مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 05-01-2010, 08:02 AM   #37
قاهر الروس
عـضـو
 
صورة قاهر الروس الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
.
.



مَعْذِرَةً فَلَمْ يَكُنْ ذِكْريْ للكَبَكِ سِوَى تَعْقِيبَاً عَلى مَا ذُكر سَابِقَاً وَلَسْتُ بِذَاكِرِهِـ كَشَيءٍ نَختَلِفُ عَليْهِ
وَلَكِنِّيْ وَاقِفٌ أَعيدُ مَنْ هُمْ المَشَائِخَ الذينَ سَمُّوا أَنْفُسَهُم مَشَائِخٌ كَمَا ذَكَرَهم المَنخرشْ ، وَهَلْ تَأجِيرُ عُقولِنَا لَهُمْ عَيْبَاً وَنَقْصَاً أَم أنَّه اتِّبَاعٌ مِنْ أجلِ دِينِ اللهِ سُبْحَانَهُ ، وَهَلْ أَصْبَحَ هَوانَا أَعلَمَ مِنْهُمْ وَهذا لا يَعْني بِعِصْمَتِهم ..!!


رُغْمَ الأمُورِ التيْ ذَكَرَ وَعَدَّدَ مِنْ سَابِقِ عَهْدٍ كَاَنْ وَوَجَدْتُهُ يَغْلِطُ وَيُخَالِطْ ، كَمَا أَنِّيْ أُريدُ هَذهـِ الفَتَاوَى التيْ حُرِّمَ فِيْهَا الكَبَكْ ، أَمَّا التَّشَبُّهُ بِالكُفَّارِ فَلَهُ ضَوَابِطٌ يُؤْخُّذُ بِهَا في الحُكْمَ عَلَى هَذا التَّشَبُّهِ بِلِبَاسٍ أوْ غَيْرِهِـ لَيْسَ كَقِيَاسٍ سَطْحيِّ نُعَايِشَهُ كَلِبْسِ سَاعَةٍ وَاُمورَ أُخْرىَ وَ العُلَمَاءُ الذينَ أَتَقَرَّبُ إلىَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى أَنْ أَجْعَلَ عَقْليْ مُسْتَعْمرَاً تَحْتَ آرَاءِهِمْ لأنَّهُم أَدْرَى مِنَّا بِقَالَ اللهِ وَقَالَ الرَّسُولِ أَوْ أَبْوَابِ سَدِّ الذَّرَائِعِ والعُرْفِ الذيْ قَاسَتْ عَليْهِ الشَّريعَة ليَأخُذوا المُجْتَمَعَاتِ المُسْلِمَةِ للمُحَافَظِةِ والأمَانِ بَعيدَاً عَنْ الشُّبُهَاتِ وَالخِلافَاتِ ، فَقَائِل الحَلالُ بَيِّنٌ وَالحَرَامٌ بَيِّنٌ عَليْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ لَمْ يَقِفُ عِنْدَ ذَلِكَ بَلْ أَكْمَلَ بِأبيْ هُوَ وَ أُميْ أنَّ بَيْنَهُمَا مُتَشَابِهَاتٍ وَتَارِكُهُنَّ قَدْ اسْتَبْرَأ لِدينِهِ وَعِرْضِه ، فَالبُلوتوثُ وَغَيْرِهـِ مِمَّا حُرِّمَ لَيْتَهُ مَا زَالَ ذَلِكَ وحُكْمُ التَّحريمِ سَيَبْقى مُعَلَّقَاً بِحَسَبِ اسْتِخْدَامِهِ ، لَكِنَّهُ بَابَ شَرّ غَزَى المُجْتَمَعَاتِ لِيُنْشَرَ مِنْ خلالِهَا الفَسَادَ واخْتِرَاقِ العَورَاتِ والتَّعديْ عَلى الأعرَاضِ وَهَدْمِ البُيوتِ وَهذا مَا جَاءَتِ الشَّريعَةُ الإسْلاميَّةُ بِحِفْظِهِ ، وَ لَوْ كُنَّا مَا زِلْنَا بِدُونِهَا لَنَامَتْ عُيونُنَا هَادئة ، فَكَمْ مِنْ أُسْرَةٍ حُرِمَتْ الإجْتِمَاعَاتِ بِسَبَبِ ضَعيفيْ النُّفوسِ الذينَ يَسْتَخْدِمُونَهَا في هَتْكِ أَعْرَاضِ المُسْلمينَ ، وَتَحْريمُهَا جَاءَ مِنْ بَابَ سَدَّاً للذَّريعَةِ وَهيَ قَاعِدَةٌ شَرْعيَّةٌ أَتَمنَّى أَن لا تَكُونَ مُسْتَعْمِرَةً عُقولُنَا وَهيَ التيْ جَاءَتْ نُصوصَاً شَرْعيَّاً تَقيسُ عَليْهَا .

وَ التَّحريمَ وَ التَّحليلَ مِنْ العًلمَاءِ لَيْسَ شَرْطَاً أَنْ يَأتيَ لِشَيءٍ بِعَيْنِهِ ، وَقَدْ قَالَ الشَّيْخُ الألبَانيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى - مَعْ أَنيْ أَخشَى أَنْ اتِّبَاعَ كَلامَهُ يَكُونَ اسْتعمَارِعُقول - بِأنَّ المُحَرَّمَات في الإسْلامِ بِقسميْنِ ، قِسْمٌ مُحَرَّمٌ لِذَاتِهِ وَقِسْمٌ آخَرَ لَمْ يُحَرَّم لِذَاتِهِ وَلَكِنْ حُرِّمَ لأنَّهُ يُؤَدِّيْ للمُحَرَّمْ .
وَ هُنَاكَ قِيَاسٌ أَوَّلي وَهُوَ مَا يُنْهَى عَنْهُ بِنَصٍّ كَريمْ كَمَثَلِ مَا جَاءَ في الآيَةِ [ وَلا تَقُل لَهُمَا أُوفٍّ ] هَلْ يَعنيْ بِذَلِكَ إبَاحَةُ مَا بِغَيرِ أُوف ..؟!!
وَ القِيَاسُ الأَولي يُبْطِلُ ذَلِكَ على القِيَاسْ ، وَ أَنْ يَأتيَ قِيَاسٌ بَاطِلٌ كَمَنْ يُجِيزُ الإخْتلاطِ بِقِيَاسِه عَلى الحَرَمِ المَكيِّ وَهُو مَا قِسْتَ عَليْهِ بِسَاعَةٍ وَمَلابِسَ دَاخليَّة .

وَتَفْسيرُ التَّشَبُّهِ بِالكُفَّارِ وَ غَيْرِهِـ حَلُّهُ وَعَقْدُهـُ بِيَدِ العُلمَاءِ وَقَبْلَ ذَلِكَ وَإنْ كَانَ قِيَاسُ العُلمَاءِ فِيهِ شَكُّ عِنْدَ بَعْضَ النَّاسِ في اسْتِدْلالِهِم بِقَوْلِهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَ سَلَّمَ : [ مَنْ تَشَبَّهَُ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ] فَقَدْ قَال صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَهْي صَريحٍ في التَّشَبُّهِ بِمَلابِسِ الكُفَّارِ فَعَنْ عَبْدُ اللهِ بْن عَمْرو بن العَاصِ رَضيَ اللهُ عنهُمَا أَنَّ النَّبي صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ رَأى عَليْهِ ثَوبيَنِ مُعَصْفَريْنِ فَقَالَ لَهُ : [ إِنَّ هَذهِـ مِنْ ثِيَابِ الكُفَّارِ فلا تَلْبَسْهَا ] مَعْ أَنَّ النَّبيَ صَلى اللهُ عَليْهِ وَ سَلَّمَ قَدْ اسْتَخْدَمَ شَيْئَاً كَانَ يَسْتَخدِمُهُ الكُفَّارِ مِنْهَا السُّيوف وَرُكوبِ الخَيْلِ فَهْل سَنَطْلُبُ القِيَاسَ هُنَا لإبْطَالِهِ ، بَلْ هُوَ قِيَاسٌ بَاطِلْ ، وَبِهِ قَالَ عُمَرٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : [ إِيَّاكُمْ وَالتَّنَعُمُ وَزِي أَهْلِ الشِّرْكِ ] .

قَالَ الشَّيْخُ بن عُثَيْمينَ رَحِمَهُ الله:" التَّشَبُّهِ بِالكُفَّارِ يَكُونُ فِيْ المَظْهَرِ وَاللِّبَاسِ والمَأْكَلِ وَغَيْرِ ذَلِكَ لأَنَّهَا كَلِمَةُ عَامَّةُ ، وَمَعْنَاهَا أَنْ يَقُوَمَ الإنْسَانُ بِشَيءٍ يَخْتَصُّ بِهِ الكُفَّارُ ، بِحَيْث يَدل مَنْ رَآهـُ أَنَّهُ مِنْ الكُفَّارِ وَهَذَا هُوَ الضَّابِطْ ، أَمَّا إِذَا كَانَ الشَّيْءُ قَدْ شَاعَ بَيْنَ المُسْلمينَ وَالكُفَّارِ فَإِنَّ التَّشَبُّه يَجُوزَ ، وَإِنْ كَانَ أَصْلُهُ مَأْخُوذَاً مِنْ الكُفَّارِ ، مَا لَمْ يَكُنْ مُحَرَّمَاً لِعَيْنِهِ كَلِبَاسِ الحَرير" م.ق

وَيُرَاعا بِهِ مَا يَسيرُ بِهِ المُجْتَمَعُ كَوْنَهُ عُرْفَاً وَأَنْ لا يَكونَ اللِّبَاسُ مُظْهرَاً للعَوْرَةِ ولا ضَيِّقَاً مُبَيِّنَاً تَفَاصِيلِهَا
عن ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) رواه أبو داود (اللباس / 3512) قال الألباني في صحيح أبي داود : حسن صحيح .
قَالَ الْمُنَاوِيُّ وَالْعَلْقَمِيّ : أَيْ تَزَيَّى فِي ظَاهِره بِزِيِّهِمْ , وَسَارَ بِسِيرَتِهِمْ وَهَدْيهمْ فِي مَلْبَسهمْ وَبَعْض أَفْعَالهمْ اِنْتَهَى .
وَقَالَ الْقَارِي : أَيْ مَنْ شَبَّهَ نَفْسه بِالْكُفَّارِ مَثَلا مِنْ اللِّبَاس وَغَيْره , أَوْ بِالْفُسَّاقِ أَوْ الْفُجَّار أَوْ بِأَهْلِ التَّصَوُّف وَالصُّلَحَاء الأَبْرَار ( فَهُوَ مِنْهُمْ ) : أَيْ فِي الإِثْم وَالْخَيْر.

قَالَ شَيْخ الإِسْلام اِبْن تَيْمِيَّةَ فِي الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم :
َقَدْ اِحْتَجَّ الإِمَام أَحْمَد وَغَيْره بِهَذَا الْحَدِيث, وَهَذَا الْحَدِيث أَقَلّ أَحْوَاله أَنْ يَقْتَضِيَ تَحْرِيم التَّشَبُّه بِهِمْ كَمَا فِي قَوْله { مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } وَهُوَ نَظِير قَوْل عَبْد اللَّه بْن عَمْرو أَنَّهُ قَالَ : مَنْ بَنَى بِأَرْضِ الْمُشْرِكِينَ وَصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ وَمِهْرَجَانَهمْ وَتَشَبَّهَ بِهِمْ حَتَّى يَمُوت حُشِرَ مَعَهُمْ يَوْم الْقِيَامَة فَقَدْ يُحْمَل هَذَا عَلَى التَّشَبُّه الْمُطْلَق فَإِنَّهُ يُوجِب الْكُفْر , وَيَقْتَضِي تَحْرِيم أَبْعَاض ذَلِكَ, وَقَدْ يُحْمَل عَلَى أَنَّهُ مِنْهُمْ فِي الْقَدْر الْمُشْتَرَك الَّذِي يُشَابِههُمْ فِيهِ , فَإِنْ كَانَ كُفْرًا أَوْ مَعْصِيَة أَوْ شِعَارًا لَهَا كَانَ حُكْمه كَذَلِكَ .
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ اِبْن عُمَر عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ التَّشَبُّه بِالأَعَاجِمِ , وَقَالَ : " مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ " وَذَكَرَهُ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى . وَبِهَذَا اِحْتَجَّ غَيْر وَاحِد مِنْ الْعُلَمَاء عَلَى كَرَاهَة أَشْيَاء مِنْ زِيّ غَيْر الْمُسْلِمِينَ . أهـ

وَللألْبَاني رَحِمَهُ اللهُ تَعَالىَ عِلَّتَانِ في تَحْريمِ البْنْظالِ كَمَا جَاءَتْ سَابِقَاً الأولى تَحْدِيدُ العَوْرةِ والثَّانيَةِ التَّشَبُّهِ بِالكُفَارْ وَلمَّا سُئِلَ أَنَّ هَذا اللِّبَاسَ أَصْبَحَ مِنْ مُنْتَشِرَاً بَيْنَ المُسْلمينَ قَالَ العِبْرَةُ بِالصَّالحِينَ وَغَالبُ الصَّالحِينَ لَمْ يَلْبَسُوهـ .

أَمَّا مَسْألَةُ التَّصويرِ الطَّويلَةُ العَريَضَة ، فَقَدْ جَاءَتْ بِهَا نُصوصٌ نَبَويَّةٌ صَريحَةْ ، وَإنْ تَجَاوزنَا عَلى ذَواتِنَا وَتَمرَّدنَا اَحيَانَاً فَإنَّ أَفْعَالَنَا لا تُصْبُحُ دَليلاً قَاطِعَاً عَلى الشَّرعِ الحَكيمِ وَمَا يُقِرُّهِـِ ، وَ القَائِلُ بِتَحْريمِهِ جَمْعٌ مِنْ أهَلْ العُلمَاء ِالرَّبَانيينَ ، ولا يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ كَلامَهُمْ مِنْ بِدَعاوى بَاطِلَةٍ وَإنْ سَلَّمَ البَعْضُ أَنَّ الفَتْوَى أصْبحَتْ للمُعَاصرينَ الذيْ يَرونَ التَّقنيَةَ وَيتَعَامَلونَ بِهَا ، فَالنَّبيُّ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسلَّمَ حَرَّمهَا وَهوَ عَلى يَقينٍ بِوجودِهَا ، فَقَالَ بِنَصِّ الحَديث " مُصورين " ، " التَّصوير " ، " صُورة " ولا يَجوزَ التَّعديْ عَلى أحْكَامِ الشَّريعَةِ التيْ أَقَرَّها العُلمَاءُ كَوْنَنَا بِحَاجَةٍ للمُمَارَسَةِ الخَطأ أَو الخِلافْ ، وَالرَّسَائِلُ التيْ تُقِرُّ بِتَفْصيلِ مَسْألة التَّحريمِ بالتَّصويرِ كَثيرَةً وَبَاغ الحَقِّ يَبْحَثُ عَنْه ، وَإنْ كُنَّا نُقِرُّهَا لأَنْفُسْنَا أَوْ نَتَّبِعُ زَلَّةٍ عَالِمٍ مِنْ أجلِ مُوَافَقَتِهِ لِنَا لا يُبيحُ لَنَا أنْ نُهَمِّشَ المَسْألَةَ عَنْ بَكْرَة أبيهَا ، وَنَجْعُهَا سُنة الذينْ خَلوا مِنْ قَبل نَسْألَ الله السَّلامَةَ والعَافيةْ .

.
.
__________________

إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!

يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!

آخر من قام بالتعديل قاهر الروس; بتاريخ 05-01-2010 الساعة 08:07 AM.
قاهر الروس غير متصل