06-12-2009, 05:09 PM
|
#1
|
عبدالله
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
|
::: [ اظْهَر بِمَظْهَرِ الذي تَنْتَمِي إليه إنْ كُنتَ مِنَ الصَادِقِين ] :::
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الله تبارك و تعالى جعل الشرف كل الشرف في الانتماء إلى حزبه و الاصطفاف مع أولياء الله تعالى الذين هم أهل الحق و الإيمان ، و مامن إنسان يدين بالله ربًا و بالإسلام دينًا و بمحمد صلى الله عليه و سلم رسولاً ، إلا و يبتغي القربة و الشرف في الانتماء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم .
و على هذا قامت كثير من الدعاوى التي تزعم أنها على طريقته ، و لن ترضى عنها بديلاً ، و لكن الشعارات و المظاهر ليست هي الحكم ، فهناك من ادعى حب الله و حزبه و انتمائه إليه و إلى رسوله من شتى النحل و الطوائف ، و لكن آية الامتحان في سورة آل عمران تبين لنا الحقيقة التي منها ننطلق في حُبنا وولائنا { قل إن كنتم تحبون اللهَ فاتبعوني يحببكم الله } ، و هنا المفاصلة .
[poem="font="simplified arabic,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]والدعاوى إذا لم يقيموا بينات = عليهــا فأهلهـا أدعيــاءُ[/poem]
إننا أيها الكرام و نحن أمة الإسلام و أتباع الرحمة المهداة للبشرية نعاني من أمراض في أخلاقنا و سلوكياتنا تجعلنا نعيش عزلة بين دعوانا و بين حقيقتها ، فنحنُ نعرف من سنة الرسول عليه الصلاة و السلام في هذا الجانب الشيء الكثير ، و لكن لا أثر له على أرض الواقع ، حتى أصبحنًا في بعض الأحوال محلاً للطعن و نموذجًا للفشل في التعامل بسبب العزوف عن التطبيق العملي ، و التمثل الحقيقي لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم .
ثم نأتي لنتغنى بإسلامنا ، و بأخلاق نبينا عليه الصلاة و السلام .! إن هذا هو تشويه الإسلام بعينه ، وهو تغييب صورته الرائعة في ظل ممارساتنا و تعاملاتنا ، و ليفتش كل امرئ عن حاله وواقعه ، فحبيبنا عليه الصلاة و السلام يريدنا أن نكون أتباعه بحق لنحظى نحن معه بالفوز في الآخرة ، و عمارة هذه الدنيا على الوجه الذي ينفذ حكم الله فيها .
أيها الكرام إن المسؤوليات متفاوته في تفعيل هذا الأمر ، و رأب الصدعِ الحاصل الذي فصل بين أخلاقنا التي ينبغي أن تكون ، و بين أخلاقنا التي نعيش بها اليوم ، إلى على الآباء و المربين بذر الانتماء الصادق لهذا الدين ، و استشعار جناية مخالفة مضامينه على المرء أولاً و على المجتمع و على الدين كذلك . إننا حينما نخترق شيئا من أسس الأخلاق فيجب أن نتذكر أننا ننتمي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و يجب أن نحاكي مظهره ، و إن الخلل في ذلك قد يجر إلى الإساءة إلى شخصه بأبي هو و أمي عليه أفضل الصلاة و أتم السلام . و علينا الحذر من أن نكون ممن قال فيهم القائل :
[poem="font="simplified arabic,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وكلّ يدّعي وصلا بليلى = وليلى لا تقرّ لهم بذاكا[/poem]
فلا نكون كمن يدعي وصلاً بإسلام و بدين الإسلام و بنبي الإسلام ، ثم لا يُقَرُّونَ على دعاويهم .
فاللهم كما حسنت خَلْقَنا فحسّن أخلاقنا ، و اهدنا إلى أحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت و اصرف عنها سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت .
أخوكم / عبدالله
آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 06-12-2009 الساعة 06:04 PM.
|
|
|