بسم الله الرحمن الرحيم
المرض النفسي : ( الهدم النفسي )
قد يكون في كلامي خروج على أهل الاختصاص .. ! أو ثورة على بعض الآراء خصوصاً لمن لهم دراية في هذا الموضوع .. أو في مجال علم النفس . وأول الخروج .. : نزع مسمى " مرض نفسي " وتسميته بـ( الهدم النفسي ) ..!!
والسبب في هذا أن جل القضايا النفسية هي ناتج أحداث أو مواقف لا أتمنى للجميع أن يقع أو أن يتعرض لها .. فمنها ما لا تستطيع بعض العقول إدراكه .. !!
والسبب يعود في الغالب أن هذه العقول نقية بريئة ، ولها رهف في الإحاسيس وعاطفة جياشة .. مما جعلها تخور أمام الصغائر من الصدمات ..
فهنا أول الأسباب :
فلولا هذا الهدم لما خار هذا العقل .. الذي لو أن من اتهمه بالمرض أو الجنون قاس أطروحاته قبل هذه الحاله .. لوجد أنها تنعم بما يفتقر إليه الجميع وهو أولهم .. فقد كان .. وكان من الماضي أن في ذاك العقل الخرب ..!! أو في هذا المريض الكثير من ( العاطفة ، والسماحة ، والصدق ، والوضوح ) ولكنه بما لديه من زيادة في الطموح ..!! صُدم أمام هذا الغبي أو ذاك الأناني أو الإنتهازي ممن يفتقرون أو تفتقر نفوسهم للخير ، والوضوح ، أو السماحة أو أو أو إلخ ... .
حتى أصبح هذا أمام ذاك مجنون أو مريض ..!!
فكم من صديق صدم من صديقه .. . ؟
وكم من أب صدم من أهل بيته ..؟
وكم من شاب أو شابة تعقد من مجتمعه ..؟
فالموظف يعاني ، والطالب يعاني ، الخريج يعاني ، والمسؤول يعاني ... الكل يعاني حالات نفسية أليمة نعاني منها ..!!
فمنا من هو محطم أو مقعد من دائرة حكومية وتعدى هذا التعقيد إلى اليأس أو التشائم ..!!
ومنا من هو معقد من : أب أو أم .. أو أخ أو أخت .. أم معلم أو معلمة . أو جار ..
إذا فكلنا محطمون ..!!
وأنا بينكم ولكن زادت بي العقد مما جلعني أقول هذا القول ..!!
خصوصاً وانا أعيش بينكم حال هذا التناقض التي أراه بمجتمعي .. فالطموح الذي أود أن أرى عليه شبابنا وأسرنا ووطننا هو ما أعيش أحلامه وآلامه كما أن الأمل فيه قليل أو يكاد أن يكون مستحيل ... فزيادة الأمل هو ما قد يهدم عقلي ... وهذا ولله الحمد أصبح يأس فيه حماية لكثير من العقول أن تعيش أمل قد تفاجئ بزيفه حتى يطير العقل ..
ولكن استبدلت هذا الأمل بالإيماني التام بأن الخالق أو جد للخلق جنان ونيران .. كما علمت أن هذا التناقض مقدر فحرصت على أن لا أكون من أهله .. ولكن أحرص على أن أكون في زمرة الضعفاء ، والمجانين ..!!
فمتى راءانا الناس على هذا الحال من المرض النفسي ونحن موحدين نؤدي الفرائض بعقل ..!! نكون ولله الحمد والمنة قد خرجنا من جنون أصاب الكثير وهم لا يشعرون وهو :ـ (( جنون العظمة )) إلى زمرة الضعفاء والمساكين ..!
لذا أختم بأن المجتمع هو من خلف لنا أناس أحترمهم جداً وأسمع لهم .. عرفوا بالمرضى النفسيين زوراً.. وكثيراً ممن أحاور منهم .
أجد فيه العكس ...!! وأن الكثير ممن أطلق عليهم هذا الاسم إنما هم قمة في الإحساس أعياهم قصر الأمل .
فالمريض النفسي الحق هو من استهان بهذا الدمار لكثير لعقول الشباب في المجتمعات المسلمة فلو أننا حقاً نعي ما حولنا لا تساءلنا لماذا..؟ الجنون لا يصيب إلا الشباب أو النابغة منهم .؟
فالمرض النفسي فينا معشر العقلاء ..!! .. ونحن من يجب أن يخضع للعلاج ..!
أشكرك اختي ورد على هذا الطرح المفيد .
تحياتي للجميع .