مَيْدَانُ الجَنوبِ .. عِزَّةٌ وَصُمودْ !!
.
.

مَيْدَانُ الجَنوبِ .. عِزَّةٌ وَصُمودْ !!
قَالَ اللهُ تَعَالى : { فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ }
وَقَالَ سُبْحَانَهُ : { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }
نَحْنُ فُرْسَانُ لَنَا الخَيْلُ مُهودْ *** إنْ دَعَا الدَّاعيْ اَجبْنَا للنِّدَاءْ
فِيْ سَبيلِ اللهِ نَحيَا وَ نَموتْ *** بـِ حَيَاةِ العِزِّ اَوْ مَوتِ الفِدَاءِ
وَإذَا مَا هَتَفَ الدَّاعيْ إلى *** نُصْرَةِ الاِسْلامِ لَبِّيْنَا النِّدَاءْ
هَزَّتْ كَرَامَةُ بَلَدٍ كَريمٍ تَعَدٍّ غَاشِمٍ عَلى أَطْرَافِ حُدودهِـ ، وَ نَزَفَتْ قَطرَاتٌ دِمَاءٍ طَاهِرَةٍ مُرَابطِةٍ عَلى جَنَبَاتِهِ ، وَحَلَّقَتْ أَرْوَاحٌ هِمَمُهَا عَاليَةٌ ، وَغَايَتَهُا نَصْرٌ وَعِزَّةٍ أَو شَهَادَة تَدْفَعُ بِثَمَنِ حَيَاتِهَا عَنْ حِيَاضِ الأمَّةْ ..!!
مَيْدَانُ الجَنُوبِ سَطَّرَ فِيهِ الجُنودُ مَعْنَى العِزَّةُ والصَّمُودْ ، وَقِصَّةٌ فُصوُلُهَا بَيْنَ وَفَاءٍ وَمَحَبَّةٍ وَعِشْقٍ وَتَضْحِيَة ، دِفَاعَاً عَنْ دِين وَعَقيدَة وَ بُلْدَانٌ مُقَدَّسَةٌ تَسَلَّلَتْ إِليْهَا شِعَارَاتُ إفْسَادٍ وَ خَرَابْ لِتُزَلْزِلَ عَرْشَ الثَّبَاتُ والإلْتِزَامْ بشَريعَةٍ قَامَتْ عَليْهَا البِلادُ حَاضَنِةً بِذَلِكَ مَعْقل الإسْلامِ و رَايَةُ السُّنة المُطَهَّرَةْ ، وَهُوَ مَا غَارَ مِنْهُ الأعْدَاءُ بِذَلِكْ .
وَمَهْمَا اسْتَرْخصَ قَوْمٌ دِيَارَنَا ، فَإنَّنَا سَنَسْتَرْخِصُ رِقَابَهُم ، وَمَنْ نَالَ مِنْ عَقيدَتِنَا وَديننَا فَإنَّنَا سَنَجْعَلُ أَجْسَادَنَا حُصونَاً مَنيعَةً نَحْميْ بِهَا أَوْطَانَنَا بَعْدَ اللهِ سُبْحَانَه ، وَبِأروَاحِنَا وَقُلوبِنَا نَحْمِلُ قُرآنًا وَسُنَّةْ ، وَبِيَدٍ وَاحِدَةٍ سَنَحْمِلُ كَيَانَ الأمَّةِ .
إِنَّ مَنْ يُعيُد مَا حَصَلَ لِنُقْطَة البِدَايَةِ سَيَرَى غبَارَاً تُثيرُهـُ مَنْ لَهَا مَصَالِحٌ مِنْ هَذا العِدَاءِ لِتَحْجُبَ الحَقيقَةِ في دَعْمِهَا ، وَتَتَعَتَّمُ عَلى الظُّهورِ ، فَتَبْدَأ الخُطْوةَ الثَّانيَةِ فِيْ مُنَادَاتِهِمْ بِوحْدَةِ الوطَنيَّةِ والأمَّةِ وَهُمْ مَنْ صَنَعوُا شَتَاتَهَا وَتَعَدَّوا عَلى نَوَاتِهَا حَتَّى سَقَطَ سِتَارَاً كَشَفَ مَا كَانوُا يُخْفونَهُ لِجَعْلَوُا مَرْجِعيَّاتُهم هِيَ نُقْطَةُ الوَسيطِ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُم .
وَعَليْنَا أَنْ نَحْشد الهِمَمَ لِنَبْقَى عَلى إلْتِفَاف حَوْلَ بَعْضِنَا وَنَسُدَّ ثَغَرَاتٍ أُحْدِثَتْ فيْ كَيَانِ أُمَّتِنَا ، لِنُوَاجِهَ مَدَّاً عِدَائيَّاً ظَاهِرُهـُ الرَّحَمَةَ وَبَاطِنُهُ العَذَابُ والخَرَابْ ، والحَرْبُ بَدَتْ خُدْعَةً وَلَيْسَتْ فَقطْ بِحَرْبٍ مَيْدَانيَّة بَلْ الحُروبُ الفِكْريَّةُ أَشَدُّ وَ أَنْكَى مِنْ ذَلِك ، وَمَهْمَا وَجَدَ العَدو فَجْوَةً سَيَسْتَغِلُّهَا ، وإنْ دَخَلَ بَيْنَنَا مُتَلَبِّسَاً بِاسْمِنَا وَهَيئَتِنَا بَلْ والغَيورُ عَلى بِلادِنَا . عَسَى اللهُ أَنْ يَحْفَظَ دِيَارَنَا ، وَيُسَدِّدَ رَميَ إِخْوَانِنَا ، وَيَتَقَبَّلَ شُهَدَائَنَا ، وَيَخذُلَ أَعْدَائَنَا
أخيرَاً فَمَا كَانَ مِنْ صَوَابٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا كَاَنَ مِنْ خَطأ فَمِنْ نَفسيْ والشَّيطَانْ
عُذرَاً.. فَعُذرَاً .. ثُمَّ عُذرَاً عَلى الإطَالَةِ ورَكَاكَةِ الأسلوبِ
دُمتم بِحفْظِ الرَّحمنِ وَرِعَايتِهِ
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
|