|
كانت جنازة مشهودة , الأنفس خزينة , و العيون دامية
لما دخلت الجامع كنت اسحب قدماي سحبا , و أريد الانزاوء في زاوية او ركن , أتفكر في هذا الرجل وسرعة رحيله ..
لم ادرك إلا و احد زملائي في الكلية يسلم علي و يعزيني بالشيخ , و قال لي هل سلمت عليه . اشرئبت نفسي لذلك و قد كنت أظنه محالا .. أجبته بالإيجاب , و انطلقنا للمكان الذي توضع فيه الجنائز للانتظار من اجل الصلاة ..
لا إله إلا الله , عندما تنظر لهذا الرجل مسجى لا حراك و لا إدراك .. تتملك رهبة شديدة من الموت
و الله لم أتماالك نفسي إلا و أنا جاث على ركبتاي .. و أقبل رأس ذلك الرجل الذي أحببته جدا
قبلت رأسه , و شممت رائحة الطيب , و تذكر ما كان لكلامه و شرحه من عبق الطيب ..
رأيته مسجى وحيدا .. لا يؤنسه أحد ! ربما سوى الميت الآخر الذي بجانبه ..
هل تراه حس بي ؟ هل تراه علم أني أنا من قبل رأسه .. هل كان سيمانع كما لو كان حيا ..
هل كان سيحملني السلام لشيخه الغنيمان ؟
آه .. رؤى و فكر تجاذبها عقلي .. انزويت بعيدا و أنا أتأمل هذا المنظر , و والله ما اجسست بنفسي إلا و أنا أتمثل قول الشاعر ..
فلأنت أوعظ منك اليوم حيا .. أو كما قال
مات الرجل .. مات الشيخ .. مات الحبيب .. شيعناه إلى مقبرته ..
بدموعنا .. بذكرياتنا .. بآلامنا ..
تالله إن الفراق لمؤلم ..
كم هالني الجمع لذين صلوا معنا عليه ..
كم أفرحني ذلك جدا ..
رأيت في المقبرة الكثير من الطلاب ...
بل و من مشائخ الكلية الذين يشار إليهم بالبنان
بل أخبرت ان الشيخ الغنيمان كان من المصلين ..
رأيت الشيخ أ.د السلطان , و أ.د الجديعي و د فهد السلمي , د موسى الغصن , د عبدالله الغصن , د البليهد , و الشيخ الدكتور المحبوب محمد الحمد شيخ الزلفي المعروف , بل و الشيخ حمود غزاي , الشيخ الدكتور الضالع , الشيخ الدكتور الصالح سليمان السعود ..
جمعا كبيرا منهم ..
أهلنا على الشيخ التراب .. و ألحدناه باللبن .. الذي ربما سقته دموعنا .. و انهالت عليه اكفنا تتقاتل على دفنه ..
كم من دمعة ذرفت في المقبرة , و كن من زفرة كانت أمام النعش
الحمد لله على قضائه و قدره .. رحم الله الشيخ و عفا عنه .. و بارك في عقبه .. و تجاوز عنه ..
و جعل الجنة مثواه ,,
و رزقه لذة النظر لوجهه الكريم ( كما كان يوصينا بالدعاء له بذلك ))
كانت خواطر مكلوم مفجوع بشيخه .. أردت أن أشارككم بها .. لا سيما و أنا أعلم اان محبي الشيخ رحمه الله كثر
ملحوظة : يوم الأربعاء كنا نقول الشيخ صالح الدخيل حفظه الله , و اليوم الخميس نقول رحمه الله
دنيا تفرقنا في أقل من يوم .. لا خير فيها
رحـــال
الخميس .. بعد صلاة العشاء الآخرة
|