[الوسعة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزي بيبرس لو اردتنا أن نتحدث عن مساجدنا وحالها وحال الأموال التي تصرف فيهامن أجل ترميمه لكان أجدى من أن تتوجه بتبديع من إجتهد في إتقان عمارة المساجد.

أخي ....إن مسألة التبديع مسألة صعبة للغاية والخوف من كل ما هو جديد أمر فطرت عليه البشرية، يذكر لي أحد العلماء الأفاضل مع أن هذا العالم كبير في السن وإمام لأحد المساجد يقول جاءه إثنان ينكرون عليه إستخدام مكبر الصوت يقول إنني سألت أحدهم لماذا يرتدي النظارة فقال من اجل أن أرى، يقول الشيخ فرددت عليه قائلاً إستخدمت مكبر الصوت من أجل أن يسمع الناس. فخروج صوت الإمام بالقرأن أمر يبعث على الطمأئنينة في المنازل ويشجع على المبادرة للصلاة للنساء.

أرجع للحديث عن المساجد التي يتم عمارتها تحت مقالة الفاروق "ولا تحمر" تجد هذه المساجد ما إن ينتهي المقاول من عمارتها، إلا ويبدأ المقاول الأخر بالترميم فهذه دورة مياه إنكسر خلاط الماء فيها وتلك سخانة فيه إلتماس، وهذه نافذة لا تنفتح وتلك مفاتيح كهرباء تم تركيبها عن طريق الخطاء وهذه الجهة من السقف فيه تهريب أثناء نزول المطر....الخ.

لماذا دائماً المساجد عرف أن لها أردى الأصناف من السلع تذهب لصاحب البخور لتشتري بخور فيسالك هل تريد صنف ممتاز أو بخور مساجد!!! لماذا أكوام الغبار على أدراج المصاحف، لماذا دورات المياه يصيبك الإشمأزاز من بعضها لماذا برادات المياه يعيش فيها الطحالب، لماذا المساجد محطات تجارب للمجتهدين" الملاقيف".

أخي غيرتك على الدين أمر محمود لكن لا يعني أن تتعدى هذه الغيرة للتحدث عن في أمور من المحمود الإجتهاد في إتقانها وتوفير وسائل الراحة فيها من اجل أن يجد المصلي أو المتعبد الجو المساعد لذلك، أضن أنه لا احد ينكر أن المكان الجميل والنظيف محبب للنفس البشرية، أنظر كيف تجتهد في إختيار أثاث منزلك و كيف تجتهد في إختيار نوعية السيارة التي تركبها، لماذا يجتهد الشاب في إختيار النوعية الجميلة من الملابس. ألم يكن من الأفضل ومن الأولى أن تجتهد في أماكن العبادة لتكن أكثر راحة وجذب للمتعبدين.

أخي إن الخاشع في صلاته لن تشده أو تثنيه مثل ملاحظاتك عن الخشوع، لأنه لم يأتي للمسجد وللصلاة إلا بقلب الخاشع فالرسول صلى الله عليه وسلم قال "إمشو وعليكم السكينة"، فالذهاب كان بشيئ من السكينة تهيئاً للقاء الله، أما من جاء للمسجد بقلب مملوء بمشاغل الدنيا فلن يدفعه للخشوع مسجد من طين أو هصير، إن الخشوع دافعه فردي ليس كما ذكرت.

شكراً مرة أخرى وأرجوا أن تعيد النظر في مسألة التبديع لأن هذا أمر ليس بالسهل وستسأل عنه أمام الله عز وجل. لذلك أقول لك من باب النصح ان تناقش احد العلماء في هذا الموضوعن فما المانع أن تناقش الشيخ صالح الونيان في بدعية هذه الأمور ولا سيما أن ما المسجد الذي تتحدث عنه أن إمامه الشيخ صالح.