[رابعة]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها أبو ربى لا يهدد بالطلاق إلا جاهل ، أو غبي أحمق ، لأنه لم يفهم ما يقتضيه رباط الزوجية الغليظ ، وما يحتويه من مشاعر ، وهذا يجعل الحياة صعبة عندما يكون مصير الزوجة على حد السكين ، أو كف عفريت . وأضيف أيضا على ما ذكرتي - رعاك الله - مسألة الغموض والوضوح عند الزوجين : نجدُ بعضَ الرجالِ أشدُ غموضاً من العَاصفةِ الهوجاء !! ، فَلا حقَّ لزوجتهِ أنْ تشاركهُ تفاصيلَ الحياةِ ، وتعرفَ شيئاً من خصوصيتهِ والتي تعنيها أكثرَ من غيرها . وبالمقابلِ نجدُ الزَّوج لا يسمحُ بأن تخفى عليهِ خافيةٌ في حياةِ زوجتهِ ، ويحشرَ أنفهُ الكبير في سَمِ الخياط ، ويتلصص على سجلِ المحادثاتِ الخاصِ بزوجتهِ !!، ويقلبُ هاتفها المحمولِ كلما دخل !! حتى أصبحت حياتهما فصلاً من قصةِ المخابرات !!. إنَّ الحياةَ لا تُقاسُ بِلحظاتِ السَّعادةِ ، ولا بِلحظاتِ التَّعاسةِ ، إنَّما نميزُها بأيامنا العاديةِ ، التي تستقرُ فيها نُفوسنا ، وحياتُنا العَملية. الحياة شراكة ، وتبادل أدوار بين الشركاء ، وليس من المنطق أن يسعى الشريك لإزاحة شريكه عن المسار ، لأن كلا منا له مساره الذي لا يؤثر على سير الأخر ، أو يقلل من أهميته ووجوده. لقد تزوج نبينا صلى الله عليه وسلم زوجه خديجة وكانت أيسر منه مالاً ومنفقة عليه ، وكانت أم أولاده ومع ذلك لم يكن غناها - مع أنها أكبر منه بخمس عشرة سنة !! – سبباً في غيرته منها ، بل ماتت ولم يتزوج عليها،ولم تسمع نساؤه منه ما يكرهن لا في خلقهن ولا في خُلُقهن ، وكل هذا من حسن العهد ،وحسن العهد من الإيمان كما عند الطبراني وغيره بسند حسن. إن السعادة الأسرية لا تتحقق بتلك الجهود الخرافية خاصة قبل الخطبة وفي السنوات الأولى من الزواج ، إننا بأمس ما نكون إلى فنِ إدارةِ الحياةِ الزوجية، والتعايش مع بعضنا، وتطوير أخلاقيتنا لنبتهج بهذه الحياة. ولقد أثبتت بعض الدراسات أن الذين يبذلون جهداً خرافياً من أجل تحسين علاقتهم تقل نسبة سعادتهم بنسبة 33 % مقارنة بالذين يبذلون قدراً لا بأس به من أجل تحسين علاقتهم ، وكل هذا إنما هو بسبب إدارة الحياة كل الحياة بطريقة هادئة فلم التهديد والوعيد ، إمساكٌ بمعروفٍ أو تسريح بإحسان أسفي كثيرٌ حيث اقتحمتُ هذا المتصفح ، ولم أكبح جماح قلمي وفكري ، فاعذروا رعاكم الله أخاكم أخوكم : أبـــو ربـــى

كل الشكر لفكرك الرااقي..