الافتتاح
(1)
كما تعلمون بأننا وكشعب سعودي يعشق الهيلمة الإعلامية والبهرجة التي تخطف نظر الناظرين حتى وإن كانت المسألة بسيطة، ولكن حب الظهور الإعلامي وإعطاء نظرة للعامة بأن ما يحصل لهو أمر مهم جداً هو مايجعل البعض يستمتع بعمل هذه الأمور.
وهذا هو ما حصل في افتتاح معرض الكتاب، حيث الهيلمة الإعلامية والبهرجة التي غشيت الحاضرين، والتي تم تغطيتها من كل جانب وتأمينها لمنع حدوث أي خلل.
ففي عصر يوم الافتتاح وقبل حضور الوزير بساعات تم إخراج جميع العاملين من المعرض كافة بلا استثناء ثم إحضار عدد من الكلاب البوليسية وتمشيط المبنى لتأمين حضور الوزير، ثم تفتيش كل الداخلين للمعرض شخصاً شخصا، ولم يكن يسمح بدخول إلا من يحمل بطاقة دعوة أو بطاقة عمل، وقد يدخل أحدهم خلسة إلا أن الحضور في هذا اليوم مقتصر على من تمت دعوتهم.
دخلنا بعد العملية الأمنية لتأمين المبنى في انتظار تشريف الوزير الذي سيعلن افتتاح معرض الكتاب والذي من المزمع أن يبدأ بعد صلاة العشاء، وبعد انقضاء الصلاة بدأ الافتتاح إلا أنني ضحكت كثيراً من المعلق حيث كان يقول: (والآن الوزير يقص شريط الافتتاح.. والآآآآن الوزير يقص الشريط ويعلن الافتتاح) وكأننا في مبارة للقدم! وليس في معرض كتاب.
ولكم أن تتصوروا الهيلمة الإعلامية الحاصلة من حيث كثرة المراسلين، ولو دققنا النظر لوجدنا مثلاً بأن مراسلي جريدة الرياض خمسة أو سبعة مراسلين، وكلهم يعملون بنفس المكان والعمل! وهذا من الهيلمة الإعلامية كما قلت.
إلا أن ما ساءني كثيراً هو حديث إحداهن بقولها بأنها تتشرف بأن تكون أول شاعرة تدخل المعرض؟؟؟ لا أعلم ما المغزى ومالهدف!
لا يخفى علينا أيضاً اختلاط الإعلاميات الفاضح مع الرجال بشكل تقشعر له الأبدان! فلم أكن أتوقع أن تأتي أحدهن وتزاحم الرجال لكي تظفر بمقابلة مع الوزير! أو تسجل له عدد من الكلمات؟
إضافة إلى لبسهن المتبرج الذي يستغرب منه الرجل العاقل؟ حيث أنني لاحظت إحداهن بأنها لاتلبس العباة وإنما تلبس تنورة سوداء وبلوزة وبالطو! وكأننا في بلد غير بلاد الحرمين؟؟
وهذه إن لم يخب ظني فإنها إحدى الكاتبات في أحد الأعمدة الصحفية إلا أنني لم أعرفها حتى الآن.
في الحقيقة إنني أمقت الاحتفالات الزائفة والهيلمة الإعلامية الكاذبة وأحب أن تعطى الأمور حقها!
فمن أمثلة الهيلمة الإعلامية الزائفة قول أحد الصحفيين بأن أصحاب دور النشر يثنون على معرض الكتاب ويرون بأنه الأفضل على مستوى الشرق الأوسط! أي أن المحرر غيّب المعارض الأخرى في مصر ولبنان والخليج وغيرها من البلدان الأخرى!
وكأننا وحيدوا زماننا وأنه لا يوجد غيرنا يعمل مثل هذه الملتقيات!!!!
هذا باختصار ما رأيته واستطعت تذكره في يوم الافتتاح وقد حصل لي موقف مع أحدهم إلا أنني فضلت بأن يكون حديثي عن هذا الموقف في مذكرة لاحقة بإذن الله.
كونوا بالقرب، وسأكون ممتناً ومستمتعاً بتعليقاتكم وقراءتكم.