أخي العزيز :
هل أفهم من كلامك هذا أنك حريص على إقامة الحدود على من زنا ؟
هل أنت أحرص من محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي حاول بشتى الطرق أن يدرأ الحد عن ماعز والغامدية ؟
أخي العزيز : الحدود تدرأ بالشبهات , وليس لك الحق أن تقول إن فلان زانٍ ولو كنت رأيته فوق المرأة ما لم يكن لديك بينة {لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ} (13) سورة النــور .
{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (4) سورة النــور .
لاحظ أخي الكريم أن الشارع الحكيم لحرصه على درء الحد ودفعه قد طلب أربعة من الشهداء لا تختلف شهادتهم قيد أنملة , ولو اختلَّت شهادة أحدهم لحق عليهم حد القذف ثمانين جلدة كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
أرجو أن تتأنى بكلماتك فلا تقذفها في الهواء كالعيار الطائش فربما ترجع فوق رأسك بارك الله فيك .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]
|