الموضوع
:
۩ العلاقـــــة الحميمـــة بين الصحـــابــــة وآل البيت (رضي الله عنهـــم أجمعـــين)۩
مشاهدة لمشاركة منفردة
29-01-2010, 01:48 PM
#
4
فارس مغوار
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 389
إقتداء علي
بالصديق
في الصلوات وقبوله الهدايا منه:
ولقد كان علي رضي الله عنه
راضياً بخلافة الصديق
ومشاركاً له في معاملاته
و
قضاياه، قابلاً منه الهدايا،
رافعاً
إليه الشكاوى،
مصلياً خلفه،
عاملاً معه ،
محباً له،
مبغضاً من يبغضه
.
فقد ذكرنا قبل أن علياً قال للقوم حينما أرادوه خليفة
و
أميراً:
وأنا لكم وزيراً خير لكم منى أميرا
.
["نهج البلاغة" ص136 تحقيق صبحي صالح].
يذكرهم أيـام
الصديق
و
الفاروق
حينما
كان
مستشاراً
مسموعاً
،
و
مشيراً منفذاً
كلمته
. كما
يروي اليعقوبي
الشيعي
في تاريخه
وهو يذكر أيام خلافة
الصديق
(
وأراد
أبو بكر
أن يغزو الروم
فشارو جماعة من
أصحاب رسول الله،
فقدموا
و
أخروا،
فاستشار
علي بن أبى طالب فأشار أن يفعل،
فقال: إن فعلت
ظفرت؟
فقال: بشرت بخير،
فقام أبو بكر
في الناس خطيباً،
و
أمرهم أن يتجهزوا إلى الروم )
.["تاريخ اليعقوبي" ص132، 133 ج2 ط بيروت 1960م].
وفى رواية (
سأل
الصديق
علياً كيف
و
من أين تبشر؟
قال: من النبي حيث سمعته يبشر بتلك البشارة، فقال
أبو بكر
:
سررتني بما أسمعتني من رسول الله يا أبا الحسن!
يسرّك الله) .
["تاريخ التواريخ" ج2 كتاب 2 ص158
تحت عنوان "عزام أبي بكر"].
ويؤيد ذلك
عالم
الشيعة
محمد بن النعمان العكبري
الملقب بالشيخ المفيد
حيث
بوّب باباً خاصاً فيكتابه "الإرشاد" لقضايا
أمير المؤمنين
عليه السلام في إمارة
أبي بكر
.ثم
ذكر
عدة روايات عن قضايا
علي
في خلافة
أبي بكر،
ومنها (
أن رجلاً رفع إلى
أبي بكر
وقد شرب الخمر، فأراد أن يقيم عليه
الحد
فقال له:
إني شربتها
و
لا علم لي
بتحريمها
لأني نشأت بين قوم يستحلونها
و
لم أعلم بتحريمها حتى الآن
، فارتج
علي
أبي بكر
الأمر بالحكم عليه
و
لم
يعلم وجه القضاء فيه، فأشار عليه بعض من حضر أن يستخبر أمير المؤمنين عليه السلام عن الحكم في ذلك، فأرسل إليه من سأله عنه، فقا
ل أمير المؤمنين: مر رجلين ثقتين من المسلمين يطوفان به على مجالس
المهاجرين
و
الأنصار
و
يناشدانهم
هل فيهم أحد تلا عليه آية التحريم
أو أخبره بذلك عن رسول الله
؟ فإن شهد بذلك رجلان منهم
فأقم
الحد
عليه،
و
إن لم يشهد أحد بذلك
فاستتبه
وخلّ سبيله،
ففعل ذلك أبو بكر
فلم
يشهد
أحد من
المهاجرين
و
الأنصار
أنه تلا عليه
آية التحريم،
ولا أخبره عن رسول الله
بذلك،
فاستتابه
أبو بكر
وخلى سبيله
و
سلم
لعلي
(عليه السلام) في القضاء به) .
["الإرشاد" للمفيد ص107 ط إيران].
وكان
علي يمتثل أوامره
كما حدث أن وفداً من
الكفار
جاءوا إلى المدينة المنورة، ورأوا
بالمسلمين
ضعفاً
و
قلة لذهابهم إلى الجهات المختلفة
للجهاد
و
استئصال شأفة
المرتدين
و
البغاة
الطغاة،
فأحس منهم
الصديق
خطراً على عاصمة
الإسلام
والمسلمين، فأمر
الصديق
بحراسة المدينة وجعل الحرس على أنقابها يبيتون بالجيوش،
وأمر
علياً
و
الزبير
و
طلحة
و
عبد الله بن مسعود أن يرأسوا هؤلاء الحراس،
وبقوا كذلك حتى
أمنوا
منهم.
["شرح نهج البلاغة" ج4 ص228 تبريز].
و
للتعاطف
و
التوادد
و
الوئام الكامل بينهما
:كان علىّ وهو سيد أهل البيت
يتقبل من أبي بكر الهدايا دأب الأخوة المتحابين
؛
كما قبل الصهباء الجارية التي سبيت في معركة عين التمر،
وولدت له عمر
و
رقية ، حيث قالت كتب
الشيعة
(
وأما عمر
و
رقية فإنهما من سبيئة من تغلب يقال لها الصهباء سبيت في خلافة
أبى بكر
و
إمارة خالد بن الوليد بعين التمر
) .
["شرح نهج البلاغة" ج2 ص718، أيضاً "عمدة الطالب" ط نجف ص361].
( وكانت اسمها أم حبيب بنت ربيعة) .["الإرشاد" ص186].
وأيضاً منحه
الصديق
خولة بنت جعفر بن قيس التي أسرت مع من أسر في
حرب اليمامة
وولدت له أفضل أولاده
بعد الحسنين
:
محمد بن الحنفية.
( وهى من سبي أهل الردة وبها يعرف ابنها
و
نسب إليها
محمد بن الحنفية
) .
["عمدة الطالب" الفصل الثالث ص352، أيضاً "حق اليقين" ص213].
كما وردت روايات عديدة في قبوله هو وأولاده الهدايا المالية
و
الخمس
و
أموال الفيء
من
الصديق رضي الله
عنهم أجمعين،
وكان علي هو القاسم
و
المتولي في عهده على الخمس
و
الفيء ، وكانت هذه
الأموال بيد
علي
،
ثم كانت بيد الحسن،
ثم بيد
الحسين،
ثم الحسن بن الحسن،
ثم زيد بن الحسن
.
["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحدد ج4 ص118].
وكا
ن يؤدي الصلوات الخمس في المسجد خلف الصديق،
راضياً بإمامته،
و
مظهراً للناس اتفاقه
و
وئامه معه
.
["الاحتجاج" للطبرسي 53، أيضاً كتاب سليم بن قيس ص253، أيضاً "مرآة العقول" للمجلسي ص388 ط إيران].
مساعدة الصديق
في تزويج علي من فاطمة
:
وكان
للصديق
مَنّ على
عليّ رضي الله عنهما
حيث
توسط
له في زواجه
من فاطمة رضي الله عنها وساعده فيه،
كما كان هو أحد
الشهود على نكاحه
بطلب من رسول الله
، وهذا يرويه أحد أعاظم
الشيعة
ويسمى بشيخ الطائفة
أبي جعفر الطوسي
( عن الضحاك بن مزاحم أنه قال: سمعت
علي بن أبى طالب
يقول:
أتاني
أبو بكر
و
عمـــر
،
فقالا: لو أتيت رسول الله
فذكرت له
فاطمة،
قال: فأتيته، فلما رآني رسول الله
ضحك، ثم قال: ما جاء بك يا
علي
وما حاجتك؟
قال: فذكرت له قرابتي
و
قدمي في
الإسلام
و
نصرتي له
و
جهادي، فقال :
يا علي!
صـدقت، فأنت أفضل مما تذكر، فقلت: يا رسول الله!
فاطمة
تزوجنيها
) .
["الأمالي" للطوسي ج1 ص38].
وأما المجلسي فيذكر هذه الواقعة ويزيدها بياناً ووضوحاً حيث يقول: ( في يوم من الأيام كان
أبو بكر وعمــر
وسعد بن معاذ جلوساً في مسجد رسول الله
، وتذاكروا ما بينهم بزواج
فاطمة
عليها السلام .فقال
أبو بكر
: أشراف قريش طلبوا زواجها عن النبي ولكن الرسول قال لهم بأن الأمر في ذلك إلى الله -
و
نظن أنها
لعلي بن أبي طالب
-
و
أما
علي بن أبي طالب
فلم يتقدم بطلبها إلى رسول الله
لأجل فقره وعدم ماله،
ثم
قال
أبو بكر
لعمر
و
سعـد
:
هيا بنا إلى
علـي بن أبي طالب
لنشجعه
و
نكلفه بأن يطلب ذلك من
النبي
،
وإن مانعه
الفقـر
نســاعده في ذلك
.فأجاب سعد
:
ما أحسن ما فكرت به،
فذهبوا إلى بيت
أمير المؤمنين
عليه السلام فلما
و
صلوا إليه سألهم
ما الذي
أتى بكم في
هذا الوقت؟
قال أبو بكر:
يا أبا الحسن!
ليس هناك خصلة خير إلا
و
أنت سابق بها
فما الذي يمنعك أن تطلب من
الرسول
ابنته
فاطمة
؟
فلما
سمع عليّ هذا الكلام
من أبي بكر
نزلت الدموع من عينيه وسكبت،
وقال:
قشرت جروحي ونبشت وهيجت الأماني والأحلام التي كتمتها
منذ
أمد،
فمن الذي لا يريد الزواج منها؟،
ولكن يمنعني من ذلك فقري
واستحي منه
بأن أقول له
و
أنا في هذا
الحال
... الخ ) .
["جلاء العيون" للملا مجلسي ج1 ص169 ط كتاب فروشي إسلامية طهران، ترجمة من الفارسية].
ثم وأكثر من ذلك أن الصديق أبا بكر هو
الذي حرض علياً على زواج فاطمة رضي الله عنهم،
وهو الذي
ساعده
المساعدة الفعلية لذلك،
و
هو الذي هيأ له
أسباب الزواج
و
أعدها بأمر من رسول الله
كما يروي الطوسي : أن
علياً
باع درعه وأتى بثمنه إلى الرسول، ثم قبضه رسول الله من الدراهم بكلتا يديه،
فأعطاها
أبا بكر
وقال: ابتع
لفاطمة
ما يصلحها من
ثياب
و
أثاث البيت،
أردفه بعمار بن ياسر
و
بعدة من
أصحـابه،
فحضروا
السوق،
فكانوا يعرضون الشيء مما يصلح
فلا
يشترونه حتى يعرضوه على
أبي بكر،
فإن استصلحه
اشتروه
... حتى إذا استكمل الشراء
حمل أبو بكر بعض المتاع،
و
حمل أصحــاب رسول الله (
) الذين كانوا معه الباقي.
["الأمالي" ج1 ص39، أيضاً "مناقب" لابن شهر آشوب المازندراني ج2 ص20 ط الهند، أيضاً "جلاء العيون" فارسي ج1 ص176].
بل إن
الصديق
و
رفاقه كانوا
شهوداً على زواجه
بنص الرسول
وطلب منه كما يذكر الخوارزمي
الشيعي
و
المجلسي
و
الأربلي
( أن
الصـديق
و
الفـاروق
و
سعـد
بن معـاذ لما أرسلوا
علياً
إلى النبي
انتظروه في المسجد
ليسمعوا منه ما يثلج صدورهم من إجابة الرسول
و
قبوله ذلك الأمر، فكان كما كانوا يتوقعون، فيقول
علي
: فخرجت من عند رسول الله (
) وأنا لا أعقل فرحاً
و
سروراً،
فاستقبلني أبو بكر
و
عمـر،
وقالا لي:
ما وراءك؟
فقلت:
زوجني
رسول الله (
) ابنته
فاطمة
ففرحا بذلك فرحاً شديداً
ورجعا معي إلى
المسجد
فلما
توسطناه
حتى لحق بنا رسول الله، وإن وجهه يتهلل سروراً
و
فرحاً، فقال: يا بلال! فأجابه فقال: لبيك يا رسول الله! قال: اجمع إلي
المهاجرين
وا
لأنصار
، فجمعهم ثم رقي درجة
من
المنبر فحمد الله
و
أثنى عليه، وقال:
معاشر الناس إن
جبرائيل
أتاني آنفا
و
أخبرني عن
ربي عز وجل
أنه جمع
ملائكته
عند
البيت المعمور،
وكان أشهدهم جميعاً أنه زوج أمته
فاطمة
ابنة
رسول الله
من عبده
علي بن أبى طالب،
و
أمرني أن
أزوجه
في الأرض
و
أشهدكم على ذلك
) .
["المناقب" للخوارزمي ص251، 252، أيضاً "كشف الغمة ج1 ص358، أيضاً "بحار الأنوار" للمجلسي ج10 ص38، 39، أيضاً جلاء العيون" ج1 ص184].
ويكشف النقاب عن الشهود الأربلي في كتابه "كشف الغمة" حيث يروي:
( عن أنس أنه قال كنت عند النبي
فغشيه
الوحى،
فلما أفاق قال لي: يا أنس! أتدري ما جاءني به
جبرائيل
من عند
صاحب العرش؟
قال: قلت:
الله
و
رسوله أعلم.
قال: أمرني أن
أزوج فاطمة
من علي، فانطلق
فادع لي
أبا بكر
و
عمـر
و
عثمـان
و
علياً
و
طلحـة
و
الزبيـر
و
بعددهم من
الأنصار،
قال: فانطلقت
فدعوتهم
له، فلما أن أخذوا مجالسهم قال رسول الله
بعد أن
حمد الله
و
أثنى عليه
ثم إني أشهدكم أني
زوجت فاطمة
من
عليّ
على
أربعمائة مثقال فضة
) .
["كشف الغمة" ج1 ص348، 349 ط تبريز، "بحار الأنوار" ج1 ص47، 48].
ولما ولد لهما
الحسن كان أبو بكر الصديق يحمله على عاتقه،
ويداعبه ويلاعبه ويقول
:
بأبي شبيه
بالنبي
..غير شبيه بعلي)
.["تاريخ اليعقوبي" ج2 ص117].
وكانت العلاقات وطيدة إلى
حد أن زوجـة أبى بكر أسماء بنت عميس
هي التي كانت
تمــرّض فاطمـة بنت النبي عليه السلام ورضي الله عنها
في مرض
موتها
، وكانت معها حتى الأنفاس الأخيرة ، فروت كتب
الشيعة
: (وكان
(علي)
يمرضها بنفسه،
و
تعينه على ذلك
أسماء بنت عميس رحمها الله
على استمرار بذلك) .
["الأمالي" للطوسي ج1 ص107].
و(
وصتها بوصايا في كفنها
و
دفنها
و
تشييع جنازتها فعمات أسماء بها
)
.
["جلاء العيون" ص235، 242].
و(
هي التي كانت عندها حتى
النفس الأخير،
وهى التي نعت
علياً
بوفاتها
) .
["جلاء العيون" ص237].
و(
كانت شريكة في غسلها
) .
["كشف الغمة" ج1 ص504].
وكان
أبوبكرالصديق
دائم الاتصال
بعلي
ليسأله عن أحوال
فاطمة
:
(
فمرضت (أي
فاطمة
رضي الله عنها) وكان علي (ع) يصلي في المسجد الصلوات الخمس، فلما
صلى قال له
أبو بكر
و
عمـر
: كيف بنت
رسول الله؟
)
.
["كتاب سليم بن قيس" ص353].
و(
لما قبضت
فاطمة
من يومها فارتجت المدينة بالبكاء من
الرجال
و
النساء،
ودهش الناس كيوم قبض فيه
رسول الله،
فأقبل أبو بكر
و
عمر يعزيان
علياً
ويقولان:
يا أبا الحسن!
لا تسبقنا بالصلاة على ابنة رسول الله
) .
["كتاب سليم بن قيس" ص255].
المصاهرات بين الصديق
وآل البيت
:
وكانت العلاقات وثيقة أكيدة بين بيت النبوة وبيت الصديق لا يتصور معها التباعد
و
الاختلاف مهما نسج الأفاكون الأساطير
و
الأباطيل، (
وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون)
[سورة العنكبوت الآية41].
فالصديقة
عائشة بنت الصديق أبى بكر
كانت زوجة النبي
، ومن
أحب الناس إليه
مهما
احترق
الحساد
و
نقم
المخـالفون،
فإنها حقيقة ثابتة،
و
هى طاهرة مطهرة - بشهادة
القــرآن
- مهما جحدها المبطلون
و
أنكرها
المنكرون
.
ثم أسماء بنت عميس التي
جاء ذكرها
آنفا كانت
زوجة
لجعفر بن أبي طالب
شقيق
علي
، فمات عنها
فتزوجها الصديق
وولدت له ولداً سماه محمداً الذي
ولاه علي على مصـر،
ولما
مات
أبو بكر
تزوجها
علي بن أبى طالب
فولدت له ولداً سماه يحيى.
و
حفيدة
الصديق
كانت
متزوجة
من محمد الباقر
-
الإمام الخامس عند
الشيعة
وحفيد علي رضي الله عنه
- كما يذكر الكليني في أصوله تحت عنوان مولد جعفرولد أبو عبد الله عليه السلام سنة ثلاث وثمانين ومضى في شوال من سنة ثمان وأربعين ومائة وله خمس وستون سنة، ودفن بالبقيع في القبر الذي دفن فيه أبوه وجده والحسن بن علي عليهم السلام
وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر)
. ["كتاب الحجة من الأصول في الكافي ج1 ص472، ومثله في "الفرق" للنوبختي].
ويقول ابن عنبة عن جعفر : (
أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن
أبي بكر
وأمها أسماء
بنت
عبد الرحمن بن
أبي بكر
. ولهذا كان الصادق عليه السلام يقول:
و
لدني
أبو بكر
مرتين ).
] عمدة الطالب ، ص 195، ط طهران 1961م [ .
كما أن القاسم بن محمد بن
أبي بكر
حفيد
أبي بكر،
وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد علي كانا ابني خالة
كما يذكر
المفيد
وهو يذكر علي بن الحسين بقوله: والإمام بعد الحسن بن علي (ع) ابنه أبو محمد علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام، وكان يكنى أيضا أبا الحسن.
وأمه
شاه زنان بنت يزدجردبن شهريار بن كسرى
ويقال: إن اسمها كان شهر بانويه وكان أمير المؤمنين (ع) ولى حريث بن جابر الحنفي جانباً من المشرق،
فبعث إليه
بنتي يزدجردبن شهريار بن كسرى
، فنحل
ابنه الحسين
(ع) شاه زنان منهما فأولدها
زين العابدين
(ع) ونحل الأخرى محمد بن
أبي بكر،
فولدت له القاسم بن محمد بن أبى بكر فهما ابنا خالة)
. ["الإرشاد" للمفيد ص253 ومثله في "كشف الغمة" و"منتهى الآمال" للشيخ عباس القمي ج2 ص3].
وأما المجلسي فذكر ذلك في "جلاء العيون" ولكنه صحح الروايات التي جاء بها المفيد وابن بابويه بأن شهربانو
لم تكن سبيت
في عهد
علي
كما ذكره المفيد
و
لا في عهد
عثمان
كما ذكره ابن بابويه القمي، بل كانت من سبايا
عمــر
كما رواه القطب الراوندي ، ثم يقر بعد ذلك بأن قاسم بن محمد بن أبي بكر
و
زين العابدين بن
الحسين
بن علي هما ابنا خالة .
["جلاء العيون" الفارسي ص673، 674].
وذكر أهل الأنساب والتاريخ قرابة أخرى وهى تزويج
حفصة
بنت عبد الرحمن بن
الصديق
من
الحسين بن علي
بن أبى طالب رضي الله عنهم بعد
عبد الله بن الزبير
أو
قبله.
ثم إن محمد بن
أبي بكر
من
أسماء بنت عميس
كان ربيب علي
و
حبيبه، وولاه إمرة مصر في عصره.
( وكان
علي
عليه السلام يقول:
محمد ابني
من ظهر
أبي بكر
)
.["الدرة النجفية" للدنبلي الشيعي شرح نهج البلاغة ص113 ص إيران].
وكان
من حب أهل البيت
للصديق
و
التوادد فيما بينهم
أنهم
سموا أبناءهم بأسماء
أبي بكر
رضي الله عنه،
فأولهم علي
بن أبي طالب حيث سمى
أحد أبنائه بأبي بكر
كما يذكر المفيد تحت عنوان "ذكر أولاد
أمير المؤمنين
(ع) وعددهم وأسماءهم ومختصر من أخبارهم" :
( 12-
محمد الأصغر المكنى
بأبي بكر
13- عبيد الله، الشهيدان مع أخيهما
الحسين
(ع) بالطف أمهما
ليلى بنت مسعود الدارمية
)
.["الإرشاد" ص186
].
وقال اليعقوبي: (
وكان له من الولد الذكور أربعة عشر ذكر الحسن
و
الحسين وعبيد الله
و
أبو بكر
لا عقب لهما أمهما ليلى بنت مسعود الحنظلية من بني تيم
)
.["تاريخ اليعقوبي" ج2 ص213].
وذكر الأصفهاني في "مقاتل الطالبيين" تحت عنوان "ذكر خبر الحسين بن علي بن أبي طالب ومقتله ومن قتل معه من أهله" وكان منهم (
أبو بكر بن علي بن أبي طالب
وأمه يعلى بنت مسعود .. ذكر أبو جعفر أن رجلاً من همدان قتله، وذكر المدائني أنه وجد في ساقيه مقتولاً،
لا يدري من قتله
) .
["مقاتل الطالبيين" لأبي الفرج الأصفهاني الشيعي ط دار المعرفة بيروت ص142، ومثله في "كشف الغمة" ج2 ص64، "جلاء العيون" للمجلسي ص582].
وهل هذا إلا
دليل
حب ومؤاخاة وإعظام وتقدير من
عليّ
للصديق
رضي الله عنهما؟!
والجدير بالذكر أنه ولد له هذا الولد بعد تولية
الصديق
الخلافة والإمامة، بل وبعد وفاته كما هو معروف بداهة.
وهل يوجد في الشيعة اليوم الزاعمين حب
علي
وأولاده رجل يسمي بهذا الاسم؟! وهل هم موالون له أم مخالفون ؟!
ولم يختص
عليّ
بهذه المحبة والصداقة
لأبي بكر،
بل تابعه بنوه من بعده
و
مشوا مشيه
و
نهجوا منهجه.
فهذا هو أكبر أنجاله وابن
فاطمة
وسبط الرسول الحسن بن علي -
الإمام المعصوم الثاني عند
الشيعة
- يسمي أحد أبنائه بهذا الاسم
كما ذكره اليعقوبي:
( وكان للحسن من الولد ثمانية ذكور وهم الحسن بن الحسن وأمه خولة
و
أبو بكر
و
عبد الرحمن لأمهات أولاد شتى
و
طلحة
و
عبيد الله) .
["تاريخ اليعقوبي" ج2 ص228، منتهى الآمال ج1 ص240].
ويذكر الأصفهاني (
أن
أبا بكر
بن الحسن بن
علي بن أبي طالب
أيضاً كان ممن قتل في كربلاء مع
الحسين
قتله عقبة الغنوي
)
.["مقاتل الطالبيين" ص87].
والحسين بن علي
أيضاً سمى أحد أبنائه
باسم
الصديق
كما يذكر ذلك المؤرخ
الشيعي
المشهور المسعودي في "التنبيه والإشراف" عند ذكر المقتولين مع الحسين في كربلاء.
( وممن قتلوا في كربلاء من ولد الحسين ثلاثة، علي الأكبر وعبد الله الصبي
وأبو بكر
بنوا الحسين بن علي)
.["التنبيه والإشراف" ص263].
وقيلإن زين العابدين بن الحسن كان يكنى
بأبي بكر
أيضاً)
.["كشف الغمة" ج2 ص74].
وأيضاً حسن بن الحسن بن علي، أي حفيد
علي بن أبي طالب
سمى أحد أبنائه
أبا بكر
كما رواه الأصفهاني عن محمد بن علي حمزة العلوي أن ممن قتل مع إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب كان
أبو بكر
بن الحسن بن الحسن.]
"مقاتل الطالبيين" ، ص 188 ط دار المعرفة ، بيروت [
.
والإمام السابع عند
الشيعة
موسى بن جعفر الملقب بالكاظم
أيضاً
سمى أحد أبنائه
بأبي بكر
.] "
كشف الغمة " ج 2 ص 217 [ .
ويذكر الأصفهاني
أن علي الرضا – الإمام الثامن عند
الشيعة
-
كان يكنى
بأبي بكر،
ويروي عن عيسى بن مهران عن أبي الصلت الهروي أنه قال: سألني المأمون يوماً عن مسألة، فقلت: قال فيها
أبو بكرنا،
قال عيسى بن مهران: قلت لأبي الصلت: من
أبو بكركم؟
فقال: علي بن موسى الرضا كان يكنى بها
وأمه
أم ولد
.["مقاتل الطالبين" ص561، 562].
والجدير بالذكر أن
موسى الكاظم سمى إحدى بناته باسم بنت الصديق، الصديقة عائشة
كما ذكر المفيد تحت عنوان "ذكر عدد أولاد موسى بن جعفر وطرف من أخبارهم":
( وكان
لأبي الحسن موسى
عليه السلام سبعة وثلاثون ولداً ذكراً
و
أنثى منهم علي بن موسى الرضا عليهما السلام ……
وفاطمة
وعائشة
وأم سلمة ) .
["الإرشاد" ص302، 303، "الفصول المهمة" 242، "كشف الغمة" ج2 ص237].
كما سمى جده
علي بن الحسين
إحدى بناته:
عائشة.
["كشف الغمة" ج2 ص90].
وأيضاً -
الإمام العاشر المعصوم عندهم حسب زعمهم
-
علي بن محمد الهادي أبو الحسن -
سمى
إحدى بناته
بعائشة
،
يقول المفيد: ( وتوفي أبو الحسن عليهما السلام في رجب سنة أربع وخمسين ومائتين، ودفن في داره بسرّ من رأى، وخلف من الولد أبا محمد الحسن ابنه
و
ابنته
عائشة
) .
["كشف الغمة" ص334، و"الفصول المهمة" ص283].
أخيرًا نودّ أن نذكر بأن هناك في بني هاشم كثيرًا ممن تسموا أو سموا أبناءهم
بأبي بكر
، نذكر منهم ابن الأخ
لعلي بن أبي طالب
وهو
عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب
فإنه سمى أحد أبنائه أيضاً باسم
أبي بكر
كما ذكره الأصفهاني في مقاتله:
(
قتل
أبو بكر
بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
يوم الحرة في الوقعة بين مسرف بن عقبة وبين أهل المدينة ).]
"مقاتل الطالبيين " ص 123 [ .
وهذا من علامات
الحب
والود بين القوم
خلاف
ما يزعمه
الشيعة
من العداوة
و
البغضاء،
و
القتال الشديد
و
الجدال الدائم بينهم.
يتبـــــــــــــع
الرجــاء عـــ
ـ
ــدم إضافــــة رد
فارس مغوار
مشاهدة الملف الشخصي
البحث عن المزيد من مشاركات فارس مغوار