[غربة الخاطر]

سبحان الله ..

أعرف واحدة أخصائية نفسية .. صديقتي ..بس من بلد عربي آخر ..

تقول : كنا نذهب فترة من الفترات - أيام دراستهم - إلى مركز الذي فيه نساء وأطفال فقدوا البصر ..

تقول : والله إن النساء يشتغلن بالصوف وأعمال يدوية جميلة ومرتبة الشكل..

تقول : فتحت دواليبهن فإذا الملابس مرتبة ومنظمة ..

تقول : كان أحد الصبية يأتي إلي وإلى زميلاتي بعدما تعرف إليهن المرة الأولى ، ويقول أنتي فلانة - حتى بدون أن أنطق أو أتكلم معه - ويقول أعرف رائحة جسمك..

وأيضا يلمس كتفها فيقول : إنتِ لابسة اللون كذا وأنت لابسة اللون كذا و....

سبحانه ما يحرم الإنسان شيء إلا ويعطيه أشياء وأهمها البصيرة..

ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به..

اللهم لك الحمد على هذه النعم ما ظهر منها وما بطن..

أخي الفاضل الصمصام : أشكرك جزيل الشكر على هذا الموضوع..

لأن هذه الفئة لم تخلق نفسها بهذا الشكل .. بل الله خلقها ابتلاء لهم ولنا..

فإن أحسنا إليهم فإننا نحسن لأنفسنا أولا وآخرا..

قبل فترة في أحد أسواق بريدة .. للأسف .. كان أحد المقعدين يدخل إلى إحدى المحلات مع خادمه لشراء بعض لوازم البيت ..

فما كان من صاحب المحل إلا أن صرخ به وقال : وش يبي ذا طلعوه من هنا ..

والله إني لم أدخل محله مرة أخرى بعد ما رأيت من قبح معاملته..مع هذا الإنسان الفاضل الذي هو بكامل عقليته..

فما كان منه إلا أن خرج وذهب إلى محل آخر وقال أريد كذا وكذا ثم ركب السيارة وغادر..

لولا أني لا أحبذ مكالمة الرجال وإلا كان هزأت صاحب المحل .. هداه الله..

أخي الصمصام .. نعم تلميذ أنت معلمه.. ذاك الشبل من هذا الأسد..

غربة الخاطر.