شرفك الله ورفع الله قدرك أخي الكريم / أبراهيم ..
ولا رأي ولا تعقيب بعد كلام الله جل وعلا يا أخي غفر الله لنا ولك ..
صحيح أن هذا الأمر ليس على كل حال رحمك الله وأعجبني إستثنائك غفر الله لك ...
فليس كل فقير معدم فقره وعدمه دلالة على محبة الله له أو أنه صالح أو أن له الجنه !! كما أن العكس صحيح بمعنى ليس كل غني مترف غناه وترفه دلالة على بغض الله له أو أنه من أهل النار أو من أهل الدرجات السفلى من الجنة !!
فتحديد هذا الأمر رحمك الله له علاقة بتقدير الله وعلمه جل وعلا عن سرائر الأثنين ..
فربما أن هذا الفقير المعدم أنسان يتسخط ويقنط من رحمة الله ولا يؤمن بقضاء الله وقدرة وقسمته له وربما يصل به الأمر إلى الكفر بالله والعياذ بالله !! وفوق ذلك ربما أنه سيئ الخلق ... إلخ ..
فمثل هذا لا تجزم له بدخول المراتب العلى من الجنة فربما أنه يكون من أصحاب النار فيكون خسر الدنيا والآخرة والعياذ بالله .. وهذا طبعاً إن لم يرحمه الله أو يأذن له بحسن عاقبة .. والله المستعان ...
كما أن الغني المترف ربما يكون قريباً من الله وينفق في سبيله ونصرة دينه ويهلك ماله في سبيل الله ويعبد الله كأشد ما يكون عليه الناسك الطالب لما عند الله جل وعلا .. ولم ولن يضره غناه ويمنعه عن منازل الصديقين والشهداء - ولعل من أمثلة ذلك رحمك الله هو الخليفة أبوبكر رضي الله عنه وكذلك عثمان رضي الله عنه وكذلك عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه ( وهو من هو في غناه وجاهه رضي الله عنه وهو الذي أشتهر عنه أنه كان يقول أني والله أخشى أن أمسك الحجر فينقلب ذهباً بيدي !!! ) فلم يمنعهم ترفهم وغناهم عن دخول الجنة ومنازلها العلى وهم من العشرة المبشرين بالجنة - فمثل هولاء رضي الله عنهم كسب الدنيا والآخرة .. والله المستعان ...
وكل ما ذكرته لك رحمك الله متعلق أولاً وآخراً بمشيئة الله جل وعلا ورحمته ..
هذه وجهت نظري فيما ذكرته بارك الله فيك .. وشكر الله لك وبارك الله فيك وإعانك على كل خير ويسره لك ..
تقبل مروي غفر الله لك ...
وفقنا الله وإياك لكل خير ...