المأساوية وتخونهم الشجاعة عن الاتصال بالمسئولين أو الكتابة لهم أو النشر في الصحف؟ هكذا تضيع الحقوق ويغيب الإصلاح وتدب الفوضى! والناس بين اصبروا وانتظروا وغدٍ وبعد غدٍ و أبشروا وسنفعل وسنعمل ولن نقصّر معكم فأنتم أهم من أنفسنا!! ونحن نقدر ظروفكم ولكن النقص عام!! ( كلام للاستهلاك والتسلية وإضاعة الوقت ) .
9) يوجد أجهزة معطلة منذ عدة أشهر ومنها جهاز الأشعة !!! .
10) مستوى النظافة أسوأ من سيء وكان الله في عون المرضى والمراجعين على الروائح الكريهة التي تنبعث من دورات مياه العيادات وروائح السجائر التي يستنشقها الناس داخل المستشفى, وبكل أسف فإن عقد النظافة عقد مراكز صحية لا عقد مستشفى حيث صُنف ضمن عقود المراكز الصحية بينما تعتبر عقود مستشفيات رياض الخبراء وعقلة الصقور وضريّة ضمن عقود المستشفيات!! أيعقل هذا ؟ ولن أطيل في موضوع النظافة فالمنظر والروائح تكفي عن أي وصف , ولكن لا عذر لأحد مهما كانت المبررات لأن العقود إذا ضبطت كان لها نتائج جيدة .
11) يوجد نقص حقيقي شديد في هيئة التمريض وليس كما يصوره بعض مدراء المستشفيات الذين يحصلون على ما يريدون بمجرد رفع سماعة الهاتف أو اتصال من المحافظ بالمدير العام وسأذكر شيئاً من الواقع ولو غضب من غضب لأنه حقيقة فهل يعقل أن تعمل عاملة نظافة ممرضة ؟ نعم تعمل في بعض العيادات بالمستشفى واسألوا بعض المرضى الذين يشاهدون الأمر على الطبيعة فبعض الأطباء يقف بباب العيادة , والمريض أو المريضة ينتظر, وينادي بصوت مرتفع يا فلانة يا فلانة لعل وعسى أن تمر ممرضة أو عاملة لتسمع نداء الاستغاثة لتأتي وتساعد الطبيب ويكون ممنوناً لها لأنها لا تدري من تجيب أولاً فكلٌ ينادي والطبيب لا يريد حجز المرضى في عيادته في حين أن بعض الممرضات يعملن سكرتيرات وموظفات سجلات طبية ومسجلات مواعيد في بعض المستشفيات وعاملة النظافة التي تعمل بمستشفى البدائع يمكن أن تتعاقد مستقبلاًَ بمهنة فنية أو ممرضة لأنها اكتسبت خبرة طويلة في هذا المجال فمن العمل بالعيادات إلى العمل بقسم النساء إلى العمل مساعدة فني عمليات إضافة لعملها في التنظيف والغسيل , والحاجة أم الاختراع والمجاملة مفتاح الضياع وهذه نتائج الضعف و الركود و إيثار السكوت.
12) بعض من يراد تأديبه ينقل لمستشفى البدائع ومن أراد أن يعرف صدق هذا التوجه فليراجع سجلات قسم المتابعة بالمديرية وليسأل بعض موظفي المستشفى عن بعض الأسماء التي نقلت تأديباً سواء كانوا أطباء أو طبيبات أو ممرضات أو غيرهم ممن رفضتهم جهات عملهم وبقوا سنوات طويلة بالمستشفى لأن الكتابة عن المتلاعبين والمهملين أمر مرفوض بالمستشفى.
13) الثقة فقدت في إمكانات وقدرات المستشفى والدليل إحصائيات مراجعي ومنومي المستشفيات المجاورة فمعظمهم من سكان البدائع وهي تستفيد لتطوير قدراتها و إمكاناتها من هذه الإحصائيات , بمعنى أن ارتفاع عدد المرضى والمنومين يبرر الإغداق على المستشفى بكل شيء .
14) قمت بزيارة لإحدى المستشفيات الصغيرة فرأيت عجباً من ناحية الانضباط والجد والنظافة والتنظيم والشكل العام حتى مسجد المستشفى تجده نظيفاً مرتباً وأما في البدائع فلا شيء من هذا يذكر حتى أن دورات مياه المسجد سيئة جداً ولا تعرف شيئاً اسمه نظافة.
15) سيارات المستشفى تستخدم طوال اليوم حتى في الأغراض الشخصية ومحروقاتها وصيانتها على حساب الدولة ولا أحد يعترض لأن المسألة بسيطة والسيارة والبنزين من الدولة. والدولة قوية ولا يصلح التدقيق!! هكذا أسمع !! .
16) هناك تسيب من بعض الموظفين فترى المراجع ينتظر ساعة وساعتين وثلاثاً وأحياناً يذهب بلا فائدة ليعود من الغد وهكذا وإذا لم تستح فاصنع ما شئت حتى أن التسيب بدأ ينتقل لبعض المتعاقدين تأسياً بغيرهم.
17) فني الأشعة يعمل إدارياً مناوباً إضافةً لعمله خلال يومي الخميس والجمعة ويواجه ضغطاً في العمل فلماذا لا يكلف معه موظف آخر لمساعدته والتخفيف عنه وللمحافظة على النظام والانضباط بالمستشفى خاصة ليلاً ووقت تناول الطعام .
أخيراً وقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى وقـلّ الإحساس لكثرة الإمساس واستيأس المصلحون وظنوا أنهم قد رُفِضوا, لم يبق إلاّ الصراحة والمكاشفة واتخاذ القرارات الشجاعة مهما كانت التضحيات لأن الإصلاح أهم من كل اعتبار وفوق كل مصلحة شخصية وإلاّ فلنبارك الضياع والفوضى ونسكت عن ما نراه ونلمسه ولنُقِم على مستشفانا مأتماً وعويلاً ولنستبدل مسمى مستشفى باسم مناسب هو مقهى ومنتزه البدائع العام أو استراحة العمال لأنني رأيت العمال أفراداً و جماعات يتزينون بأجمل ما لديهم ويمشطون شعورهم ويتسكعون داخل المستشفى كيفما شاءوا ومتى شاءوا لأنهم يجدون مكاناً فسيحاً ووجهاً مليحاً ولا يمنعهم أحد إذ لم يُمنع غيرهم من الذين يدخلون الأقسام الداخلية للمرضى بما فيها قسم النساء فكيف يمنعون وهم أصحاب الشعور الناعمة والابتسامات الدائمة وهذه فرصتهم فلن يجدوها في المستشفيات الأخرى لأن هناك رقابة واهتمام بالنواحي الأمنية وأما في البدائع فقد دفنت الرقابة في ( مقبرة عبلة سلمان ) !!
إخواني وأخواتي لقد بلّغت و أبرأت ذمتي وأنا وأنتم في خندق واحد هو خندق الإصلاح فماذا ستعملون؟ وأقسم بالله العظيم باراً أن الإصلاح سهل وممكن وخلال فترة وجيزة ولكن !! حسبنا الله ونعم الوكيل.
مع خالص تحياتي :
المخلص
|