الموضوع
:
۩ العلاقـــــة الحميمـــة بين الصحـــابــــة وآل البيت (رضي الله عنهـــم أجمعـــين)۩
مشاهدة لمشاركة منفردة
29-01-2010, 01:56 PM
#
8
فارس مغوار
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 389
موقف
أهل البيت
من
عثمان
رضي الله عنه
:
وأما ذو النورين ثالث الخلفاء الراشدين،
و
صاحب الجود والحياء،
حب رسول الله
وزوج ابنتيه رقية
وأم
كلثوم،
وعديم النظير
في هذا الشرف الذي لم ينله الأولون
و
لا الآخرون في أمة من الأمم،
و
عديل
علي
بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين،
وأول مهاجر بعد خليل الله عليه السلام،
الذي حمل راية الإسلام
و
أداها إلى آفاق لم تبلغ إليها من قبل،
وفتح على المسلمين مدناً جديدة وبلاداً واسعة شاسعة،
وأمد المسلمين من جيبه الخاص بإمدادات كثيرة،
واشترى لهم بئر رومة حينما لم يكن لهم بئر يسقون منها الماء
بعد هجرتهم إلى طيبة التي
طيبها الله
بقدوم
صاحب الرسالة
صلوات الله وسلامه عليه،
كما اشترى لهم أرضاً يبنون عليها المسجد الذي هو آخر
مساجد الأنبياء
.
ولم تكن إمداداته هذه
و
مساعداته لعامة
المسلمين
ومصالحهم ؛ مثل تجهيز
جيش العسرة
وغيرها فحسب ، بل كان خيراً، جواداً، كريماً،
منفقاً الأموال
وناثرها ،حتى على الخاصة كما كان على العامة.
وهو الذي ساعد
عليًا
في زواجه،
وأعطاه جميع النفقات كما يقر بذلك
علي
بن أبي طالب رضي الله عنه بنفسه
( إني لما تقدمت إلى
رسول الله
طالباً منه زواج
فاطمة
قال لي : بع درعك وائتني بثمنها حتى أهيئ لك ولابنتي
فاطمة
ما يصلحكما، قال
علي
: فأخذت درعي فانطلقت به إلى السوق
فبعته بأربع مائة درهم سود هجرية من
عثمان بن عفان،
فلما قبضت الدراهم منه
و
قبض الدرع مني
قال : يا أبا الحسن! ألست أولى بالدرع منك
و
أنت أولى بالدراهم مني؟
فقلت : نعم،
قال : فإن هذا الدرع
هدية مني
إليك، فأخذت الدرع
و
الدراهم
و
أقبلت إلى
رسول الله
فطرحت الدرع
و
الدراهم بين يديه،
و
أخبرته بما كان من أمر
عثمان
فدعا له
النبي
بخير ) .
["المناقب" للخوارزمي ص252، 253 ط نجف، "كشف الغمة" للأربلي ج1 ص359، و"بحار الأنوار" للمجلسي ص39، 40 ط إيران].
ولأجل ذلك كان ابن
عم رسول الله
عبد الله بن عباس
يقول: (
رحم الله
أبا عمرو (
عثمان بن عفان
) كان والله
أكرم الحفدة
و
أفضل البررة،
هجاداً
بالأسحار،
كثير الدموع
عند
ذكر النار،
نهاضاً عند كل
مكرمة، سباقاً إلى كل منحة،
حبيباً
، أبياً،
و
فياً :
صاحب جيش العسرة،
خِتن رسول الله
)
.["تاريخ المسعودي" ج3 ص51 ط مصر، أيضاً "ناسخ التواريخ" للمرزه محمد تقي ج5 ص144 ط طهران].
وقد أشهده رسول الله
فيمن أشهدهم على
زواج
علي
من فاطمة
– كما سبق – حيث يروي
الشيعة
عن أنس ( أنه قال له عليه الصلاة والسلام :
انطلق فادع لي
أبا بكر
و
عمـر
و
عثمان
…..
وبعددهم من الأنصار، قال : فانطلقت فدعوتهم له، فلما أن أخذوا مجالسهم قال .. إني أشهدكم أنى قد زوجت
فاطمة
من
علي
على أربعمائة مثقال من فضة
)
.["كشف الغمة" ج1 ص358، أيضاً "المناقب" للخوارزمي ص252، و"بحار الأنوار" للمجلسي ج10 ص38].
ويفتخر الشيعة بأن
رسول الله
زوج
عليًا
إحدى
بناته
، وأدخله بذلك في أصهاره وأرحامه،
وهذا الذي جعلهم يقولون بأفضليته
و
إمامته
و
خلافته بعده،
فكيف بمن
زوجه رسول الله
ابنتين
من بناته ؟!
وهو
عثمان
رضي الله عنه ، حيث تزوج رقية
بنت النبي
بمكة،
و
بعد وفاتها
زوجه رسول
الله
ابنته الثانية
أم كلثوم
رضي الله عنها
، كما يقر
ويعترف بذلك علماء
الشيعة
أيضاً،
فها هو المجلسي يذكر ذلك في كتابه "حياة القلوب" نقلاً عن ابن بابويه القمي بسنده الصحيح المعتمد عندهم بقوله :
( إن
رسول الله
ولد له من خديجة القاسم، وعبد الله الملقب بالطاهر،
و
أم كلثوم،
و
رقية،
و
زينب،
و
فاطمة،
و
تزوج
علي
من فاطمة،
و
أبو العاص بن ربيعة من
زينب
، وكان رجلاً من بني أمية ، كما تزوج
عثمان بن عفان
أم كلثوم
وماتت قبل أن يدخل
بها،
ثم لما أراد
الرسول
خروجه إلى بدر زوّجه من
رقية
) .
["حياة القلوب" للمجلسي ج2 ص588 باب 51].
وأورد الحميري رواية عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : (
لرسول الله
من خديجة: القاسم والطاهر
و
أم كلثوم
و
رقية
و
فاطمة
و
زينب،
فتزوج
علي
عليه السلام
فاطمة
عليها السلام،
و
تزوج أبو العاص بن ربيعة وهو من بني أمية
زينباً،
و
تزوج
عثمان بن عفان
أم
كلثوم
ولم يدخل بها حتى هلكت، وزوجه
رسول الله
مكانها
رقية
) .
["قرب الإسناد" ص6، 7].
وروى مثل هذه الرواية العباس القمي في "منتهى الآمال" عن جعفر الصادق، والمامقاني في "تنقيح الرجال" ["المنتهى" ج1 ص108، "التنقيح" ج3 ص73].
وأقر بذلك الشري حيث كتب :
( وما كان
عثمان
دون الشيخين صحبة
و
لا سابقة، فهو من المسلمين الموقرين،
و
هو صهر
الرسول
مرتين،
تزوج ابنة الرسول رقية،
وولد له منها ولد، عبد الله توفي
و
عمره ست سنين وكانت أمه توفيت قبل وفاته،
وزوجه
النبي
بنته الثانية أم كلثوم،
فلم تلبث أم كلثوم معه طويلاً
و
توفيت في أيام أبيها ) .
[كتاب "أمير المؤمنين" لمحمد جواد الشيعي تحت عنوان علي في عهد عثمان ص256].
ولقد ذكر المسعودي تحت ذكر أولاده
:
(
وكل أولاده من خديجة خلا إبراهيم وولد له
القاسم، وبه كان يكنى وكان أكبر بنيه سناً،
و
رقية
و
أم كلثوم،
و
كانتا تحت عتبة
و
عتيبة ابني أبى لهب (عمه) فطلقاهما لخبر يطول ذكره فتزوجهما
عثمان بن عفان
واحدة بعد واحده
) .
["مروج الذهب" ج2 ص298 ط مصر].
هذا ولقد
شهد بذلك علي بن أبي طالب أيضاً ،
حيث قال مخاطبًا عثمان : (وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب بأولى بالعمل منك،
وأنت أقرب إلى رسول الله
-
-
وشيجة رحم منهما، وقد نلت من صهره ما لم ينالا) .
["نهج البلاغة" تحقيق صبحي صالح ص234].
هذا وقد أنزله
رسول الله صلى الله عليه وسلم
بمنزلة الفؤاد كما رووا عنه أنه قال (
إن
أبا بكر
مني بمنزلة السمع، وإن
عمـر
مني بمنزلة البصر، وإن
عثمان
مني بمنزلة الفؤاد ) .
["عيون أخبار الرضا" ج1 ص303 ط طهران].
ولقد مدحه جعفر الصادق بقوله
: ( ينادي مناد من السماء أول النهار ألا إن
علياً
صلوات الله عليه
و
شيعته
هم الفائزون،
قال: وينادي مناد آخر النهار ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون )
.
["الكافي في الفروع" ج8 ص209].
ويبين جعفر أيضاً
مقام
عثمان بن عفان
عند
رسول الله
،
وثقته فيه،
و
نيابته عنه،
و
إخلاص عثمان
للنبي
عليه السلام
و
الوفاء
و
الاتباع له ، كما يبين إحدى الميزات التي امتاز بها
عثمان
دون غيره،
وهي جعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم
إحدى يديه
لعثمان،
و
بيعته بنفسه عنه، وذلك في قصة صلح الحديبية حيث يقول :
( فأرسل إليه
رسول الله
، فقال :
انطلق إلى قومك من المؤمنين فبشرهم بما
و
عدني ربي من فتح مكة، فلما انطلق
عثمان
لقي أبان بن سعيد فتأخر عن السرج فحمل
عثمان
بين يديه ودخل
عثمان
فأعلمهم وكانت المناوشة، فجلس سهيل بن عمرو عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم
وجلس
عثمان
في عسكر المشركين وبايع
رسول الله
المسلمين، وضرب بإحدى يديه على الأخرى
لعثمان،
وقال المسلمون :
طوبى
لعثمان
قد طاف بالبيت
و
سعى بين الصفا
و
المروة وأحل،
فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم
: ما كان ليفعل،
فلما جاء
عثمان
قال له
رسول الله
:
أطفت بالبيت؟
فقال :
ما كنت لأطوف بالبيت
ورسول الله
صلى الله عليه وسلم
لم يطف به،
ثم ذكر القصة وما فيها )
.["كتاب الروضة من الكافي" ج8 ص325، 326].
فهل هناك طاعة فوق هذه الطاعة ؟!
حيث دخل الحرم ولم يطف بالبيت لأن سيده ومولاه
رسول الله
عليه الصلاة والسلام لم يطف به.
وذكر مثل ذلك المجلسي في كتابه "حياة القلوب" قال : (
لما وصل الخبر إلى
رسول الله
بأن
عثمان
قتله المشركون. قال
الرسول
: لا أتحرك من ههنا إلا بعد قتال من قتلوا
عثمان
،فاتكأ بالشجرة،
و
أخذ البيعة لعثمان.. ثم ذكر القصة بتمامها
) .
["حياة القلوب" ج2 ص424 ط طهران].
مبايعة
علي
لعثمان
رضي الله عنهما
:
وكان
علي
يرى صحة إمامته وخلافته لاجتماع
المهاجرين
و
الأنصار
عليه، وكان يعد خلافته
من الله رضى،
ولم يكن لأحد الخيار أن يرد بيعته بعد ذلك،
أو
ينكر إمامته حاضراً كان
أم
غائباً ؛ كما قال في إحدى خطاباته رداً على
معاوية بن أبي سفيان
رضي الله عنهما
: (
إنما الشورى للمهاجرين
و
الأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان لله رضى، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن
أو
بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين
وو
لاه الله ما تولى
) .
["نهج البلاغة" ص368 تحقيق صبحي].
وكان أحد الستة الذين عينهم
الفاروق
ليختار منهم خليفة المسلمين وأمير المؤمنين،
و
لما بايعه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بعد ما استشار أهل الحل
و
العقد من المهاجرين والأنصار،
ورأى بأنهم لا يريدون غير
عثمان بن عفان
رضي الله عنه بايعه أول من بايعه، ثم تبعه
علي بن أبي طالب
رضي الله عنه :
(
فأول من بايع عثمان عبد الرحمن بن عوف ثم
علي بن أبي طالب
)
. ["طبقات ابن سعد" ج3 ص42 ط ليدن، أيضاً "البخاري" باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان].
ويذكر ذلك
علي
رضي الله عنه بقوله : (
فبايعتم
عثمان
فبايعته
) .
["الأمالي" للطوسي ج2 الجزء18 ص121 ط نجف].
وكان من المخلصين الأوفياء له، مناصحاً:
مستشاراً
،
أو
قاضياً
،
كما كان في خلافة
الصديق
و
الفاروق
، ولقد بوب محدثو
الشيعة
ومؤرخوها أبواباً مستقلة ذكروا فيها أقضية
علي
في خلافة ذي النورين رضي الله عنهم أجمعين.
ولقد ذكر المفيد في "الإرشاد" تحت عنوان "قضايا
علي
في زمن إمارة
عثمان"
عدة قضايا حكم بها
علي
ونفذها
عثمان
رضي الله عنه فيقول
:
(
إن
امرأة
نكحها شيخ كبير فحملت، فزعم الشيخ أنه لم يصل إليها
و
أنكر حملها،
فالتبس الأمر على
عثمان
،
وسأل
المرأة
هل افتضك الشيخ؟
وكانت بكراً قالت :
لا
، فقال
عثمان
: أقيموا عليها
الحد،
فقال له أمير المؤمنين
عليه السلام : إن
للمرأة
سمين سم للمحيض
و
سم للبول، فلعل الشيخ كان ينال منها فسال ماؤه في سم المحيض، فحملت منه،
فاسأل الرجل عن ذلك؟
فسئل، فقال : قد كنت أنزل
الماء
في قبلها من غير
و
صول إليها بالافتضاض
فقال أمير المؤمنين
عليه السلام : الحمل له
و
الولد ولده، ورأى عقوبته على الإنك
ار
فصار
عثمان
إلى
قضائه
بذلك وتعجب منه ) .
["الإرشاد" ص122، 113 ط مكتبة بصيرتي قم ، إيران].
وأيضا
(
إن رجلاً كانت له سرية فأولدها ثم اعتزلها
و
أنكحها عبداً له ثم توفي السيد فعتقت بملك ابنها لها
و
ورث ولدها زوجها، ثم توفي الابن فورثت من ولدها زوجها فارتفعا إلى
عثمان
يختصمان تقول : هذا عبدي
و
يقول : هي امرأتي،
و
لست مفرجاً عنها، فقال
عثمان
: هذه مشكلة ،
و
أمير المؤمنين حاضر ، فقال عليه السلام
:
سلوها هل جامعها بعد ميراثها له ؟
فقالت :
لا، فقال : لو أعلم أنه فعل ذلك لعذبته، اذهبي فإنه عبدك، ليس له عليك سبيل، إن شئت أن تسترقيه
أو
تعتقيه أو تبيعه فذلك لك
) .
["الإرشاد" ص113].
وروى الكليني عن أبي جعفر محمد الباقر أنه قال :
( إن الوليد بن عقبة حين شهد عليه بشرب الخمر
قال عثمان
لعلي
عليه السلام :
اقض بينه وبين هؤلاء الذين زعموا أنه شرب الخمر
، فأمر
علي
عليه السلام فجلد بسوط له شعبتان أربعين جلدة ) .
["الكافي في الفروع" ج7 ص215 باب ما يجب فيه الحد من الشراب].
وقد ذكر اليعقوبي ( أن الوليد لما قدم على
عثمان
،
قال : من يضربه؟
فاحجم الناس لقرابته وكان أخا
عثمان
لأمه،
فقام
عليّ
فضربه )
.
["تاريخ اليعقوبي" الشيعي ج2 ص165].
و
لا يكون هذا الفعل
و
العمل إلا ممن
يقرّ
و
يصحّح خلافة الخليفة،
ويتمثل أوامر الأمير،
و
يشارك الحاكم في حكمه، وكان
علي
بن أبي طالب
و
أولاده، وبنو هاشم معه،
يطاوعون الخليفة الراشد الثالث
عثمان بن عفان
رضي الله عنه
.
ويدل على ذلك قول
علي
رضي الله عنه لما أراده الناس على البيعة
بعد استشهاد الإمام المظلوم
ذي النورين
رضي الله
عنه، (
دعوني
و
التمسوا غيري
و
إن تركتموني فأنا كأحدكم،
و
لعلّي أسمعكم
و
أطوعكم لمن
و
ليتموه أمركم
)
. ["نهج البلاغة" تحقيق صبحي صالح ص136].
يتبـــــــــــــع
الرجــاء عـــ
ـ
ــدم إضافــــة رد
فارس مغوار
مشاهدة الملف الشخصي
البحث عن المزيد من مشاركات فارس مغوار