مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 23-12-2009, 09:53 PM   #25
أبو تميم التميمي
عـضـو
 
صورة أبو تميم التميمي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: ....
المشاركات: 245
أخي الكريم الشاعر المحطم
يا سبحان الله !

هل سمعت مني حرفاً يُحرم ما تزعم أنك تذب عنه أو تدافع؟ أم أن نفسك أدركت أن تدبر القرآن وتكلف قراءته أمران متناقضان لا يجتمعان بحال ، فحملتْك على أن تورد لي كلاماً محطماً؟!

أيها الفاضل أنا لا أنكر على مَن يُحسن تجويد القرآن ويقتصر على ما ورد في الكتاب والسنة من ذلك ، بل لا أُبدع من تجاوز إلى الإشمام والروم وغيره مما لم يثبت فيه شيء ، إنما لفتُ النظر إلى الاشتغال بالأولى وهو تدبر القرآن ، وغاية حجتهم في ذلك-مما لم يثبت فيه شيء- ما استدللت به بأن السند ثابت عن القرّاء كما هو قولك:
اقتباس
والإسناد الموصل إلى كتاب الله شرطٌ من شروط صحة القراءة والأداء

والجواب عن ذلك لا يخفى عليك ، لكن دعني أذكرك بثلاثة أمور:
الأول: هل إثبات القرآن يتوقف على إثبات تلك الأسانيد -التي اشترطتها- فضلاً عن إثبات صحة القراءة والأداء؟
الثاني: هل هناك كتب لجرح وتعديل هؤلاء الرواة القرّاء ، أم أن الأمر كما لا يخفى عليك .. عن فلان .. عن جبريل عليه السلام عن اللوح المحفوظ ، وألوان من الخبط والعبث في الإجازات.
الثالث: لو سلمت لك بذلك كله ، فهل تستطيع أن تثبت أداء وهيئة قراءة القرآن بالإسناد؟؟ وهذا متعذر عقلاً وعرفاً .. لأن نقل المقروء ممكن بالكتابة وأما المسموع فلا يمكن - أقصد لا يمكن بالصفة المضبوطة لقراءته.

أخيرًا: خلاصة ذلك أن تلاوة القرآن عبادة ، والعبادة الأصل فيها الحظر والمنع حتى يرد دليل المشروعية ، فما ورد في التجويد من أحكام جاء له ذكر في الكتاب والسنة فهو مشروع ، ومثاله:ما جاء عن ابن مسعود في مد (إنما الصدقات للفقراء و المساكين) وقال: هكذا أقرأنيها رسول الله. وما عدا ذلك مما لم يثبت فيه شيء من الكتاب أو السنة فالأولى تركه لما عللت ؛ ولأنه يُشغل عن الغاية من قراءته ومرّ معنا كلام ابن تيمية في ذلك ، والواقع يشهد بذلك.

فكيف إذا عرفت أن غالب القرّاء يُوجبون ذلك؟ كما تقرره صاحبة كتاب (غاية المريد) بقولها : (ولا بد أن يكون في كل مصر جماعة يتعلمون التجويد ويعلمونه الناس، فإن لم يكن هناك جماعة منهم يقومون بهذا الواجب أثموا جميعًا) ص 39
وكما هو قولك:
اقتباس
صون اللسان عن اللحن الجلي وكذلك الخفي في كتاب ربك

فاللحن الجلي ليس محل كلامنا بل هو متفق عليه عند العلماء وهو ما مثلتَ به ، لكن الإشكال في اللحن الخفي التي تبينه لنا صاحبة كتاب (غاية المريد) فتقول: ( الخفيّ:وهو خطأ يطرأ على اللفظ فيخل بعرْف القراءة، ولا يخل بالمبنى وسمي خفيًّا؛ لأنه يختص بمعرفته العالم بأحكام التجويد فقط، ويخفى على عامة الناس. مثال ذلك: ترك الإظهار أو الإدغام أو الإخفاء، وبالجملة ترك أحكام التجويد في أثناء القراءة. وحكم هذا القسم(يعني اللحن الخفي):التحريم على الراجح إن تعمده القارئ أو تساهل فيه) ص 42

ويلزم من هذا الحكم تأثيم العلماء الذين أفتوا بجواز التساهل فيه ، وتعمدوا تركه ، بل وصم قراءتهم باللحن المزعوم أنه خفي ، كالعلامة بن باز رحمه الله ، والعلامة بن عثيمين رحمه الله !
يقول العلامة بن عثيمين رحمه الله : (لا تكره القراءة بغير التجويد ، والتجويد من باب تحسين الصوت بالقرآن، وليس بواجب، إن قرأ به الإنسان لتحسين صوته فهذا حسن، وإن لم يقرأ به فلا حرج عليه ولم يفته شيء يأثم بتركه، بل إن شيخ الإسلام رحمه الله ذم أولئك القوم الذين يعتنون باللفظ، وربما يكررون الكلمة مرتين أو ثلاثا من أجل أن ينطقوا بها على قواعد التجويد، ويغفلون عن المعنى وتدبر القرآن) الشرح الممتع 4\251



تنبيه: أكتفي بهذا القدر في هذا المكان الذي أجدني فيه مختصرًا جداً ، وأعتذر لصاحب الموضوع عن خروج الموضوع عن مساره بسببي على أن عنوان الموضوع أتاح لي الحديث والمناقشة بيد أني أعرف التجويد ، ففي المرة القادمة اكتب موضوعاً وعنونه بـ(لا يدخل إلا من يتعصب للتجويد) وأعدكم حينئذ أن لا أدخل.

أبو تميم التميمي
__________________
إنْ كَـانَ تَابِعُ أحْـمَدٍ مُتوّهبَاً * * فَأنـَا المُقرّ بَأننـّي وَهّابِي

آخر من قام بالتعديل أبو تميم التميمي; بتاريخ 23-12-2009 الساعة 09:59 PM.
أبو تميم التميمي غير متصل