25-01-2010, 05:42 PM
|
#3
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 83
|
الحلقة الثالثة
العدوان في أرقام
تقرير إحصائي حول: حصيلة الخسائر والأضرار التي لحقت بالسكان وممتلكاتهم في قطاع غزة بسبب العدوان الإسرائيلي 27/12/2008- 18/1/2009
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدواناً غير مسبوق من حيث شدته وآثاره على قطاع غزة، حيث بدأ العدوان بحملة جوية مكثفة ومفاجئة عند حوالي الساعة 11:30 من صباح يوم السبت 27 كانون الأول (ديسمبر) 2008، شاركت فيه (80) طائرة حربية استهدفت فيه غالبية مراكز الشرطة والأجهزة الأمنية وأهداف أخرى في أنحاء قطاع غزة كافة. استمرت الحملة الجوية لمدة خمس دقائق، غير أن آثارها كانت حادة بسبب اتساعها، وتوقيتها والأسلحة التي استخدمت فيها.
وبدا واضحاً من اللحظة الأولى لهذا العدوان تعمد قوات الاحتلال إحداث مستوى عالٍ من التدمير والقتل والأذى، وذلك من دون إيلاء اهتمام لما سيلحق بالمدنيين والفئات غير المنخرطة في النزاع بشكل فعال، مثل أفراد الشرطة الذين كانوا داخل مراكزهم، من أذى كبير. وكان عدد من هؤلاء في طابور تدريبي عندما تم قصف المقر الرئيس للشرطة في مدينة غزة (الجوازات). كما أن العملية الجوية بدأت في وقت تشهد فيه مراكز الشرطة ذروة نشاطها في استقبال المدنيين، سواء ممن استدعتهم الشرطة، أو أعضاء لجان الإصلاح الذين يترددون على مراكز الشرطة للمساهمة في الوساطة بين المتخاصمين لحل المشكلات والعمل على الإفراج عن موقوفين على خلفية مشكلات عائلية بعد إتمام الصلح بين المتخاصمين. وتسبب القصف الجوي المفاجئ في قتل العديد منهم داخل مراكز الشرطة.
كما أسهم توقيت هذا العدوان في خلق حالة من الذعر والهلع بين الأطفال، سيما وأن الوقت الذي اختارته قوات الاحتلال لبدء الهجوم يوافق فترة تبديل الفترات الدراسية في مدارس القطاع كافة، وبالتالي كان جميع طلبة المدارس إما في الشوارع أو داخل ساحات المدرسة، وتسبب هذا العدوان في قتل العديد منهم.
وتواصلت الهجمات المكثفة، التي استخدمت فيها مختلف الأسلحة الإسرائيلية مثل الطائرات المقاتلة بأنواعها المختلفة، ومدفعية الميدان، وسلاح المدرعات، والقطع البحرية، واستمرت حتى الساعة الثانية من فجر الأحد 18 كانون الثاني (يناير) 2009 إثر إعلان الحكومة الإسرائيلية عن وقف لإطلاق النار من جانب واحد.
والجدير بالذكر أن الهجمات والعمليات الحربية تركزت بشكل رئيس على محافظتي شمال غزة وغزة، ومع ذلك فإن الهجوم تواصل على أنحاء القطاع كافة وإن بشكل أقل كثافة.
واتسمت الهجمات الحربية، التي تواصلت على مدى 22 يوماً، بأنها غير مسبوقة في قسوتها، ودمويتها، ومدى انتهاكها الجسيم والمنظم لقواعد القانون الدولي الإنساني، لاسيما اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب (1949)، والبروتوكول الإضافي الأول (1997) الملحق باتفاقيات جنيف الأربع، والمتعلق بحماية ضحايا النزاعات الدولية المسلحة. ومن نافل القول أن الأدلة التي جمعها مركز الميزان لحقوق الإنسان، وغيره من منظمات حقوق الإنسان الوطنية والدولية، تؤكد أن قوات الاحتلال ارتكبت جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية بشكل مقصود ومنظم، حيث استهدفت المنشآت والأعيان المدنية والمنازل السكنية على نحو لا يمكن تبريره، واستهدفت تجمعات للسكان المدنيين، فتعمدت قتل المدنيين أثناء محاولتهم الفرار من مناطق سكنهم بعدما شرعت في عملية التوغل البري التي بدأت بتسلل القوات الخاصة الراجلة ليل السبت الأحد الثالث من كانون الثاني (يناير) 2009.
كما لاحقت المهجَّرين ممن أجبرتهم آلتها الحربية وجرائمها على مغادرة منازلهم واللجوء إلى مراكز إيواء داخل مراكز الإيواء نفسها وفي محيطها، فقصفت ثلاثة من مراكز الإيواء التي افتتحتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، على رغم أن هذه المراكز مدارس تتبع للمنظمة الدولية وسبق للأخيرة أن زودت قوات الاحتلال بإحداثيات تحدد مواقع منشآتها، كما أنها ترفع علم الأمم المتحدة وترسم العلم نفسه بحجم كبير على أسطح مبانيها. كما استهدفت قوات الاحتلال المصلين وهم داخل المساجد أو عند مداخلها، ومارست أعمال قتل منظم ضد السكان المدنيين، كما حدث في جرائم قتل عشرات الأسر بكاملها أو عدد كبير من أفرادها. واستخدمت المدنيين دروعاً بشرية، حيث أجبرت بعضهم على مرافقتها واستخدمتهم في أعمال تفتيش للمنازل السكنية وفي بعض الحالات للتفاوض مع عناصر المقاومة الفلسطينية معرضة بذلك حياتهم للخطر.
وحولت قوات الاحتلال الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف وطواقم الدفاع المدني إلى هدف لهجماتها. بل أكثر من ذلك، فإن محاولات المدنيين لإسعاف الجرحى وإخلاء القتلى من جيرانهم أصبحت محلاً للهجوم مما تسبب في ارتفاع أعداد القتلى والجرحى.
كما استهدفت الصحفيين ووسائل الإعلام في محاولة لطمس حقيقة ما تقوم به من جرائم، ففرضت حصاراً منعت بموجبه دخول الطواقم الصحفية الأجنبية واستهدفت عدداً من مقرات وسائل الإعلام الصحفيين، ما تسبب في قتل وإصابة عدد منهم.
وشكلت البنية التحتية وشبكات توصيل المياه والكهرباء والهاتف، وشبكات تصريف المياه العادمة هدفاً مباشراً آخراً لقوات الاحتلال، واستهدفت دور العبادة على نطاق واسع. كما استخدمت أسلحة محرمة دولياً، أو بطريقة غير مشروعة، كما حدث في استخدام الفسفور الأبيض في المناطق السكنية على نطاق واسع.
يسعى هذا التقرير إلى توفير مادة إحصائية موثوقة حول الخسائر والأضرار التي لحقت بالسكان المدنيين وممتلكاتهم خلال العدوان الإسرائيلي الذي أطلقت عليه قوات الاحتلال عملية 'الرصاص المصبوب'. وتستند البيانات كافة إلى عملية مسح ميداني جرى خلالها مقابلة الضحايا وشهود العيان وجلب الوثائق الثبوتية التي تعزز صدقية المعلومات.
لتحميل الملف اضغط هنا
__________________
|
|
|