الســـلام عليكـــم ورحمة الله وبركــــاته
أخي الظـــاهر بيبـــرس ..دعائـــك على من تسبب بإطاحة المساجد هل هو القاصــد للأطاحـــه بها ....أم اللذي لايعلـــم (العبــد المأمـــور) اللذي ينجــز عمله بتفانـــي وكفـــاءة بالعامي نسميهم (المليص والسباك وحق السراميك) اللذين يُعطون أوامر بالعمل ويفعلون مايؤمرون .... إن كان الأول هو مقصدك فأنـــا أؤمن معك (اللهم أميـــــن)
وإن كان الثانـــي فهنـــاك ظلمـــة ونور مفقـــود ...(ماذنبهم) حتى يدعى عليهـــم ...هم قد أعطــوا مخطط ....وماعليهـــم سوى التنفيــــذ
وإن كان المقصـــد صاحب المخطط ..فهنـــا لي ولك وقفـــة هي البداية في ماأود قوله عن زخرفة المساجد ....
وهناك اختــلاف منهــم من أباحهـــا ومنهــم من (كره) ذلك أي (زخرفة المساجد) ...انتبــه لكلمة كره أي لم يحرمهـــا
وهناك فرق بين الكراهيه والتحريــم ..مثال على ذلك ..النبي عليه الصلاة والسلام كره شرب الماء واقفـــاً ..لكنه رُأي وهو يشرب الماء واقفـــاً ..!!
فحديث النبــي عليه الصلاة والسلام في سنن أبو داوود مارواه أنس رضي الله عنه "لا تقوم الساعة حتى يتباهى االناس في المساجد"
اعليه الصلاة والسلام قال (حتى يتباهى)
المباهاة كما جاء في لسان العرب هي
تَبَاهَى يَتَبَاهَى تَباهَ تَبَاهِياً [بهو وبهي]: تفاخر؛ إنهم يتباهَون بما يفعله أقرانُهم لا بما يفعلونه بأنفسهم.
أي مفاخرة ...ولاأظـــن أن هذه الصفة موجودة بنــــا ..لإني لم أسمع قط أن هناك من بنى مسجـــد للتفاخر والمباهاة أو أن يقال أن فلان قد بنــى مسجد جميـــل ورائع
وأمـــا باقي الأحاديث اللتي ذُم بهــــا زخرفة المساجد ..نجدها مقرونة بتخلي الناس عنهـــا أو المفاخره بها اللتي هي من أنواع الريـــاء أي مابنيـــة إلا من باب أن يقال فــلان بنى مسجد شكله كذا وكذا
أما ماأوردته من قولك أن زخرفة المســـاجد من البدعه ...أتركك مع ماذكـــر في تفسير الطبري ..وقد كتبته لك نصــــاً وبالحرف الواحـــد
((ورُوي عن عثمان رضي الله عنه أنه بنى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالساج ـ شجر يعظم جداً لا يكاد بوجد إلا ببلاد الهند وخشبه أسود رزين لا تكاد الأرض تبليه ـ وحسّنه، قال أبو حنيفة: "لا بأس بنقش المساجد بماء الذهب وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه نقش مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وبالغ في عمارته وتزيينه وذلك في زمن ولايته قبل خلافته ولم ينكر عليه أحد ذلك [تفسير القرطبي 12/267] . ))
ولي أيضــــاً تعقيــب على إيرادك (لتزخرفنها كما زخرفت اليهود النصارى) ..والتعقيــب هو ماذكــره الخطـــابي (لتزخرفنها: لتزيننها، وأصل الزخرف الذهب، يريد تمويه المساجد بالذهب ونحوه، ومنه قولهم: زخرف الرجل كلامه إذا موهه وزينه بالباطل، والمعنى أن اليهود والنصارى إنما زخرفـــوا المساجد عندما حرفوا وبدلوا وتركوا العمل بما في كتبهم، يقول: وأنتم تصيرون مثلهم إذا طلبتم الدنيا بالدين، وتركتم الإخلاص في العمل، وصار أمركم إلى المراءاة بالمساجد والمباهاة في تشييدها وتزيينها)
وجزاك الله خير على ماكتبت ..!!
|