::: مع المؤامرة على القدس ( وعد بلفور ) و اتفاقية ( سايكس بيكو ) :::
إنه لمن الجدير أن يُشاد بحفاظ الدولة العثمانية على القدس على مدى أربعمائة عام ، بالرغم من الكيد المتتابع عليها ، فقد كانت حقبة حرجة حتى جاء الموعد الذي تفشى فيه انفلات المسلمين من دينهم ، و تهارشت دول الاستعمار دولة الإسلام ، فظفرت كل دولة منها بقطر .
و تلاقت الأطماع اللئيمة على فلسطين ، من قبل دول أوروبا و أمريكا و الاتحاد السوفياتي ، لكن بريطانيا كانت الأجرأ في حمل لواء الإجرام ، حيث تقدمت بوعد (
بلفور ) الكاذب و هذا نصه :

وعد بلفور مع صورة كاتبه
عزيزي اللورد روتشيلد، سرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
"
إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى". وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
المخلص آرثر بلفور
و تقدمت بريطانيا كذلك باتفاقية (
سايكس بيكو ) و التي حدثت عام
1916 و قد كانت تفاهماً سرياً بين فرنسا وبريطانيا ومصادقة روسيا على اقتسام (
الهلال الخصيب )
وهو مصطلح أطلقه عالم الآثار الأمريكي جيمس هنري برستد على حوض نهري دجلة والفرات، والجزء الساحلي من بلاد الشام .. كانت هذه الاتفاقية لاقتسام هذه البقاع بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى. و بالفعل تم التوصل إلى الاتفاقية و الشروع في العمل بها بمفاوضات سرية بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس ..
بعد هذا بدأت الجيوش البريطانية تدخل إلى القدس ، متخذة بعض المغفلين من المسلمين ليُمهدوا لها الطريق ، و كان ذلك في التاسع من دسيمبر عام
1917 ميلادي ، في غفلة من المسلمين الذين أنهكتهم الشعارات الفارغة ، و كأنهم يُخربون بيوتهم بأيديهم .. و في عام
1922 م
أقرت عصبة الأمم المتحدة انتداب بريطانيا على فلسطين ، و أصدرت صك الانتداب في ذلك العام ، في شرعنة وقحة لهذا الاغتصاب الغاشم للأرض المقدسة .
::: يتبع :::