.
بِسم الله الرّحمنِ الرّحيمِ ،
وفجعنا فيروزُ لا درَّ درهُ ... بأبْيَضَ يَتْلُو المُحْكَمَاتِ مُنِيبِ
رؤوفٍ على الأدنى غليظٍ على العدا ... أخي ثقة ٍ في النائباتِ نجيبِ
متى ما يقلْ لا يكذبِ القولَ فعلهُ ... سريعٍ إلى الخَيْرَاتِ غَيْرِ قَطُوبِ
[ حسّـانُ بن ثابتٍ رضيَ اللهُ عنهُ ]
،
» رضيَ اللهُ عنهُ وأرضَاه ، وجعَل الجنّة متقلبهُ ومثواهُ ،
هو القائلُ : " إنّا قومٌ أعزَّنا اللهُ بالإسْلامِ ، فلنْ نلتمسَ العزّة بغيرِهِ " ،
» كان إسْلامُهُ فتحًا ، وهجرتُه نصرًا ، وإمارتُه رحمةً ، شدَّ اللهُ به الدّينَ ،
وَأيدَ بهِ المؤمنينَ ، فصاروا على الحقِّ ظاهرِينَ ،
» كانَ يفرُّ منْ طَريقهِ الشّيطانُ ، وتسكتُ عندَ حضورهِ مَهابةً النساءُ والولدانُ ،
أجرَى اللهُ الحقَّ عَلى قَلبهِ وَلسَانِه ، فَوافقَ ربَّه في كتَابهِ : فِي الحجابِ ،
وأسرَى بَدرٍ ، وَفي مَقامِ إبراهيمَ ، وَتحريمِ الخَمرِ ، وَتفرّدَ - رضيَ اللهُ عنهُ –
مِن بينِ الصَّـحَابةِ العُدولِ الأثباتِ بروايةِ حَديثِ : " إنَّما الأعمَالُ بالنيَّاتِ " ،
» وهوَ أفضلُ الصَّحابةِ بَعدَ أبي بكرٍ – رضيَ اللهُ عنهُ – ، وَكثيرًا ما كانَ يسابقهُ في الخيراتِ ،
فيسبقهُ أبو بكرٍ ، تصدَّقَ ذاتَ يومٍ بنصفِ مالِهِ ، فوجدَ أبا بَكرٍ قدْ تصدَّقَ بمالهِ كلَّه في سبيلِ اللهِ ،
وَمن يُطيقُ ذَلكَ غيرُهما – رضيَ اللهُ عنهُمَا - ؟
» هَاجرَ معَ المُهاجرينَ الأوّلينَ ، وَشهدَ بدرًا وبيعةَ الرّضوانِ ، وَكانَ أشدَّ النَّاسِ فِي
الدّينِ وَما سبقَ من سبقَهُ إلا بالزّهدِ واليقينِ ؛ عنْ سعدِ بنِ أبِي وَقّاصٍ - رضيَ اللهُ عنهُ –
قَالَ : " أمَا واللهِ ! مَا كانَ بأقدَمِنَا إِسلامًا ، وَلا أقدَمِنَا هجرةً ، وَلكنْ قدْ عرفتُ
بأيّ شيءٍ فضّلنَا ، كَانَ أزهدَنا فِي الدّنيا - يعْني عمرَ بنَ الخَطّابِ - " ،