استقر حبكَ في سويداء قلبها , فصنعت لك نسيجًا من الراحة والسرور , وجعلت من نفسها طوق نجاة يحميك من أمواج الحياة , وعواصف الدهور .. !
تضحك حينما تراك ضاحكًا .. وتبكي لورأتك باكيًا .. تبذل لك الغالي والرخيص من أجل أن تعيش مرتاحًا ..!
رعتك صغيراً , وتولتك كبيراً .. فلن تجد قلبًا كقلبها .. ولن تلاقي حنانًا كحنانًا .. الأم قد أجمعَ الناس قاطبة على أنها الحضن الدافئ , ومَنبَع الرفق والحَنَان
قد قذف المولى في قلبها الرحمة والشفقة , فلله درهـا وأطال الله بعمرها ..
وإذا أردت أن تعرف قدرها فتأمل فيمن فقدها, إنَّ عيشه ناقص وحياته متكدرة , فرحم الله كل أمٍ , وجمعها الإله مع أبناءها وأحبابها .
الأم هـي اللطف , والرقة والعطاء , والسماحة والوفاء , والبذل والسخاء
أقلت فوق عاتقها المصاعب , وتجشمت عناء الحمل والمتاعب
كل ذلك لترى قرير عينها مستهلاً بـاسـما..!
هي قاموس الفضائل , ومعاني الاحسان .. تقابل الاساءة بالصفح , والجفاء بالوصل .. !فما أمجد أخلاقها ؛ وأفشى معروفها , وما أصفى نوافلها وأندى أناملها
وما أرحب ذراعها , وأبسط كفها , وما أكثر صنائعها وأهنأ فواضلها ..!
لذا جاء الخطاب الرباني بأن تعامل والديك بالتي هي أحسن قال تعالى ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) ..
فجازها بالخير, وقابلها بالفضل , فذاك دين عليك واجب القضاء..!
بإختصار
الأم :
( نَبعُ حَنانِ لاينضَبْ .. وقِصَة حُبِ لاتَنتَهِي ..! )
.