بسم الله الرحمن الرحيم
اللسان المعسول و الكلمة الطيبة و اللطافة في التعامل و الإريحية المطلقة هي ما يشدني في شخصِ أحدِ زملائي الذين لهم فضل علي بعد الله ، و هذا ليس بمستغرب من رجل مؤثر في أوساطه ، و صاحب باع في الدعوة إلى الله و نشر الخير .
و لكن ذات مكرة تفاجأت بهذا الشخص ينقلب إلى شخص شرس من خلال مهاتفته لزوجته و أنا قريب منه ، و لم أقصد التجسس عليه و على من يُهاتفه ، و لكن رفع صوته و أغلظ في القول مع زوجته حتى أسيت على حاله و حال أهله ، و تألمت للازدواجية التي مُني بها ، فهو اللطيف اللين مع الأباعيد ، و الغليظ مع الأقارب .! و مع من ..!؟ مع زوجته التي هي السكن و المودة و الرحمة ..!
إن رجلاً كهذا ينبغي أن تكون الرحمة و الرأفة سارية في عروقه و دمه ، و مسيطرة على أخلاقه و سلوكه ، حتى لو أسيء إليه أو تعدي عليه أغضب أو تضايق ، و هذه أخلاق الرجال القائمين بأمر ربهم ، و السائرين على خطى نبيهم .
هنا وقفت حائراً و طاف بي طائف من التحليلات التي تتوارد على ذهني بألم و حيرة ..؟! ياترى كيف حاله في يته ، و كيف حال زوجته المسكينة ، و ماذا سيقول لربه وهو الغليظ مع أهله و الحنون مع الأباعد عنه ؟!
أتمنى أن تكون أخلاقنا في كل حال هي أخلاقنا ، و أن نتحلى بها في كل موطن و مع كل أحد ، و نكون أحسن أخلاقًا مع الأقربين فلهم حق القربة و حق المعاشرة و المخالطة و حق الرحم و قبل ذلك حق الديانة .
::: أخيراً :::
يقول الشيخ ناصر العمر :
عامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم
شكراً لكم
أخوكم / عبدالله