.
إن الأقدام تتسابق للجلوس بين يديه :: لتنهل من علمه :: من رقائق وعظه :: حتى تلين القلوب :: وتعرف قدر هذه الدنيا الزائلة ::
الزاهدون في هذه الدنيا ,هم أحب الناس إلى قلوب الناس .. !
.
في ذلك المحراب , يجلس الرجل الصالح , (نحسبه كذلك ولانزكي على الله أحدا)
فنحن بشر نعامل البشر بالظواهر , ونحكم على الشخص بالمواقف ,وكفى بمواقف الحياة شاهدا .. ومن صالح باطنه صالح ظاهره ..!
يلتف حول مجلسه ثُلة من كبار السن , ممن رفسوا هذه الدنيا بزخرفها ~
الكثير من أبناء هذه البلدة الطيبةِ وخارجها يعرفون اسم ذلك الشيخ الوقور ورسمه ..
إنه الشيخ الزاهد /
:::.. محمد بن سليمان العليط .. :: _حفظه الله_
أحبه المساكين قبل الأغنياء ..... وقدرّه كبار المشايخ قبل البسطاء..
رغّب بحضور مجالسه الشيخ : عبدالكريم الخضير _حفظه الله_ وحدثنا عنه الشيخ يحي الغوثاني _حفظه الله_ عن زهده وورعه , وأنا على علمٍ ويقين , أن الحيَّ لاتؤمن عليه الفتنة , ولو علم عن موضوعي وحديثي هذا لوبخني وعاتبني , لكني رأيت أن المصلحةَ اقتضتْ , وأن كفة الخير رجحتْ , فسطر قلمي عبر هذا البياض , دعاء للشيخ وثناء
فقد أثنى المثنون على أهل الدنيا
ومالوا إلى من عنده المال :: وذهبوا إلى من عنده الذَهبُ :: وإنضفوا إلى من عنده الفضة :: وجلسوا حول أهل الخميلة والخميصةِ ::
{وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
لطالما ترقرت دموع ذلك الشيخ على خديه , وانشق بين ثغريه , ابتسامة عذبة , تنبئ عن طهارة ٍقلبٍ , أسأل الله أن يدمها .. !
لم أكتب هذا الموضوع لأغلوا في إطرائه , أو أبالغ في وصفه , فتلك الحقيقة , التي شهد بها من حضر عنده , بل حاولت أن أُعرِضَ عن مالايرضى الشيخ ذكره .
إذن :
سأختصر السطور , وأوجز في الكلام ..
مجالس الشيخ
تشرح العقيدة الاسلاميّة الصحيحة مدبجة بالوعظ , ومطرزة بالحكمِ ,موشحة بالرقائق ,مملحة بملحِ العلمِ ولطَائف الأدب وقصص السابقين ,
ويخالطها , ويخالجها , دموع الحاضرين من كبار السن دون أي يتكلف أو تمثيل .. !
فبعد الفجر درس, وبعد الظهر درس , وبعد العصر يَرقِي الناس الرقية الشرعية , ثم بعد العشاء درس .. يومه كله درس
وصحبته دروس .. !
والحياة دروس وخير مافيها صحبة عالم , وحضور مجلس علم , يزيد العقل , ويذكي الفهم .
أيها الأحبة /
مشكلة نعاني منها .. فبعد أن يموت العالم أو الزاهد .. نندم ونعض أصابع الندم .. ليتنا حضرنا مجالسه , ليتنا لازمناه , ليتنا صافحناه , ليتنا وليتنا , وماتفيد الليت ..!
لما توفي الشيخ , محمد الفهد الرشودي .. عاتبت أصحابي , لما لما تحثونني على الحضور بين يديه , أو على الأقل مصافحته .. _تغمده الله بواسع رحمته _
من هنا قررت أن أحث الناس على الحضور عند مثيله وأمثاله .. !
ومكان المسجد , بجانب سوق الخضار , مقابل مظلة بيع الطماطم ..!
وليس هو الإمام ..
أطال الله أعمارهم على طاعته , فهؤلاء هُـم نبراس الحياة , وشمعتها ..!
.