[قاهر الروس]

.
.

الأخُ الفَاضِلْ فِكْر وَاعيْ ، عَلَّ اللهُ أَنْ يَجْعَلَ أَفْكَارَنَا وَاعيَةً بِمَا يُحَكِّمُهُ شَرْعُهُ

القَذْفُ لا أَحَدَ يَرْضَاهـُ فَهُو ذَنْبٌ عَظيمٌ تَوَعَّدَ اللهُ سُبْحَانَهُ وتَعَالى مَنْ تَهَاونَ بِهِ ، وَمَنْ قَذَفَ عَليْهِ أَنْ يُذْبِتَ ذَلِكَ بِأدِلَّتِهِ وَأَيْضَاً مَنْ تَدَاعَى أَنَّ اَحَدٍ قَذَفَهُ عَليْهِ مِثْلُ ذَلِكْ ، وَ يَجِبُ أَنْ نُفَكِّرَ أَنَّ هُنَاكَ أَمْثِلَةٌ للقِيَاسِ لا للقَذْفِ وَتَخْتِلَفُ بِيئة العُقولِ في فِهْمِهَا وَلَن يُحَاسِبَنَا اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى بِتَفْكيرِ غَيْرِنَا أَهُوَ قَذْفٌ أَمْ لا .

ثُمَّ أَيُّهَا الكَريمُ لَمْ نَضْرِبُ بِالمَلامَةِ عَلى جِنْسٍ وَنَتْرُكُ آخَرْ ، فَالبيئَةُ التيْ قَامَتْ عَليْهَا هَذهـِ المِهْنَةُ مُشْتَرَكةٌ في هَذا السُّوءِ ، ودَليلُ ذَلِكَ المُمَرِّضينَ يَلومونَ المُمَرِّضَاتْ ، والمُمُرِّضَاتُ يَلُمْنَ المُمَرِّضينْ ، وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهلِهَا .

أَمَّا أَنَّ المُشْكِلَةَ في العُقولِ التيْ " تتميلح " حِينمَا يَرَى الفَتَاةْ ، فَحَقٌّ للهِ أَنَّ التيْ سَتَسْتِرُ نَفْسَهَا تَمَامَ السِّتْرِ لَنْ تَجِدَ أَحَداً يُضَايِقُهَا ، فَهُنَّ مَنْ يَجلِبُ ذَلِكَ عَلى أَنْفُسِهِنَّ .
وَكَلامُكَ هُو مَرْبَطُ الفَرَسْ ، فَحينمَا نَرَى المُشْكِلَة يَجبُ أَوَّلاً أَنْ نَعرِفَ الأسْبَابْ التيْ سَبَّبَتْ ذَلِكْ ، وَالمُرَاهِقينَ والسُّذَّج مِنْ الشَّبَابِ لَنْ يَتَجَرَّا حَتى يَرَى شَيْئَاً يَدْفَعُهُ لِذَلِكْ فَهُو يَرَى تَغَنَّجٌ بِالكلامِ وتَمَايُلٌ في المِشْيَة ، وتَعَطُّرٌ ، وَجُرْأةٌ بَيْنَ الرِّجَالْ ، وَلَنْ أَضْرِبَ كَامِلَ المَلامَةِ عَلى هَذا المُرَاهِق المسكينْ ، فَاللهُ أَمَرَ النِّسَاءَ عَلى إِخْفَاءِ الزِّينَة التيْ تَجْلُب لَهَا المَفَاسِدَ وَالمَضَار قَائِلاً : [ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ] وَمَاذاَ عَنْ الزِّينَة بَلْ الفِتْنة التيْ تُكْشَفُ وَيُجَاهَرُ بِهَا .

.
.