الدليل الثالث :
نهيه صلى الله عليه وسلم عن مزاحمة الرجال في الطرقات
عن أبي أسيد الأنصاري رضي الله تعالى عنه " أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال للنساء : ( استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق ) . فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار "
إذن حتى اختلاط الصدفة العارضة غير المقصود , منهي مزجور عنه !
هو لحظة عارضة من تصادف أن سلك فيه الرجال طريقا سلكته النساء لا يعرف فيه الرجل من المرأة التي تحاذيه , ولا المرأة من الرجل الذي خلفها .
ومع هذا فانظر شدّة التأكيد على الزجر في هذا الحديث !
فقد اجتمع أمران : ( استأخرن ) و ( عليكن ) وتوكيدان هما ( إنّ ) و ضمير الشأن ( الهاء في إنه ) أي الشأن المهم أو العظيم .
فما بالك باختلاط متعمد دائم كيف سيكون الكلام عنه ؟!
اختلاط سافر يتكرر فيه لقاء رجال بأسمائهم مع نساء باسمهائهن , يعرفونهن ويعرفنهم بالأسماء والصفات الجسمية والنفسية والاجتماعية , يجالسونهن ويحادثونهن ويعاملونهن لساعات في عمل أو تعليم , وتنشأ بينهم علاقات يسمونها زمالة الدراسة أو العمل ! يقول أحدهم : زميلتي فلانه , وتقول هي : زميلي فلان !
وحتى لا يرد على ذهن شخص تساؤل , فإني أؤكد مرة أخرى أنّ المفتونون يزعمون أن الاختلاط جائز جوازا (( لا )) كراهة فيه !وأن ( منعه ) أمر مبتدع ليس له أصل في الشريعة !
فهذه الأحاديث مخرسة لأفواههم وأقلامهم , دامغة لزعمهم الخبيث .
وليتهم قالوا وهم يرون هذه الأحاديث والأفعال النبوية , إنه مكروه لا محرم , والبعد عنه أولى لكن ليس من باب الوجوب ... , لكان حسن الظن بهم وارد , ولأمكن نقاشهم ليتبيّن لهم الحق ويعلموا حرمة الاختلاط حرمة مغلظة , ووجوب منعه وجوبا مؤكدا .
لكن
كيف نرجو منهم بحثا عن الحق , وقادتهم في هذا كل شهواني وعلماني ! عبر الصحف ووسائل الإعلام الفاجرة .
لقد زادوا الكيلة فـ(((( أفتوا ))) وهم الجهلة , بأنه جائز دون كراهة , وأن منعه هو المخالف للشرع !!!
إلى لقاء مع الدليل الرابع – إن شاء الله تعالى -
.
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله
هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا
***
في حياتي
سبرت الناس
فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء
وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء
وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له