::: الإدارة البريطانية في فلسطين لتقوية قبضة الاحتلال :::
لم يكن لبريطانا بعد احتلالها لفلسطين بد من أن يقوموا بتثبيت أقدامهم في أركان هذه الأرض ، فلضمان استمرار الوطن القومي اليهودي لا بد من إحداث القلاقل في كل ما يُعادي لإزالة الخطر .. و بالفعل فقد تبع تلك الخطوة خطوات من المآمرات و المكائد لدولة الإسلام و الخلافة فتكاتفت الأمم و تكالبت على الخلافة ، و سجل السلطان عبدالحميد الثاني مواقف دفاعية بقدر ما يستطيع و ذلك قبل احتلال بريطانيا لفلسطين، و لكن المتآمرين كانوا أغلب و فيهم من هو خفي العداء مدسوس عليه ..
إنها كانت تعمل لدخول القدس ، و في نفس المسار تعمل لإسقاط الخلافة ، و قد ظفرت بذلك بعد أن استصدر مصطفى كمال قراراً من الجمعية الوطنية بإلغاء الخلافة
عام 1924م تحقيقًا لتعهداته لبريطانيا .. و من هنا أوجد التفكك .. و حطمت الخلافة الإسلامية ، و فتحت أبواب فلسطين للجيش الزاحف من مصر ، حتى وقفت على أبواب القدس ليصرخ ( اللنبي ) أمام المسلمين المحتشدين قائلاً : "
الآن انتهت الحروب الصليبية " ..!
و كانت المصيبة مصيبتان ، الأولى : دخول القدس ، و الثانية : سقوط الخلافة و تفكك العالم الإسلامي ..
بعد أن فرضت عصبة الأمم المتحدة على بريطانيا تنفيذ سياسة إنشاء وطن قومي لليهود عام 1422م و احتل الفرنسيون سوريا و عزلت فلسطين عن سائر أراضيها و أهلها بفعل المفسدين المتحلين ، الذي نقضوا كل عهد يؤمن بكرامة ، و يعتني بإنسانية .
و رعى الإنجليز الصهيونية و اليهودية بشكل عام و اتخذوا جميع الوسائل الإدارية ، و التشريعية و السياسية و التعليمية و الاجتماعية و الاقتصادية ، كلها هذه الوسائل من أجل دعم بناء الكيان اليهودي ، على حساب أهل فلسطين الحقيقيين وهم المسلمون .
و دخلوا المناصب المؤثرة و قاموا بإقصاء كل مسلم عنها ، ليكونوا أهل القرار و الحل و العقد ، مقدمين الإنجليز و مستعينين بالنصارى .. ثم قاموا بإعداد معسكرات لتدريب اليهود على القتال ، في الوقت ذاته كانوا يضيقون على المسلمين في جانب حمل السلاح حتى وصل الأمر إلى سجن من يحمل السكين شهوراً ، و من يحمل الرصاصة بالسجن أعومًا و ربما حكم عليه بالإعدام ..!
كل هذا و لم تقم غضبة للمسلمين ، في ظل صورة عار مؤلمة ظلت لعنة في التاريخ ، حتى جرأ ( تشرشل ) على قولته في مذكراته : "
و تحديت ( ويفل ) و لم يتحرك كلب عربي واحد بالاحتجاج على ذلك " يقصد على إقامة فيلق يهودي للقتال .
و كان لليهود تعليمهم المستقل و اقتصادهم المستقل ، و استلموا زمام الأمور ليقوموا بالتضييق على المسلمين في التعليم و الاقتصاد ، ثم اعتمد الإنجليز اللغة العبرية ( الميتة ) لغة رسمية .
::: يتبع :::