58
فرخ العلمانية وقاطع الطريق
لا أعجب من علماني يعادي الإسلام وعلماء الدين لأنه سب الإله يوم أن تنقص شريعته
ورماها بالتخلف والرجعية .
لكن أتعجب ممن يدعي إلتزام السنة وفهم الشريعة وإسناد الحديث أن يتهجم على علماء
الشريعة وأساطينها ويزول عجبك إن علمت أنه حصل على الدكتوراة على يد اليهود من
بريطانيا وأن عداءهم لسيد قطب والإمام حسن البنا رحمهما الله تعالى قد حقنوه في
طلابهم سما زعافا يبث في الصحافة والإعلام .
ولما تأكد للعلمانيين أنه فرخهم المناسب دعوه وقدموه وأجلوه وقربوه واحتضنوه وهذه
أكبر رزية على من يدعي العلم الشرعي أن يعادي من لزم الطريق حتى مات عليه وأعدم فيه
ويداهن ويوالي من عادى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
وقد صدق ابن القيم رحمه الله حين قال :
إنهم والله قطاع الطريق الذين جلسوا على باب الجنة يدعون لها بأقوالهم ويدعونهم إلى
النار بأفعالهم وفيهم يصدق قول أبي العتاهية :
وصفت التقى حتى كأنك ذو تقى وريح الخطايا من ثنايك تسطع
وقد صدق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم " سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم
الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه ولا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله " .
قال الخطابي :
الكلب بفتح الكاف واللام داء يعرض للإنسان من عضة الكلب وعلامته تحمر عيناه ولا
يزال يدخل ذنبه بين رجليه فإذا رأى إنسانا ساوره .
ويا ليت فروخ العلمانية ممن يدعون العلم الشرعي كفوا الناس أحياء وأمواتا من شرهم
فأقروا بضعف علمهم وقلة وضحالة مواردهم ولو وسعهم الصمت لكان خيرا لهم ولكن جمعوا
جهلا وحماقة .
وما هم والله من السنة في شيء فأهل السنة هم العدول كما قال صلى الله عليه وسلم "
يحمل هذا العلم من كل خلف عدلوه ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل
الجاهلين " .
ولعل الشهوة الخفية في نفوس أفراخ العلمانيين هي التي تدفعهم دفعا لشتم علماء الدين
وأي طريق أقصر إلى الشهرة من الشهوة إذ هي التي تدفعهم دفعا للبروز الإعلامي والنقد
الصحفي كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :أسباب الضلال والغنى التي هي
الأهواء الدينية والشهوانية وهي البدع في الدين والفجور في الدنيا ولو أضفت لذلك
ضعف عقل وسماجة خلق وغفلة كما قال تعالى (( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع
هواه وكان أمره فرطا )) .
قال الإمام السعدي عند الآية :
دلت الآية على أن الذي ينبغي أن يطاع ويكون إماما للناس من امتلأ قلبه محبة الله
وفاض ذلك على لسانه فلهج بذكر الله واتبع مراضي الله فقدمها على هواه فحفظ بذلك من
وقته وصلحت أحواله واستقامت أفعاله ، ودعا الناس إلى ما من الله به عليه فحقيق بذلك
أن يتبع ويجعل إماما ومن خلف بالإختلاف على أدلة الكتاب والسنة وتتبع شواذ المسائل
وشواذ الأقوال فقد فتح على نفسه وعلى الناس أبواب الشر .
وقال ابن القيم رحمه الله :
وأخس همم طلاب العلم من قصر همته على تتبع شواذ المسائل وما لم ينزل ولا هو واقع إذ
كانت همته معرفة الإختلاف وتتبع أقوال الناس وليس له همة إلى معرفة الصحيح من تلك
الأقوال وقل أن ينتفع واحد من هؤلاء بعلمه ولو أضاف لذلك منهجا بدعيا فقد أتى جماع
الشر .
وصدق الله إذ يقول : ((ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله )) .
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول : " إن من أشراط الساعة ثلاثا : إحداهن أن
يلتمس العلم عند الأصاغر " .
وقال صلى الله عليه وسلم : " إن بين يدي الساعة ... ظهور القلم " .
نعم ظهور القلم وانتشار الأفراخ المفتين المفترين على الله بغير علم كما قال
العلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى :
معاول اللافهم واللاعلم واللاعقل تالله إنها فتنة عمت ورمت القلوب فأصمت .
نعم إنهم النكرات أراحنا الله منهم فهم كما فعل الله ببعضهم فما هم إلا أصاغر
وأصفار شمالية المقر والمنزع والمستقر همج وهمل نفوس فارغة مبطلة عارية عن الإرادة
مسلوبة الهوية سجينة في عالمها السفلي تعطلت عن الحياة فلم تجد سلما تتسلق عليه ولا
هرما ترقى به إلا شتم سيد قطب وحسن البنا وأهل الجهاد إنهم قطيع من العميان وأهل
الأهواء (( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) ، وقال تعالى ((
لهم أعين لا يبصرون بها )) (( ولهم آذان لا يسمعون بها)) (( أولئك كالأنعام بل هو أضل ))
ولكن (( لو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم )) إنهم عبيد العبيد .
والعجيب أن أفراخ العلمانية ممن ينتسبون لعلم السنة والشرعية هم أشد الناس على
الملتزمين وعلماء الدين حنقا وجفوة وقساوة وصدا وفيهم يصدق قول ابن رجب رحمه الله
تعالى :
أحب الأعمال إلى الله ما كان على وجه السداد والإقتصادر والتيسير دون ما كان على
وجه التكلف والإجتهاد والتعسير .
وقد نجح اليهود والصليبيين في إلباس مئات من الناس الذين صنعوهم على أعينهم وربوهم في أحضانهم
وغروسهم في أمتنا لخلخلة العقيدة في النفوس بشتى الأساليب واستخدموهم آلة لضرب
الإيمان والجهاد والإمامة الكبرى ورموز الإسلام وعلماء الدين إنهم المزورون
الهادمون للدين .
والعجيب أن أفراخ العلمانية والعلمانيين هم الموعوديين بالمسخ إما في الدنيا أو في
قبورهم فهم إما علماء سوء كاذبين مفترين على دين الله تعالى قلبوا شريعة الله
فقلب الله قلوبهم كما قلبوا دينه ، أو علمانيين مجاهرين متهتكين بالفسق والمحارم
فمن لم يسمخ منهم في الدنيا مسخ في قبره أو يوم القيامة كما قال ابن القيم رحمه
الله تعالى
من موقع الاسلام للجميع ..
__________________
.
.
.
.. قلب البحطلة ينبض ..
ينبض ينبض ينبض ..
.
|