بسم الله الرحمن الرحيم
كثيراً ما نضطر في بعض المواقف إلى استعراض هذا السؤال ، و الوقوف على أعتابه ، ثم نقرر أفضلية إحدى هاتين الخلتين على الأخرى ، و بعد رؤية ما ينجم عن اختيارنا من تبعات نعدل عن آراءنا ، و
هكذا يبقى الإنسان مُتردداً في الأفضلية بين الصراحة و المجاملة .
أنا أكتب هنا و لا أنا أزال أعايش الحيرة ذاتها ، و لا أجد قاعدة أنطلق منها في توازن بين هاتين الخصلتين ، و أترك الباب مفتوحًا للحدس و التوقع و الاجتهاد الشخصي الغير مضمون ، و هذا قد يوقع أحيانًا في أزمات ،
لكن الذي أعتقد أنه الصحيح هو عدم الميول الكامل للمجاملات ، و في المقابل عدم الميول الكامل للصراحة .. فالصراحة قد تعني في بعض المواطن القسوة و تنفير الآخرين ، و أحيانا تعني القوة و الصدق مع النفس .
كما أن المجاملة قد تُعد في بعض المواقف ضعفًا و خوراً يخسر بها المرء حقوقه و تضيع شخصيته ، و تُعد في مواقف أخرى لطفًا و حسن معاشرة تنم عن كرم في ذاته و إيثار متأصل في نفسه النبيلة ، و من هنا كان على الإنسان العاقل أن يوازن بين الأمور لكي لا يخسر الآخرين بصراحته القاسية عليهم حتى و إن كان فيها ما فيها من الحق ، و لكي لا تضيع حقوقه حين الإفراط في المجاملات ..
كما أن بإمكاننا أن نمسك بالعصا من المنتصف ، فنصدع بالصراحة بعبارة لطيفة تنتقى ألفاظها بدقة
فنجمع بين الحسنيين .
أخوكم / عبدالله .