[اليراع الأبيض]

هذا الخُلق فهو خُلق غير سوي و لا ريب و الذي اتخذ السرقة منهجاً له أساء لنفسه قبل إساءته لغيره , فهو خلق تأباه الأنفس الكريمة .

ووجهة نظري في هذا الأمر أن هناك مواضيع أو أطروحات لو نقلها شخص و أنا كاتبها و نسبها لنفسه فلن اعاتبه حتى و لو كنت في نفس الموقع الذي نقلها منه فذلك يشجعني على المزيد كما أني أسعد بكثرة القراء المستفيدين من هذا الموضوع إضافة إلى أن المنقول ينفر منه القراء في كثير من المواقع فلذلك نسبة هذا الأمر إليه قد يكون لي أعظم أجراً و أكثر نفعاً مما لو ذيّله بـ ( منقول ) كما أنه أبعد للرياء و أقرب للإخلاص و يختلف باختلاف الموضوع فهناك مواضيع لا يجدر بأحد نقلها إلا بعد ذكر المصدر و الكاتب كمواضيع الشعر و الأدب و لكن كثير من كتابتنا تحتوي الفائدة أو النصيحة أو غيرها مما يحتاجه المسلمون و ذلك ما أعنيه فيما أسلفت .

وما كتب لله فهو ما يبقى و ما كتب لغيره فهو ما يفنى و يضيع و لا نجد منه إلا هباء الإطراء .

و يجب أن نعلم أننا و نحن ننادي بثقافة الحقوق أو حفظ الحقوق كنا و لا زلنا أول من نقض هذا الميثاق في حياتنا و تعاملنا مع الآخرين , و لنلق نظرة سريعة على كثير من الحواسيب أو نحصي عدد السيديات المنسوخة أو البرامج المكسورة الحماية لنرى ذلك جلياً .

يحكي الفضيل بن عياض - رحمه الله - أنه كان في الحرم، فجاء خراساني يبكي، فقال له: لماذا تبكي؟ قال: فقدت دنانير، فعلمت أنها سرقت مني، فبكيت.
قال: أتبكي من أجل الدنانير؟ قال: لا، لكني بكيت، لعلمي أني سأقف بين يدي الله أنا وهذا السارق، فرحمت السارق، فبكيت.


بارك الله فيك أختي الكريمة