مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 11-03-2010, 03:29 PM   #1
د / ماسنجر
طائر .. أتعبته الهجرة
 
صورة د / ماسنجر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
البلد: مَع حِبر الأحـرُف
المشاركات: 822
* * *







أكتُوبر | 2004 م
أنظر إليه وأتمتم ببعض الكلمات العشوائية عندما أوجه بصري نحوه ، وأتفكر في ما تستلذ به نفسي من جمال الكلام إلا أن هناك لحظة تنقلني مما أنا عليهِ إلى أماكن أخرى كانت وقبل تلك اللحظات حية ، كنت أقول : متى سأتحدث إليه ويعاود حديثه مجدداً إليّ ، أصبحت أراه في اليوم أكثر من 24 ساعة ، يتجد اللقاء به مابين الساعتين والثلاث مرة أو مرتين ، ومابين الأسبوع والأسبوع مرات ومرات ، حاولت أن أتعمقه علّي استحوذ على شيئاً من كنوزهِ وفعلاً أبحرت فيما جاد به فكري وحلقت به نفسي .

مَـارس | 2006 م
مشيت في حديقة سانفرانسيسكو تقاطع شارع 13 | 24 ، ومكثت قليلاً على إحدى كراسي الانتظار وتفكرت في شأني وشأنه ، وعلمت أن الحبال مابيننا أصبحت جداً متينة ، فصار هو الداخل إلى نفسي المسافر نحوها والمغادر منها والقادم إليها ، يتحقق لي منه ما يسبح في خَلَدي وما يطير به عقلي ، ويتحقق له مني أن أكون بجواره وأرسل له ما يهتويني ليعلم علما يقيناً أن قربي له لم يكن مجرد قرب فحسب ! بل قرب واحتواء ، فصدّق ما أملته عليّ نفسي وصار هو الصاحب ، حتى وجدت أن صدى صوتي يتردد به ، وكلماتي يُعيدها إليّ ، وبَوحي يستمع له بل وبإذن صاغية جداً .


نوفمبَر | 2008 م
واستمر الحال وفق ما جرى عليه في أوائل الترابط ، حتى بدأت أشكّ في ما يجذبنا إلى بعضنا ، فوجدت أن هناك أشياء به قد اضمحلت وتلاشت ، وأصوات جميلة لم أعد أسمعها كسماعي لها من قبل ، ومناظر لم أعد أراها ، فصرت أتحاشى الجلوس معه دائماً خوفاً من أني أصبحت ثقيلاً عليه في الأيام الماضية ، أو أن ظلي أصبح مملاّ باقترابه له دائماً ، فنظرت إليه نظرة تأمل وتمعن وتفكر ، وكنت أقول : يَااه ، على ابتسامات مضت ، لقد كنت واضحاً معك لدرجة الشفافية ، بل وأخذت ما بداخلي وسكبته إليك ، وأيقضت ما نام في فكري وجعلته لك ، وتحدثت لك بكل إخلاص وصدق ورويّة ، ما الذي أصابك ؟! ، ولم يتحدث ثم أعدت له السؤال بصيغة أخرى : مالذي جرى لك ؟! ورأيت فيه نظرة الانكسار والحُزن ، وقلت في نفسي علّي أصبر على صحبته لعل مودة بداخله تحيا وألفة بداخله تعود .


مَـارس | 2010 م
خنقتني الدنيا ، ونامت الأفراح في داخلي ، لقد تلاشى مع الوقتِ حتى اختفت معالمه وصرت أفكر : هل هو صاحبي الذي خادنته في السنوات الماضية ؟! ، هل حل به مرض في قلبه أو أرسل الله له جنداً ؟! ، هل سيعود كما كان ؟! ، هل وهل كثيرة في داخلي ، وقفت أمامه بكل قوة وكأني لطخت مسماعه بتلك الكلمات : ألا يحق لك فعلاً أن تتركني وحيداً دون أن تخفي آثار الخلان والرفاق ؟ ، لقد كان ضميري يعاتبي على ذلك إلا أني اعتقدت أن الأمل يلوح معك فوجدت أنه يضمحل بصحبتك ، لقد حادثتك وسامرتك وسهرت بجوارك وسهرت معك ، وشاطرتك الهم ، وقذفت ما بقلبي إليك حتى رأيته واضحاً بعيني في وفاءك ، وها أنت الآن تُنهي ما بدأنا به ، لقد تمنيت أني لم أراك وبعد تلك اللحظة لن أراك ما حييت ، وكنت أتحاشى أن أوجه إليك كلمات أخرى خوفاً من أن تخدشك وتؤثر بك ، ولكن بعد ما حَدث منك تستحق أن تتقبل أي كلمة : وداعاً أيهَـا السَّاذج .. وداعاً ، أيام بسيطة حتى أبعدته عن حياتي وعن خواطري ، وعدت كما بدأت به في البحث عن صديق آخر يتحمل ما أحمله ، وتذكرت قول المفكر الغَربي : " يُختبر الذهب بالنار ، ويُختبر الأصدقاء في الشدائد " .




كتبه .. د / ماسنجر
11 | مارس | 2010 م


__________________
[POEM="type=1 font="bold large 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]على مهلك .. ترى ذكراك ماتت = وأغصان الفراق اليوم حيّه
عيوني .. عن لقاك اليوم صامت = وحبّك زال عن دنياي ضيّه[/POEM]

سَلمان

آخر من قام بالتعديل د / ماسنجر; بتاريخ 11-03-2010 الساعة 03:45 PM.
د / ماسنجر غير متصل