وداعاً يا أسدَ الجهادِ ! رثاء
وداعاً يا أسدَ الجهادِ !
[gl]في رثاءِ الدكتورِ : عبدِ العزيزِ الرنتيسي رحمهُ اللهُ [/gl]
[shdw]صالح بن علي العمري - الظهران[/shdw]
اللهُ حسبي.. والحشا يتحـــرقُ * * * والجرحُ ينزفُ.. والمرارةُ تخنقُ
واللهُ حسبي .. والردى متطـاولٌ * * * وقلوبنا بيد العِدا تتمــزّقُ
والله حسبي عنــد كل جليلــة ٍ * * * والله يقبضُ من يشاءُ ويَخْلُقُ
آمنت بالرحمــن جـلّ جلالــه * * * والصبرُ أجدرُ بالمصابِ وأليقُ
آمنت بالله الكريــم، وحكُمــه * * * عينُ الرضــا، وهو الأبرُّ الأرفقُ
يا روضة الإسراء يا أرض الرضا * * * ريحُ الجنان بأرضكم تتألقُ
الله أكبرُ.. قدُســنا متســائلٌ * * * أين الكُماةُ .. وأين أين الفيلقُ؟!!
الله أكـبرُ والدِّمــا فـــوّارةٌ * * * وجيوشنا مخنوقةٌ لا تنطقُ
الله أكبرُ .. أمتي مســـحوقةٌ * * * والوغدُ يُرْعِدُ للنزالِ ويُبْرقُ
خرساءُ.. والخنزيرُ في أجسادها * * * يفري.. ويطربُه اللسانُ الأذلقُ!
[gl]عبدالعزيز[/gl]: وثار جسـمُك ثورةً * * * في وجه كل منافق يتشدّقُ
[gl]عبدالعزيز[/gl]: وفي الشهادة مولدٌ * * * والمسكُ من جسد المجاهد يعبقُ
اخلع ثياب الأرض في ساح الفدا * * * والبس.. فهذا سندسٌ واستبرقُ
[gl]عبدالعزيز[/gl] : وللشهيد منازلٌ * * * أولى به بين الأنام وأخلقُ
[gl]عبدالعزيز[/gl]: وفيك تأتلفُ الرؤى * * * ويهيجُ غصنُ الأمنيات ويورقُ
[gl]عبدالعزيز[/gl] : ومنك يمتليء المدى * * * عزّا.. وينتفضُ الكيانُ المُطْرقُ
أ لَحِقْتَ شيخك؟! لم تُطق من بعده * * * عيشا .. فيا للجمع حين يحلّقُ!!
لهفي عليك.. وكلُّ شعبك لهفةٌ * * * فجراح أمتنا بمثلك أعمـقُ
لهفي على قلبٍ توثّقَ بالتُّقى * * * وشجاعةٍ دينيّةٍ لا تُسْبقُ
لهفي على عزمٍ بقلبك حزمُه * * * وبيانُه وبنانُه والمنطقُ
أسدَ الجهاد: وفي خطابك نبرةٌ * * * شمّاء تلهج بالشموخ فتصدقُ
المرجفون تعثّـرت كلماتهم * * * وعلى مقالك من جهادك رونقُ
والمخلصون على ركابك ردّدوا * * * لحن الفداء.. إذا انتخى المتفيهقُ
اخترت في ثغر البسالة منبرا * * * سامٍ.. وقد كذب الدَّعيُ المُلْصَقُ
ووقفت دون القدس وقفة واثقٍ * * * والعروة الوثقى أعزُّ وأوثقُ
وبنيت للأجيال أجمل قــدوةٍ * * * والصدقُ أظهرُ في البناء وأسمقُ
وحُماة يعرب غضّــةٌ أجسادُهم * * * باعوا الضلالة بالهدى وتزندقوا
صمتوا !! وهم أهل الضجيج مهابةً * * * والصمتُ في عين المقالة يوبقُ
تسعون عاما يا حُمَاةُ.. عيونُكم * * * مغشيّةٌ .. وقلوبكم لا تخفقُ
تسعون عاما يا حماةُ.. عدوكُم * * * مستأسدٌ.. وعقيدُكم لايصدقُ
تسعون عاما يا حماة وشعبُكم * * * عبَّ الترابَ.. وشملُكم متفرقُ
تسعون عاما والملاجيء تشتكي * * * والعرضُ يهتكُ، والبراءةُ تُزهقُ
تسعون عاما والأُسارى قد ذووا * * * من سوط جلاّدٍ .. وقيدٍ يُرهقُ
تسعون عاما والخيانةُ شرعةٌ * * * والظلمُ فاشٍ .. والمواردُ تُسرقُ
بطرَ اليهودُ على الزمان، وبيننا * * * قدرٌ من الباري وعهدٌ موثقُ
[gl]عبدالعزيز[/gl] .. أيا ابن رنتيسَ العُلا * * * وعلى وداعك مدمعٌ مترقرقُ
ذكراك فينا عـزّةٌ وبســالةٌ * * * ولسوف يذكرك الزمانُ فيصدقُ
ذكراك فينا رمــز كل فضيلةٍ * * * هي هاطلٌ يحيي، وغصنٌ مورقُ
اذهب إلى العيش الفسيـح مبجّلا * * * وانعم.. فعيشُ الخائفين الأضيقُ
في ذمة الله الكريم طلائــعٌ * * * خطبوا من الله الجنان فأصدقوا
ظنَّ العـدوُ بأن موتَك موتُنا * * * وهو الشهادةُ والصباحُ المشرقُ !
والسلام عليكم ورحمة الله
اخوك
الجنوب(الشمال)
|