وأجابك من سألك فقال لك يا فلان ..
أن كنت ذا عزيمة ومن الشجعان ..
فالحق جسدك بقلبك المعلق بجبال الأفغان
وعجل بلقاء الشجعان
وقاتل عباد الصلبان
لعلك أن تنال شهادة من رب رحمان
وجنات ذواتا أفنان
ولا تبكي على هضبان ووديان
ولا مؤمنين صارو كالقطعان .. يقودهم عزف وقيان .. ولا يصغوا لقرآن وإيمان .. نسوا جهاداً أمر به المنان ...
ولا تأسف على زمن الخذلان .. ورجالاً كالنسوان .. ونساءاً كالفتيان .. و شيباً كالولدان ..
بل آسى على نفسك أن لم تخلص الآمان .. وأهملت ما آمر به رب القرآن .. وأتبعت هوى الشيطان .. وغضضت الطرف عن نصح الأخوان .. وسقطت في فتنة فتان .. من ضال أو عابد صلبان .. فأهلكت نفسك بالنيران .. وصرت على فعلك ندمان ..
والله المستعان ...
والله يا أخي لاشجاعة تنقصان بإذن الله ولا حمية عن حياض الدين تزود عنا به رحمك الله .. ولكن المؤمن يتعبد الله على بينة وعلى شرع وطريق يلتزمه .. وهناك من هو أحق منا بالحكم على الأمور ومفاسدها ومصالحها وليس للعواطف باب في أمور الدين رحمك الله وفي أمور السياسة كذلك ( وعلق الله الأمانة برقابهم وكفانا الله و إياك وكثيراً من خلقه حملها فلماذا تحمل نفسك ما لا تطيق ؟!! )
فكلنا تذوب قلوبنا كمداً على مآسي نراها والله المستعان .. ولكن الحكمة ضالة المؤمن وليست العاطفة غفر الله لك فلكل مقام مقال ...
ولو كان في ذهابك أنت وغيرك ما يحقق المصلحة لكنت أول من يؤيدك ويسبقك .. لكن لو جلست مع نفسك لبرهة زمن ووزنت المفاسد والمصالح من عملك هذا لوجدت أن المفاسد راجحة وبفارق شاسع ..
صحيح أن الله جل وعلا على كل شئ قدير سبحانه .. ولكنه جل وعلا أمرنا أن لا نلقي بأنفسنا إلى التهلكه .. وأن نعد العدة .. والعدة في هذا الزمان ليست نبلا ًورمحاً وفرساً وليست بندقية وآر بي جي .. بل لا يخفاك أن العدة أكبر من ذلك بكثير ..
ووالله أن الحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيله رحمك الله ..
وأسأل الله أن يقبضنا وإياك ووالدينا ومن نحب والمسلمين أجمعين إليه غير مفتونين ولا خزايا .. وأن يحسن خاتمتنا ويستعملنا في مرضاته في كل أمورنا أنه على كل شئ قدير جل وعلا ..
وفقنا الله وإياك لكل خير ...