الأخ العتيق (المنخرش) حياك الله وبيَّاك
بداية ساءني بل أظنه ساء أهل هذا المجلس الكريم اتهامك للخلق أجمع بقولك:
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
مستحيل أحد لم يمارسها .. أقولها صريحة .. لايوجد شاب قد بلغ الحلم .ز إلا وقد مارسها ..أنا أقول (الكل) اي بالاجماع |
|
 |
|
 |
|
وما مثل هذا إلا كالأقرع الذي قيل له: ما كنت تتمنى؟ قال: أن يكون الناس قرعاً حتى أنظر إليهم بالعين التي ينظرون إليّ بها !
أخي الحبيب .. إن العبد إذا ابتُلي بذنب بادر إلى التوبة ، لا أن يُصرّ عليه ، ثم يُجاهر به ، حتى يصل به الأمر أن يُنافح عنه ، كي يُزيل الأثر الذي يجده في نفسه منه ، وإلا لنقّب سامع الغناء عن خلاف يُسوغ له سماع الغناء ، وهكذا كلّ من فعل محرّماً لجأ إلى سبيل يُزين له سوء عمله!-كعادة أهل الأهواء ، لكن المؤمن الذي قوي يقينه برحمة الله ولم يقنط يؤوب إلى الله في كلِّ مرة يُذنب فيها ، ولو كرره مئة مرّة.
ومَن منّا يخلو من الذنوب؟! ، وعجيب أن يُقال عن المذنب بهذا الذنب أو غيره إذا كان مع طلاب حلقة أخيار(لهم ذنوب أيضاً) منافق؟! هذا هو المفهوم الخاطئ الذي انتشر بين العالمين ، وهو الذي يجب تصحيحه لهم ، لا أن يُتخذ نهج التهوين من الذنوب سواء صغارها أو كبارها ، بل إن رسول -صلى الله عليه وسلم- قال لشارب خمر: (إنه يحب الله ورسوله) ولهذا لما قال الحسن البصري -رحمه الله- لأحد الناس الجالسين عنده: عظنا بارك الله فيك ، فقال الرجل: أومثلي يعظ الناس؟ قال الحسن مقولة العالم المبصر: ود الشيطان أن يظفر بهذه الكلمة، والله لو ظفر بها لما وعظ أحد من الناس.
يقول ابن القيم رحمه الله: إذا أتاك الشيطان وقال لك: لا تتكلم؛ لأنك إذا تكلمت راءيت الناس، وتظاهرت بالرياء والسمعة، فلا تطاوعه واعصه، وتكلم واستعن بالله، وأخلص نيتك ولتنبعث نيتك بالإخلاص وطلب ما عند الله عز وجل، فإن الشيطان يريد أن يسكت كل إنسان فلا يتحدث، ولا يتكلم، ولا يعظ، وهذا هدم للإسلام من أسسه.
والحاصل من مجموع هذا ، أن يُوجه الناس إلى فهم الدين على الوجه الصحيح ، فلا يُطلقوا عبثاً على فلان بالنفاق أو علان بالكفر فيكونوا حكماً على العباد مالم يكن من عالم وفيه ما يُوجب ، وأما سلوك طرق ملتوية للخلاص من ذلك ، كأن يُستباح ما حرّم الله ، أو يُستهان بصغار الذنوب فيبعثه ذلك إلى ترك التوبة والعياذ بالله ، ولقد جاء عند مسلم من حديث أبى هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (والذى نفسى بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم).
اسأل الله أن يجعلنا من التوابين.
وأما قياسك على الزوجة فهو قياس مع الفارق عقلاً وشرعًا ، أما العقل فالمتزوج الذي بُورك له في زواجه ، ورفأه الناس على إقدامه ، إنما تزوجها ليكون لها لباساً وتكون له لباساً ، وهو أحد مقاصد الزواج المعتبرة ، ولم يفكر عاقل أن المقصود جعلها مجرد أداة لفعلته ! وإلا لاستوى الذكر والأنثى ، وأما الشاب الأعزب فليس له من ذلك المقصود شيء ، فيبطل القياس بالفارق بينهما.
وأما شرعًا فقد نصب الأدلة الفاضل صاحب الموضوع أبو معاذ ، وفيها ما يُشفي الغليل ، ومن تأمل الحديث المتفق عليه: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء). كفاه جواباً ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم -وهو أفصح الناس وأبينهم وأعلمهم بما يصلح لهم وأحرصهم من أنفسهم على ما ينفعهم-لم يُرشد إليها ، ولو كانت صالحة نافعة لأرشد إليها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ثم إن نصيحتي إلى من ابتلاه الله بذلك ، أن يُجاهد نفسه ويستعين بربه ، فإن الله هو المستعان ، ويستشعر مراقبة الله له في سره وعلنه ، ومن تيسّر له الزواج فليقدم عليه ، ويسأل الله الإعانة والتوفيق.
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن.
أعتذر مرة أخرى عن الإطالة ..
__________________
إنْ كَـانَ تَابِعُ أحْـمَدٍ مُتوّهبَاً * * فَأنـَا المُقرّ بَأننـّي وَهّابِي
آخر من قام بالتعديل أبو تميم التميمي; بتاريخ 08-03-2010 الساعة 11:46 PM.
|