05-02-2010, 02:52 AM
|
#3
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2009
البلد: .O N: N:
المشاركات: 707
|
كنتُ ليلاً معْ أميرِ المؤمنينْ ... عمرَ الفاروقِ ذي القدرِ المكينْ
صاحبِ الدرّة ثاني الرّاشدينْ ........ منْ به اللهُ أعزّ المسلمينْ
فقَووا حتى أذلّوا المُشرِكينْ ،
وإذا نارٌ أضَاءتْ سَحَرا ... قالَ يا أسلمُ قمْ مَاذا أرَى
علّهم ركبٌ يريدُون القِرى ... فخرَجنا وهوَ كالسّهمِ انبرَى
ودَنونا مِن خِباء مُصطلينْ ،
فإذَا بامرأةٍ قدْ نصَبتْ ... قِدرهَا بينَ عيالٍ أعوَلتْ
ثمَّ حيّينَا فردّتْ واستَوتْ ... قالَ هل أدنوُ فقالتْ إنْ أردتْ
فبخيرٍ أو دع القلبَ الحزينْ ،
قالَ ما بالُ العيالِ تصرخُ ؟ ... قالتِ الجوعُ وإِنّي أنفخُ
أوهِمُ الصّبيةَ أنّي أطبخُ ... علّهمْ من بعدِ ذَا أنْ يفْرَخوا
ويَناموا حولَ قِدري جَائعينْ ،
يا لنارٍٍ أضرمتْ في الأضلعِ ... أحرَقتْ قلبِي وَأجرَتْ مَدْمعِي
بيننَا اللهُ وبينَ الأصلعِ ... هَا أنا مِن فرطِ جوعِي لا أعِي
بينَ نَوْحٍ وبكاءٍ وأنينْ ،
قالَ يا أمّاه منْ أدرَى عُمَر ! ... بكِ قالتَ ذَاكَ أدَهى وَأمَرّ
منْ تولَّى أمرَنا لا يستقرّ ... ينبرِي للناسِ في قَرّ وحرّ
يسمَعُ الشّاكي ويُؤوي البائِسينْ ،
وَي, لعَمري كيفَ يرعَى وينَامْ ... ليسَ هَذا منْ قوانينِ الأنامْ
منْ سَهَا عَن نوقِهِ جُنحَ الظّلامْ ... يتولّى رَعيَهَا رَاعِي الحِمامْ
إنّما هَذا جَزاء الغافلينْ ،
وَلقد أصغَى لهَا منْ غَير ضِيقْ ... وَهوَ بالإصغاءِ للشّكوى خليقْ
فمضَى بي ذَلكَ الشّيخُ الشّفيقْ ... يُسرِعُ الخَطوَ إلى دَارِ الدّقيقْ
فَأتَى مِنهَا بدُهنٍ وَطحينْ ،
ثمَّ قَال احمِل عَليّ , قلتُ : وَي ! ... بَل أنَا أَحملُ , قَالَ احمِلْ عَليّ
قلتُ : عفوًا , قالَ هل مِنكمْ فتيّ ... يَحملُ الأوزارَ عنّي يا أخَيّ ؟
يومَ يُؤتَى بي لرَبّ العَالمينْ ،
وَسَرى الفاروقُ خوفَ النّقمةِ ... فِي الدّجَى يحملُ قُوتَ الصّبيَةِ
وَهوَ ممّن بُشّروا بالجَنّةِ ... لا يَرى فِي حَملِهِ مِن حِطّةِ
بلْ قِيامًا بِحقُوقِ المُسلِمينْ ،
فَمضى بِي مُسرِعًا نحْوَ الصّغَارْ ... فأتينَاهُمْ وَهمْ فِي الانتِظَارْ
وَلفرطِ الجُوعِ بينَ الجنبِ نَارْ ... بَاستعَارٍ مَا لهُمْ منْهَا قَرَارْ
ورَأوْنَا فاشرأَبّوا قَائِمينْ ،
قَالتِ الأُم ّاصْبِروا قَدْ جَاءَنَا ... ذَلِكَ الشّيخُ بما فِيهِ المُنى
وَلقد يسّرهُ اللهُ لنا ... والأميرُ غافلٌ عنْ حقّنا
فِي كتابِ اللهِ بالنّصرِ المُبينْ ،
فدَنَا مِنها برفقٍ وابتِسَامْ ... ودمُوعُ العينِ منهَا فِي انسِجَامْ
قَال قومِي هَيّئِي هَذا الطّعامْ ... مََعنَا إنّ اليَتامى لا تنَامْ
بالطّوَى واللهُ خيرُ الرّازِقِينْ ،
رحمَ اللهُ أبا حفصٍ عُمَرْ ... وسَقى بقعَتهُ صوبَ المَطَرْ
فلقَدْ أبصَرت أسلاكَ الشّررْ ... تلفحُ اللحيةَ منهُ بالسّحرْ
وهوَ مهتَمٌّ بإنضاجِ العَجِينْ ،
قالتِ الأمُّ وقدْ رُمنَا القِيامْ ... وَتركنَا عِندَهَا فضْلَ الطّعامْ
يا رعاكَ اللهُ يا سَاري الظّلام ... تحملُ الأقواتَ للغَرثى الصّيامْ
أنتَ أولى منْ أميرِ المؤمِنينْ ، !
قالَ أي يَرحمُكِ اللهُ اعدِلِي ... واذكُري خيرًا وَلا تسْتعجِلِي
فإذا جِئتِ الأميرَ فادخُلي ... تَجِدينِي قَاعدًا فِي المنزلِ
وعليّ الجِدّ فيمَا تَطلبِينْ ،
وتَنحّى عنهمُ مستَتِرا ... قابضًا مربض آسادِ الشّرى
وأنا أطلبُ تعجيلَ السُّرى ... فإذا هُو مقبلٌ مستبشِرا
شاكرًا للهِ ربّ العَالمينْ ،
قالَ يا أسلمُ قد أسهَرهمْ ... قارصُ الجوعِ بل استعبَرهمْ
ولذَا أحبَبتُ أن أبصرهمْ ... في سرورٍ وكذا غَادرَهُمْ
فلقَدْ نامُوا جميعًا باسِمينْ ،
__________________
كنْ في الدنيا كأنك غريب.. أو عابر سبيل !
للتواصل . الرسائل الخاصة
|
|
|