(1)
.
من كثُرت لحظاته دامت حسراته
قال بعض الحكماء : ربَّ حربٍ جُنيت من لفظة ,وربَّ عشق غُرس من لحظة .
وقال العتبي أبو الغصن الأعرابي قال: خرجت حاجّاً فلما مررت بقباء تداعى النَّاس ألماً وقالوا قد أقبلت الصقيل فنظرت وإذا جارية كأن وجهها سيف صقيل فلما رميناها بالحدق ألقت البرقع على وجهها فقلت يرحمكِ الله إنا سفرٌ وفينا أجرٌ فأمتعينا بوجهكِ فانصاعت وأنا أرى الضحك في عينيها
وهي تقول:
وكنتَ متى أرسلتَ طرفكَ رائداً ... لقلبكَ يوماً أتبعتكَ المناظرُ
رأيتَ الذي لا تأكلهُ أنتَ قادرٌ ... عليه ولا عنْ بعضهِ أنتَ صابرُ
قلت أنا نجم : وكم من إنسان أرهق نفسه , وأشغل قلبه , وأتعب فكره بنظر محرم ِ ..
فلاهو رام مايريد , ولاهو استراح .. فغض طرفك ياصاح ؛ ولتحفظ عليك دينك , فغض البصر حاجب الشهواتِ .. وستار عن المعاصي
فلاتمزق هذا الستار بالنظر إلى النسوان ,والجرد المردان ..
فكم من إنسان فسد دينه .. بنظرة محرمةِ صاحبها استحسان ..
قال الوراق :
من أطلق الطَّرْفَ اجتنى شَهْوَةً ... وحارس الشَّهوةِ غضُّ البَصَرْ
والطّـرْفُ للقلبِ لسانٌ فإنْ . أرادَ نطقاً فليكرَّ النَّظَـــرْ
وقال آخر /
لا تكثرنَّ تأمُّلاً ... وامْلِكْ عَلَيْك عنانَ طَرْفِكْ
فَلرُبَّما أرسلتَه ... فَرَمَاكَ في ميدانِ حَتْفِكْ
.
|