::: استهلال :::
إن الكلمات الصادقة ، و المواعظ الذهبية التي تنتقى في الوقت المناسب و باللفظ المناسب و تستغل الاستغلال السليم تكون في الغالب موفقة تعلق بالأذهان ، و تؤتي ثمارها كل حينٍ بإذن الله تعالى ، حتى يرتقي الواعظ إلى مراقي الصعود وهو لا يعلم أن الله ساقه إلى فضل عظيم بموعظة وعظ بها غافلاً فأيقظه من غفلته .
::: دعاء :::
اللهم أسعد قلب أستاذنا ، و شرح صدره ، و اكتبه من الأبرار ، و ألحقه بالأطهار ، و اجعله في أعلى عليين ، و أصلح له ولده ، و اكتب له الهناء في دنياه و أخراه ، اللهم إنه أعاننا على أنفسنا و علمنا و حرك قلوبنا ، اللهم فاجعل له من كل هم فرجا و من كل ضيق مخرجًا و من كل بلاء عافية ، و ارزقه من حيث لا يحتسب ، و احفظه من بين يديه و من خلفه .
::: من هذا الأستاذ ::
رأيته لأول مرة يسلم علينا في درس القرآن الكريم ، و نحن لم نبارح سن الطفولة بعد ، و ذلك في المرحلة المتوسطة ، لا أذكر المواقف ، و لا أستحضر اللحظات ، إلا لحظة دخوله علينا لأول مرة وهو ينادي فينا :
من منكم اليوم في ذمة الله ..؟ يعني بذلك صلاة الفجر ..
ثم يُنادي أحد زملائي باللهجة العامية : (
إنتا رجُل ) ؟ (
قول والله ) .. إذا كنت صليت لفجر فأنت رجل ، و إذا كنت قد تخلفت عنها ( مانت رجال ) ..! ربما كانت هذه الكلمة بسيطة أو شديدة ، لكنها كان زرعت في قلوبنا التنافس على صلاة الفجر ، و لو في زمهرير الشتاء ، لأننا نُريد أن نحقق الرجولة التي غرسها هذا المعلم الفذ في نفوسنا ..
لازلنا نتسامر و نحن نسوق المواقف ، فنتذكر هذا الموقف من ذلك المعلم الذي أحيا في أعماق نفوسنا معلمًا بارزاً من معالم الرجولة ، وهو القيام لصلاة الفجر مع المسلمين ، نعم هي الرجولة لأنها الانتصار على النفس ، و الانتصار على اللذائذ ، و الانتصار على الشيطان ..
صلاة الفجر مع الجماعة للعظماء فقط ، لمن انتصر على أعدائه ، فهذا الفاروق ودع الدنيا بطعنة وهو يصلي الفجر ، و هذا صلاح الدين حرر بيت المقدس بعد صلاة الفجر ، و هذا الشيخ أحمد ياسين ودع الدنيا بعد ما ذاق أحلى ما فيها وهي صلاة الفجر ، فكانت هي الختام قبل اللحاق بالحسنى .
شكراً لأستاذنا محمد ( حفظه الله ) و الذي أرسى مبدأ الرجولة في نفوسنا ..
أخوكم / عبدالله