مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 10-03-2010, 02:31 AM   #13
اليراع الأبيض
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 712
إنا لله و إنا إليه راجعون , اللهم أجرني في مصيبتي و اخلف لي خيراً منها

قرأت خاطرة لابن الجوزي في كتابه الرائع صيد الخاطر قال فيها رحمه الله
( تأملت حالة عجيبة و هي أن المؤمن تنزل به النازلة فيدعو , و يبالغ , فلا يرى أثراً للإجابة .
فإذا قارب اليأس نُظر حينئذ إلى قلبه , فإن كان راضياً بالأقدار , غير قنوط من فضل الله عزوجل , فالغالب تعجيل الإجابة حينئذ , لأن هناك يصلح الإيمان و يهزم الشيطان , و هنالك تبين مقادير الرجال .
و قد أشير إلى هذا في قوله تعالى : ( حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ ) ( سورة البقرة ) .
وكذلك جرى ليعقوب عليه السلام, فإنه لما فقد ولداً ، وطال الأمر عليه، لم ييأس من الفرج، فأخذ ولده الآخر، ولم ينقطع أمله من فضل ربه : ( عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ) سورة يوسف
, وكذلك قال زكريا عليه السلام : ( وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ) سورة مريم .
فإياك أن تستطيل مدة الإجابة، وكن ناظرا إلى أنه المالك، وإلى أنه الحكيم في التدبير، والعالم بالمصالح، وإلى أنه يريد اختبارك ليبلو أسرارك، وإلى أنه يريد أن يرى تضرعك، وإلى أنه يريد أن يأجرك بصبرك، إلى غير ذلك. وإلى أنه يبتليك بالتأخير لتحارب وسوسة إبليس .
وكل واحدة من هذه الأشياء تقوي الظن في فضله، وتوجب الشكر له، إذ أهلك بالبلاء للالتفات إلى سؤاله، والفقر المضطر إلى اللجوء إليه غنى كلُّه )

أسأل الله بمنه و كرمه أن يكشف ضر والدتك ووالدة أخينا الصمصام
وأن يعظم أجركم و أجرها و يوفقكم للصبر ويردها إليكم سالمة غانمة معافاه
إنه سميع قريب .
__________________
جاهدتَ نفسكَ والنفوسُ جهادها ** إن لا يهون بعزمها الأصرارُ
.
.
قال السماء كـئيبة و تجهمـــا ** قلت : ابتسم يكفي التجهم في السماء
اليراع الأبيض غير متصل