أشكرك أبا معاذ على هذا الطرح الرائع.
يسوء أن نشاهد من يتبجح بالدفاع عن هذه الفعلة الرذيلة القبيحة بدعوى المبالغة ! ، ولو لم يتفق معي على تسميتها كذلك ، فليُثبت صدقه فيُخبر بها أباه ومعلميه ومَن يراهم موضع استشارة له ، والواقع أنهم أدرى الناس بقبحها ، وأعرفهم بخسَّتها ، وكثير من الفسّاق يرتكب ألوان المعاصي وشتى الآثام جهرة ، ويفضح ستر الله عليه إلا أنهم يستقذرون الحديث عن تلك الفعلة ، ويخجلون من بعضهم بل من أنفسهم ، فكيف بالعاقلين من الناس ؟!.
أحبتي .. تجويز بعض العلماء لها -على أن هذا القول ليس على إطلاقه- لا يعني أنها حسنة محبوبة لا ضرر فيها ، بل تكاد أقوال أهل الطب تتفق بأن هذه الفعلة هي أكبر أسباب فشل الجماع بين الزوجين ، ليس من ناحية جسدية فقط ، وإنما من ناحية نفسية أيضاً ، فيحصل الطلاق حينئذ ، أو يستمر الزواج بلا رغبة منهما ، ولهذا تجد الأطباء يُشددون في هذه المسائل ، ويحرصون على توضيحها للشاب المقدم على الزواج ، ويكفي القول بأنها أحد مقاصد الزواج.
ثم إن الذين كتبوا يُدافعون عن هذه الفعلة ويستسهلون جرمها ، فإني أجزم أن ليس واحد منهم اختصاصه شرعي أو طبي ، وإنما سمعوا هتافات من برامج -لا تزال تنفث سمومها بقالب الوسطية - تدعو إلى الاستهانة بالذنوب والمعاصي ، وأن هذه الفعلة من اللمم ، وما أُتوا والله إلا من هذا الباب ، أقصد به محقرات الذنوب -كما وصفها الحديث الشريف.
نسأل الله أن يُجنبنا سخطه وغضبه ، وأن يغيثنا بالإيمان الذي يدفعنا للالتزام بدينه ، والبحث عن مرضاته ، فمن عرف الله حق معرفته أحبه ، ومن أحبه لم يعصه ، وإذا عصاه على حين غفلة أناب إليه ، لكن البلاء أن يُصرّ على عصيانه ، ويضرب العداء على كل ما يُخالف هواه ، والحق أيها الفضلاء لا يتعدد.
أعتذر عن الإطالة ..
أبو تميم التميمي
__________________
إنْ كَـانَ تَابِعُ أحْـمَدٍ مُتوّهبَاً * * فَأنـَا المُقرّ بَأننـّي وَهّابِي
آخر من قام بالتعديل أبو تميم التميمي; بتاريخ 08-03-2010 الساعة 06:45 PM.
|