وقت السحر
كانت الساعة الرابعة صباحاً وقد دخلت إلى غرفتي لأصلي صلاة الشفع والوتر والتي تمنيت كثيراً أن أصليها في الثلث الأخير من الليل ولكن النوم يغالبني وفي هذا اليوم قررت أن أصليها في الوقت المحدد
ما أن استقبلت القبلة حتى رن هاتفي الجوال والتقطت السماعة . ورددت بسرعة إنها (الخالة نهلة ) نهلة خريجة كلية التربية
. وعمرها لا يزيد عن الرابعة والثلاثين.
ولكن .استحالة وجود وظيفة لها أو لزوجها (عم أبو دواس) في مجمعنا القروي اضطرتهما للعمل (بواب وفراشة ) في مدرستنا وعلى بند الأجر اليومي أيضاً حيث يحتسب الراتب عن أيام الدوام فقط!!
فقد أصبحت الوظائف الرسمية , في السنوات الأخيرة من المستحيلات الثلاث كالغول والعنقاء والخل الوفي .
قالت لي نهلة بصوت متهجد: أستاذة غالية ...
لقد حصل حادث لزوجي أنا وهو في مستشفى (الديرة) و اتصلت بعمي وسيأتي حالاً ,كان صوتها يرتعش وهي تبكي بقهر ودلال:
قلت لها هدئي روعك وصلي ليحفظه الله .... متى حصل الحادث؟
قالت: منذ الساعة الثانية ظهراً اصطدمنا بحافلة تنقل معلمات وتوفيت كل المعلمات ال16
وسائقهن ونقل زوجي إلى المستشفى .......في حالة حرجة .
منذ التاسعة وهو في غرفة العمليات أنني اشعر أن هذه أطول سبع ساعات في حياتي
ادعي لنا يا غاليتنا ... ادعي لنا
.. هدأت من روعها ووعدتها خيراً .
|