مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 29-01-2010, 09:43 AM   #16
الـصـمـصـام
عبدالله
 
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
أخي الكريم باعتقادي أن هذه الأطروحة و فكرتها تفتقر إلى الموضوعية و الإنصاف ، ليس لأنها تمس الشريحة المحببة إلى قلب كل مسلم فحسب ، بل لأنه حكم عام أطلق على فئة ( بمصطلح عائم ) لربما أن كاتبه يجهل حقيقته و كنهه .

من هو ( المطوع ) هل هو الطائع لله .. أم أننا ننجرف مع كل أسف مع إطلاقات العوام أنه كل من ربى لحيته و شمّر إزاره .؟ هنا أطلب منك التحديد ، فإذا كنت تعني الأول فلك أن تقول ( المطاوعة ) و إن كنت تعني الثاني فأنت تدخل في هذه الوصف من يستحق و من لا يستحق .

الأمر الآخر أنك أطلقت و عممت دون تخصيص أو تقييد ، و هذا حيف و إجحاف باعتقادي أن مرحلته انتهت و لم تعد العقول مستعدة لتقبل الكلمات الإنشائية الغير مبرهنة بالأدلة أو الإشارات أو الشواهد ، لأن هذا استخفاف بالقراء و بعقولهم .

الأمر الثالث هو صلب فكرتك : أقول أننا بحاجة إلى النقد و الحوار و ذلك لتقويم سلوكنا مع ربنا أولاً و مع الناس و مع أنفسنا ، و من حق كل متابع لكل كلمة أن يقوم بالنقد ، و لكن النقد المبني على علم ، و دعني أحدثك كي لا يكون كلامي إنشائيا كما هي فكرتك ، من الذي يتعامل باقتضاب شديد مع فتاوى العلماء و أعيانهم . غير مبالٍ بما يحملونه من علم شرعي ، و غير مبالٍ بتقدير ذا الشيبة المسلم ، و غير مبالٍ بحق الأخوة الإسلامية على أقل تقدير ، و لا يمكن أن يحمل كلامهم على أحسن المحامل ، فضلاً عن تأليب القوة السياسية عليه ..! شواهد كثيرة و كثيرة جداً .

علينا أن نعلم أن هناك قضايا لا يمكن أن يسمح فيها بالحوار الذي يذهب إلى تقريرها أو نفيها نظراً لاستقرارها في شرع الله و في حكم الله ، و لكن نتحاور فيما يساعد على تطبيقها و فوائدها و مالها من الفضل ، و هكذا . و هذا الذي فقهه سلف هذه الأمة من الصحابة و من جاء تلوهم من الأعلام العارفين بشرع الله و مراده فقد أخرج ابن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : " لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين ، كانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم ، وينكرون أمر جاهليتهم ، فإذا أريد أحدهم عن شيء من دينه دارت حماليق عينه "

فقمام الدين هو ما يجب أن يغضب له لا يعاب الغضب من هذا الطريق ، و يؤخذ على يد السفيه الذي خاض فيه ، و ما أكثر السفهاء اليوم ممن يخوضون في دين الله و شرعه و أحكامه و حلاله و حرامه ..!

الأمر الثاني الحوار لمن يبتغي الحق عن صفاء نفس فهذا لا يجوز هجره ولا نهره بل يُقابل بالحسنى و يحاور بما يقيم له دينه ، فما جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا للأخذ و العطاء مع مبتغي الإسلام ، كما جاء عند البيهقي في سنه بسند حسن أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال للحصين الخزاعي قبل إسلامه: "يا أبا عمران، كم إلهاً تعبد؟ قال: أعبد سبعة، ستة في الأرض وواحد في السماء؛ قال: فإذا هلك المال من تدعو؟! قال: أدعو الذي في السماء؛ قال: فإذا انقطع القطر من تدعو؟ قال: أدعو الذي في السماء؛ قال: فإذا جاع العيال من تدعو؟ قال: أدعو الذي في السماء؛ قال: فيستجيب لك وحده أم يستجيبون لك كلهم؟ قال: بل يستجبيب وحده؛ فقال: يستجيب لك وحده، وينعم عليك وحده، وتشركهم في الشكر، أم أنك تخاف أن يغلبوه عليك؟ قال حصين: لا، ما يقدرون عليه؛ فقال: يا حصين، أسلم أعلمك كلمات ينفعك الله بهن" الحديث، ثم أسلم.

و لك أن تتسائل مالذي يتهاود عليه جمع من أرباب الصحافة بين كل حين و حين ، وهم أدعياء الحرية و الرأي الآخر ، أليسوا يكتبون الإساءة على أنفسهم قبل أن يكتبوها على الآخرين ممن اتهموهم و سفهوهم و ألبوا عليهم و سخروا بهم ..

هذا هو المنهج السليم ، و لا أدري ما الفائدة من ذكر هذا الوصف المشوِه في موضوعك لفئة تقصدها ، أهو للنصيحة أم لذكر الحال فقط ، أم أنه لمجرد تشويه السمعة و التشفي ، فعليك بارك الله فيك أن تكون أكثر موضوعية في تناول القضايا ، و أن تنطلق من منطلق الإصلاح لا منطلق تصفية الحسابات ، فنحن أمة واحدة و الإضرار بفرد منا ليس إلا إضراراً بإسلامنا ..

أما من يريد الإضرار بدين الله ، فهذا في حكم الله أنه من المفسدين في الأرض ، و على ولي الأمر استتابته و إلا قتل ، لأن الدين من الضرورات بل هو أساس الضرورات الخمس التي كفلها الإسلام ، كما هو حال من يسفك الدماء فيجب قتله و كذا من يسفك العقيدة و ينحرها ، و لهذا لما امتنع الرسول عليه الصلاة و السلام عن قتل المنافقين برر ذلك بكي لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه .. فلم يقل عليه السلام أنهم لا يُقتلون أو لا يجوز قتلهم ، و لكنه عليه الصلاة و السلام كان ينظرة نظرة أخرى .

وفقك الله و جعل ممن يحملون لواء الدين بشرف ..
__________________




ياربي ..افتح على قلبي ..
و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك ..
[عبدالله]

من مواضيعي :
آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات )
::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة)


آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 29-01-2010 الساعة 10:10 AM.
الـصـمـصـام غير متصل