بسم الله الرحمن الرحيم
الشيء الذي لم أكن أتوقعه أنني سأكوِّن شريحة كبيرة من العلاقات و المعارف و الصداقات عبر أثير هذه الشبكة ، لا أدري لماذا و لكن ربما لطبيعة تكوينية ذاتية كنت أراها في نفسي ، فهي لا تحب توسيع دائرة العلاقات ، و لكن هذه الطبيعة انكسرت لما تغلغلت في متاهات الشبكة العنكبوتية ، و صرت عندي محسني الظن كاتبًا .
الزيارات الأولى في المنتديات تتعامل مع معرفات هي بمثابة الأقنعة للمجاهيل ، فكنت أرى مشاركات العضو الفلاني ذا الطابع الشرس في كتاباته ، فتنقدح في ذهني صورة نمطية عن كل التفاصيل ، حتى إذا ما رأيته ذابت كل التوقعات و تلاشت ..!
لقد تجرأت على لقاء هؤلاء المستترين ، بعد أن تقنعوا بأقنعة المجاهيل ، ها أنا أطل عليهم و يطلون علي كل حين و يحضرون على البال كل آن ، ليُصبح جزء منهم من أسس حياتي ، و من أعمق صداقاتي التي شرفت بها ، و حسبنا أننا اجتمعنا على الكلمة الطيبة ، و تداول الحرف و تجاذب قضايا الفكر و الواقع و المجتمع و الأمة ، و ماضين في عرض المواهب و الفنون في هذه المنتديات .
عشت معهم و عاشوا معي في المسرَّات و المضرَّات ، على قلب واحد يعضدون في الشدائد و يساندون ، و يباركون في الأفراح و يشاركون ، و هذه تجربتي الشخصية مع الأنقياء .
تجربة رائعة أعدها مكسبًا من مكاسب الحياة ، فقد اختصرت هذه التجربة دوائرَ من الزمان ، و طوت لي مسافات من الأرض ، لولاها لبقيت دهوراً لم أظفر بكم من هؤلاء الطيبين ، و كل ما حلق بي فكري لاستعراض أسمائهم و أعيانهم بقيت أسرد قائمة تطول جداً و كلي أمل ألا تنتهي .
[poem="type=0 font="bold medium 'simplified arabic', arial, helvetica, sans-serif""]يا صحبة في الله تحلو الحياة بهم = و ينجلي همها والجرح يندملُ
لي أخوة حبهم في الروح متصل = والفكر فيهم وإن غابوا المنشغلُ
فارقتهم جسدا والقلب بينهم = والشوق في قلبي يخبو ويشتغلُ[/poem]
فالحمد لله أنني تجرأت على اللقاء بهؤلاء ، فوجت قلوبهم أنقى من النقاء .
::: بإمكانكم أن تتحفوني بعنوان آخر لما قرأتموه :::
أخوكم / عبدالله